لاتزال رسالة »مواطن جعان مطحون« التي طالبني فيها بالكتابة عنه، وعن الآلاف غيره الذين يعانون ما يعاني، بدلا من الكتابة عن »الناس الرايقة« في أوروبا وأمريكا تلقي اهتماماً من القراء الذين تعاطفوا مع صاحبها، من جهة، وكشف معظمهم، من جهة أخري، عن مشاكلهم الشخصية، وطالبوا بنشرها خاصة بعد أن وجدت رسالة »المواطن الجعان المطحون« استجابة إنسانية، فورية، من رجل أعمال كريم السيد/ هيثم المغربي الذي ينتظر اتصالاً من صاحب الرسالة لتعيينه في مصنعه. أتمني أن أنشر هذه الرسائل تباعاً، أو حتي بين الحين والحين، حتي لا يمل آخرون من كثرة هذه المآسي وقد يطالبني بعضهم في رسائل متوقعة بالكف عن نشرها والتطرق إلي موضوعات وقضايا أخري (..). .. وبالمناسبة: وصلتني الرسالة التالية من السيد/ مجدي متولي مستشار التسويق يعلق فيها علي رسالة المواطن المطحون، باعتبارها تمثل ظاهرة خطيرة، وتتطلب اهتمامنا جميعاً للتصدي لها والبحث عن حلول سريعة لإنهائها. يقول السيد/ مجدي متولي: [.. إبراهيم سعده لقد أسعدني اهتمامك بنشر رسالة المواطن المطحون، وأسعدني أكثر رد الأستاذ هيثم المغربي أثابه الله خيراً علي نيته الصادقة واهتمامه بالرد علي رسالة »الرجل المطحون« شبيه أغلب المصريين. هذا الرجل هو مثال حي لأغلب عمال مصر الآن. فمنهم من ليس له دخل ثابت أو حتي عمل ثابت. منهم من فقد أو سيفقد وظيفته بسبب دفع فاتورة الثورة اللي كل ما تكلم حد من شباب اختلاف الثورة يقول لك: »دي فاتورة ولازم ندفعها ثمن الحرية«. طيب.. أنهي حرية دي اللي كل يوم بتتسبب في قطع عيش الناس؟ أنهي حرية اللي بعد كام يوم أو كام شهر سوف تخلق طبقة جديدة من العاطلين عن العمل؟ وأنهي ثمن هذا الذي سوف يأتي علي الأخضر قبل اليابس في بلد كانت زراعة وصناعة؟! صحيح أنا مع التغيير، ومع محاكمة كل فاسد وكل ظالم، وصحيح أن ثورة 52 يناير كانت ثورة مشرفة لكل مصري مهما كان دوافعها أو مهما كان منظمها والقائم عليها، لكن إلي متي سنظل في هذا التخبط وهذا اللاوعي واللامنطق؟ لمصلحة من نظل في هذا الوضع المتذبذب والمشتت؟ أناس شايفاها فاتورة بتندفع، وأناس شايفينها خراب علي البلد وناس مترددة لا مع هؤلاء ولا مع أولئك وتقول: »يا رب استرها.. عايز أكل للعيال وأعيش في حالي، أنا كان مالي ومال الثورة والحرامية والفساد؟«. وناس تانية بتلعن اليوم اللي طلعت فيه المظاهرة لأنها أنهت عهد من فساد الذمم والرشاوي، وأغلب الأدراج كانت مفتوحة وتتم محاولة تكسيرها الآن، وهذا ما يدفع بالبعض إلي الجنون والتحالف مع الشيطان لإفشال كل ما هو ثوري وجميل بمن فيهم شباب »اختلاف الثورة« وليس شباب »ائتلاف الثورة« لأنهم فعلا مختلفين عن بعض في كل شيء، فلا تجد فرقة تتفق علي أمر إلا وتسفهها الفرقة الأخري.. وهكذا]. لا أعتقد أن هناك من يختلف مع ما قاله المستشار الاقتصادي السيد/ مجدي متولي.