ليس بعيداً عن معركتنا الأساسية ضد الإرهاب.. أن نمد النظر إلي ما يجري علي أرض سوريا الشقيقة هذه الأيام. حيث تتوالي الأنباء عن سقوط دولة الخلافة المزعومة التي تم إعلانها في ظروف مريبة، ومع إطلاق تنظيم »داعش» واستيلائه علي ثلث الاراضي السورية والعراقية في بضعة أسابيع!! الشبهات التي أحاطت بانطلاق تنظيم »داعش» الإرهابي لا توازيها سوي الشبهات التي تحيط الآن بعملية سقوطه في سوريا والعراق. فطوال السنوات الماضية كانت الأرقام تتضارب عن أعداد الدواعش هناك، وعن مدي قوة التنظيم الوحشي التي استدعت تحالف دول العالم لمواجهة مائة الف مقاتل كما كانت تقديرات الأمريكيين تقول عن الدواعش في سوريا. الآن.. نشهد نهاية المشهد الداعشي في سوريا والعراق. ونشهد صراعا حول توزيع النفوذ، وصراعاً علي تحديد مستقبل سوريا. وتثور أسئلة عديدة حول تقاسم النفوذ بين القوي الكبري وحول مستقبل النظام. ووسط ذلك يجري التعتيم علي سوال هام لا نجد إجابة عليه حتي الآن وهو: أين »ذهب الدواعش»؟! تحرير ما تبقي من أرض كانت تحت سيطرة »الدواعش» تجري علي قدم وساق وبات واضحاً أن الولاياتالمتحدة تلقي بكل ثقلها وراء قوات سوريا الديمقراطية المكونة اساساً من أكراد سوريا. لكن عملية »التحرير» تتحول فيما يبدو إلي عملية »تسليم وتسلم»!! لا نري بعدها الا مدناً مخربة، وأكرادا يرفعون أعلامهم وصور الزعيم الكردي السجين »أوجلان».. ثم لا أثر للدواعش!!. في البداية كان يقال إن هناك اتفاقات لترحيلهم لمناطق أخري. الآن لم يعد هناك تقريباً وجود لمناطق تحت سيطرتهم ليذهبوا إليها.. فأين ذهب عشرات الألوف من الدواعش؟!.. هل يتم »إدخارهم» لمهام أخري داخل سوريا والعراق؟!.. أم يجري ترحيلهم لإنشاء بؤر أخري للإرهاب في المنطقة أو تعزيز تواجد لعصابات الإرهاب التي تضرب الآن في أجزاء عديدة من الوطن العربي ومن العالم كله؟1 الشبهات كثيرة، والأسئلة أكثر، والإجابات مفتقدة حتي الآن، لكن الخطر ماثل، وما نشهده من تحركات للجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة يؤكد أن المعركة طويلة، ويشير إلي مخاطر استمرار بقاء ليبيا رهينة للجماعات الارهابية التي تلقي العون والدعم من أطراف إقليمية ودولية لم يعد ممكناً التغاضي عن دورها!! الدور الهائل الذي تقوم به قواتنا المسلحة فيحماية شواطئنا وتأمين حدودنا يستحق كل التقدير، وما تبديه مصر (شعباً وجيشاً) من عزيمة صادقة علي دحر الارهاب أمريفرض علي القوي الكبري التي تقول إنها تقودالحرب ضد الإرهاب، أن تقول لنا وللعالم: أين ذهب »الدواعش» الذين أطلقتهم، ثم قالت إنها حاربتهم ثم بشرتنا بأنها انتصرت عليهم؟.. ننتظر الاجابة، ونواصل حربنا ضد الارهاب التي خضناها بكل شجاعة، بينما كان »الآخرون» يراهنون علي إقناعنا بأن هناك إرهابا يمكن ان يكون معتدلاً؟!