مصر بلد التعددية والتعايش السلمي رغم كل التحديات الداخلية والدولية أكد سامح شكري وزير الخارجية ان مصر تؤمن بضرورة تبني معالجة شاملة ومتعددة الأبعاد في مكافحة الإرهاب، وكان ذلك الأساس الذي قامت عليه الاستراتيجية التي أعلنها رئيس الجمهورية خلال القمة الأمريكية-العربية-الإسلامية في جدة مايو الماضي، والتي أكدت علي أن التسامح والحوار وتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات من أهم مكونات مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تجنيده. وأكد علي أن مصر خيارها واضح بأن تستمر وطنا للتنوع والتعددية والتعايش السلمي برغم كل التحديات الداخلية والإقليمية. انها ستظل في طليعة الدول الداعمة لأي جهود صادقة تسعي لإرساء السلام والاستقرار في دول الشرق الأوسط، واحترام التنوع ونبذ الكراهية، بما يساعد في تكوين توافق إقليمي لمواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه الشرق الأوسط وشعوبه. وقال شكري بأن مصر عانت لعقود من ويلات الإرهاب الذي طال مسيحييها ومسلميها، وكان من أخر حلقاته وأكثرها خسة الهجوم الإرهابي علي شهداء الوطن من الشرطة المصرية في الواحات، ومن قبله تفجير الكنيستين القبطيتين صبيحة أحد السعف. ويدفع الشعب المصري ثمنا باهظا جراء هذه الشرور المقيتة التي تحاول ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق التماسك المجتمعي، مؤكدا انه حان الوقت لتبني المجتمع الدولي موقفا واضحا ومتسقا ضد الإرهاب، العدو الأول للتنوع والتعايش السلمي في مجتمعاتنا، وكانت السنوات الأخيرة كفيلة بإبراز أنه لا توجد دولة أو منطقة في العالم بمأمن منه مطالبا لضرورة وقف التمويل و الدعم و ايواء الإرهابيين. جاء ذلك خلال كلمة شكري أمام المؤتمر الوزاري الثاني للتنوع الديني والثقافي والتعايش السلمي في الشرق الأوسط المنعقد في اليونان، حيث شدد علي ضرورة وقف التمويل والدعم السياسي والعسكري واللوجيستي للإرهابيين، وامتناع الدول عن توفير ملاذ آمن لهم أو السماح باستخدام أراضيها أو وسائل الإعلام التي تبث منها. وأكد وزير الخارجية أن دول الشرق الأوسط وشرق المتوسط شهدت تحديات مشتركة علي مدار التاريخ، وصولا إلي المسئولية الجماعية في مواجهة الكراهية والعنف والإرهاب، موضحا أن الحديث عن الحفاظ علي التنوع في ظل ما تعانيه المنطقة من استفحال لظاهرة الإرهاب، ليس ترفا فكريا بل ضرورة حتمية للحفاظ علي أمن وسلامة شعوب الشرق الأوسط. وقال: »لعل صرخات ضحايا داعش في سوريا والعراق، ومعاناتهم التي لا يمكن وصفها، ينبغي أن تظل تذكرنا بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقنا». وأضاف: »بقدر القلق البالغ الذي يحدو بلادي اتصالا بالتطورات في عدة بقاع بالشرق الأوسط، فأود أن أشارككم مخاوفي إزاء تصاعد التمييز ضد الأقليات الدينية والعرقية في أوروبا بما في ذلك الجاليات العربية والمسلمة، وشيوع التحريض والكراهية في الخطابين السياسي والإعلامي، وهي التوجهات التي تمنح انتصارات مجانية لدعاة الكراهية ووقود يستخدم لإذكاء المواجهات والاستقطاب». وقال شكري إن إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الأجنبي لا ينبغي أن يغيب عن أي جهد فعال لتغليب قيم الحوار والتسامح والتعايش والعدل، حيث يظل الفشل في معالجة هذه القضية الحيوية مصدرا رئيسيا لتغذية الإحباط واليأس والكراهية.