ساد الغموض الوضع السياسي والأمني في زيمبابوي بعدما أعلنت قيادة الجيش أمس أنها سيطرت علي السلطة في البلاد واحتجزت الرئيس »روبرت موجابي» (93 عاما) وأسرته - لكن الجيش أكد أن خطوته هذه »ليست انقلابا».. وفي كلمة مقتضبة عبر التليفزيون الوطني الذي سيطر عليه أفراد من الجيش أثناء الليل قال متحدث عسكري إن تحرك الجيش »لا يعد انقلابا» لكنه خطوة تستهدف »مجرمين» محيطين بالرئيس، متوقعا عودة الأمور إلي »طبيعتها» بمجرد استكمال »مهمته» ومؤكدا أن »فخامة الرئيس وأسرته بخير».. ودعا المتحدث الأجهزة الأمنية الأخري إلي التعاون »من أجل صالح الوطن» محذرا من أن أي »استفزازات» ستواجه برد حازم. وانتشر جنود في أنحاء العاصمة هراري وسيطروا علي هيئة البث الرسمية (زد.بي.سي) كما شوهدت حاملات جنود مصفحة علي طرق رئيسية في العاصمة منذ الساعات الأولي من صباح أمس. وسيطرت مدرعات الجيش علي الطرقات المؤدية إلي البرلمان ومقر الحزب الحاكم والمكاتب التي يجتمع فيها موجابي مع أعضاء الحكومة. وأفادت تقارير إعلامية بوقوع ثلاثة انفجارات هزت منطقة وسط هراري، كما وردت أنباء عن إطلاق نار كثيف قرب مقر إقامة الرئيس في العاصمة.. جاء هذا بعد يوم من تهديد قائد الجيش »كونستانتينو تشيونجا» بالتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال »إمرسون منانجاجوا». ومنانجاجوا (75 عاما)، وكنيته في أجهزة الأمن (ذا كروكودايل) أي التمساح، وكان حتي شهور قليلة الأوفر حظا لخلافة موجابي لكن أطيح به قبل أسبوع لتمهيد الطريق أمام السيدة الاولي »جريس» زوجة موجابي البالغة من العمر 52 عاما لخلافته وهو ما يعارضه كبار قادة الجيش. وأصبحت جريس تلعب دورا متزايدا في الحياة العامة، وهو ما اعتبره كثيرون وسيلة لمساعدتها علي تبوؤ المقعد الرئاسي. ومنحت السيدة الأولي الحصانة الدبلوماسية في جنوب إفريقيا بعد تقارير عن اعتدائها علي عارضة أزياء خلال زيارة في فندق فخم في جوهانسبرج حيث يقيم ابنا موجابي.. وعقب تهديدات قائد الجيش، رأس موجابي اجتماعا أسبوعيا للحكومة في العاصمة، واتهم سلوك »تشيونجا» بأنه »سلوك يتسم بالخيانة... يهدف إلي التحريض علي التمرد». كما وجه حزب الاتحاد الوطني الإفريقي (الجبهة الوطنية الحاكم) الذي يتزعمه موجابي اتهاما لقائد الجيش بالخيانة. واعتبر »سافيور كاسوكويري» وزير الحكم المحلي، والذي يؤيد جريس صراحة، أن قائد الجيش خرج علي الدستور. واعتقل الجيش وزير المالية »إجناشيوس تشومبو» الذي يعد عضوا بارزا في جناح بالحزب الحاكم يعرف باسم (جي 40) وتتزعمه زوجة موجابي. وشكل بيان تشيونجا الذي لم يسبق له مثيل تصعيدا كبيرا في الصراع علي خلافة موجابي، الذي لم تعرف زيمبابوي زعيما غيره منذ أن نالت استقلالها عن بريطانيا عام 1980. من جهته، أكد رئيس جنوب إفريقيا »جاكوب زوما» أن موجابي قيد الإقامة الجبرية، وذلك بعد اتصال هاتفي بين الجانبين صباح أمس ألمح خلاله موجابي إلي بقائه في منزله لكنه قال إنه بخير». وأكد زوما إرسال موفدين إلي زيمبابوي لاستيضاح الأمر. وبحسب محللين فإن الجيش لا يرغب أن ينظر إليه علي أنه أجري انقلابا لتفادي الانتقادات من قبل إفريقيا. ودعت الولاياتالمتحدةوبريطانيا رعاياهما في زيمبابوي إلي البقاء في منازلهم بسبب »الغموض السياسي».