خلال اليومين الماضيين لم أر ألأخبار كما عهدتها في سنوات عمري التي قضيتها بين ردهاتها وتقترب من الثلاثين عاماً..حالة من الصمت المفاجئ النبيل ..الوجوه حزينة ..الشعور الذي تناقل في قلوب الجميع بعد الحادث المروع الذي تعرض له زميلنا الكاتب الصحفي عصام السباعي وفقد علي أثره زوجته وإبنه الأصغر .. إن عصام هو أحد القوافل المشتركة بين قلوبنا جميعاً .. دمث الخلق ..هادئ مثل مياه النيل .. يثلج قلبك كالبرد في أشد الظروف والإنفعالات ..ينفعل في الحق مثل مياه البحر الهائجة .. يعتذر بحب إذا شعر أنك قد غضبت من شئ ما لا يقصده ..كاتب ذو قلم رشيق .. وطني محب لبلده كما لم يحبها أحد من قبل.. ولعلّ أكبر دليل علي وطنيته ومصريته ومهنيته المقال الذي كتبه قبل إسبوعين بعنوان " هوامش علي دفتر نكسة امبابة ".. عصام السباعي حالة طبيعية لشاب مكافح أحب الكتابة والعمل الصحفي وفضلهما علي عمله معيداً بكلية الإعلام حين صدر القرار بعد تخرجه ونجاحه المتميز.. وبدأ رحلة البحث عن المتاعب لسنوات طويلة تزوج خلالها وأنجب ثلاثة أبناء وعاش في أسرة هادئة .. فجأة تنقلب حياته رأساً علي عقب حين أراد أن يمضي أجازة قصيرة مع زوجته وأبنائه الثلاثه الذي لا يتعدي عمر أكبرهم 15 عاماً.. وكان القدر الذي لا مفر منه.. والابتلاء من الله سبحانه وتعالي.. صبَرك الله ياعصام.. قال الله تعالي " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " 155، 651، 751 من سورة البقرة.