الفرحة دخلت قلوب الأكراد لتحرير كوبانى كان أسبوعا حافلا بالانتصارات في الحرب علي داعش التي تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاؤها في وقت عصيب تشهد فيه منطقة الخليج العربي تغيرات متسارعة بعد سقوط شمال اليمن في يد الحوثيين ورحيل الملك عبد الله. فمنذ أيام أقيمت الأفراح في مدينة كوباني الكردية بعد ان استطاعت قوات البشمركة تحرير المدينة من قبضة داعش في المعارك التي استمرت 134 يوما حيث بدأت معركة تحرير كوباني في سبتمبر الماضي حين استولت داعش علي المدينة ونحو 300 قرية عراقية في المنطقة الحدودية. في الوقت نفسه أكد قائد عمليات دجلة أن القوات العراقية حررت المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في محافظة ديالي بعد معارك أوقعت عشرات القتلي في صفوف داعش. وأعلنت القوات العراقية تحرير محافظة ديالي بمساعدة الحشد الشعبي والمقاتلين من أبناء العشائر السنية في أول انتصار يثمر عنه التعاون بين العشائر والقوات العراقية. وكانت المحافظة العراقية قد سقطت في أيدي داعش في يونيو الماضي وتخوض القوات العراقية حربها الآن لتحرير بقية المحافظاتالعراقية حيث تجري معارك الآن لاستعادة مدينة الرمادي في محافظة الانبار وذلك تمهيدا لمعركة التحرير الكبري التي يجري التخطيط لها لاستعادة مدينة الموصل أهم المعاقل التي يسيطر عليها التنظيم في العراق. وفي هذا السياق ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان لها أنها وحلفاءها شنوا 21 ضربة جوية في سوريا و13 في العراق علي مواقع داعش، خلال اليومين الماضيين وتركزت الضربات في سوريا علي مدينة كوباني الواقعة علي الحدود مع تركيا، في حين تركزت الضربات في العراق، علي مواقع لداعش في الموصل وتلعفر وحديثة والفلوجة. انتصار رمزي و في كوباني بينما تتواصل الأفراح بعودة المدينة للسيطرة الكردية يستعد سكان المدينة للعودة لبيوتهم في الوقت الذي تتحدث فيه التقارير الحكومية عن الوضع المأساوي للمدينة خاصة وأنها مدمرة بالكامل للدرجة التي شكلت لها الحكومة الكردية لجنتين لإعادة الإعمار إحداهما تابعة للإدارة الكردية والثانية مستقلة. وكان عدد سكان المدينة قبل المعركة أكثر من 150 ألف نسمة نزح أغلبهم إلي الحدود التركية مع بدء المعارك التي قتل فيها 1737 شخصاً، بينهم 1196 مقاتلا من تنظيم داعش. ويتحدث الخبراء عن ضرورة توخي الحذر وعدم الإفراط في التفاؤل والفرحة بعودة كوباني حيث مازالت داعش تسيطر علي مناطق شاسعة محيطة بالمدينة فضلا عن سيطرتها علي مساحات شاسعة من أراضي العراقوسوريا. فاسترجاع كوباني بلا شك هو انتصار علي داعش ولكنه انتصار في معر كة والحرب لم تنته بعد. وعودة كوباني انتصار رمزي أكثر من كونه انتصارا استراتيجيا وهو ما تؤكده احتفالات الأكراد الذين اعتبروا المدينة رمزا للمقاومة الكردية منذ بدء الحرب لاستعادتها واتخذوا شعارات بأنها حرب الانسانية ضد الهمجية وحرب الحرية ضد الاستبداد.وهو نفس الشيء بالنسبة لداعش التي هزمت هزيمة رمزية لانها تعتمد علي دعاية الفعل والارهاب لحشد المزيد من المؤيدين لها. كما أن هزيمة داعش في كوباني لم تؤثر حتي الآن علي اقتصادياتها فلم تحرر المناطق الاستراتيجية التي تضم حقول البترول ومناطق الموارد التي تسيطر عليها داعش وبالتالي فتأثير هذا الانتصار علي الجماعة فعليا تأثير ضعيف. عملية الموصل بعد سيطرة الأكراد علي كوباني والقوات العراقية علي محافظة ديالي بدأ الحديث عن عملية تحرير الموصل أكبر معاقل داعش وأهم المدن العراقية التي وقعت تحت سيطرة الجماعة. ولكن الحديث عن تحرير الموصل هو أمر مختلف للغاية عما حدث في كوباني فالأكراد نجحوا في مهمتهم لأنهم ظلوا يحاربون أشهر بالقرب من الحدود التركية والسورية التي قدمت الدعم والامدادات لهم طوال الحرب لتحرير كوباني. ووفقا لوزارة الدفاع الأمريكية فقد قتلت الضربات الجوية الأمريكية نحو 1000 من مقاتلين داعش في كوباني بينهم قادة كبار في التنظيم. في حين تجري الآن مواجهات برية غرب مدينة حديثة العراقية بين الجيش العراقي بصحبة مقاتلين محليين نجحوا حتي الآن في الحد من سيطرة داعش علي المزيد من المناطق العراقية. وبينما تركز الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة داعش علي الضربات الجوية فإن الأمر لن يجدي في الموصل التي يبلغ تعداد سكانها نحو مليون نسمة بينما حسم الامر ميدانيا يتطلب أعدادا أكبر من القوات علي الارض حيث تعتمد داعش علي حرب العصابات والقتال من شارع إلي شارع فضلا عن اهمية استعادة المناطق التي تربط دولة داعش في العراق بدولتها الواقعة شمال سوريا. ويؤكد المسئولون العراقيون ان لديهم قوات امن جاهزة للحفاظ علي المناطق التي يتم تحريرها من الدواعش ورغم ذلك يبقي واضحا ان التخطيط لمعركة الموصل الحاسمة يحتاج لاستراتيجية جديدة حيث تسعي القوات العراقية إلي كسب ثقة وتأييد السكان من السنة الواقعين تحت سيطرة داعش لأنهم أحد أسباب استمرار داعش حتي اليوم حيث انهم يقدمون لهم المساعدات اللوجيستية اثناء المعارك في حين تستغرق محاربة ايديولوجية داعش التي تجند بها المقاتلين وقتا أكبر. كما أن العمليات علي الاراضي السورية سيكون لها تأثير مباشر في تحديد موعد عملية تحرير الموصل خاصة وان مدينة الرقة السورية تعد من اهم مدن الخلافة التي ترسل إمداداتها للعراق. وهي العمليات التي ستكون هدفا للقوات الكردية في المرحلة المقبلة.