من الصعب علي المرء أن يدرك كيف استطاع ملوك الموضة في العالم استغلال حركات تمرد العمال وفقراء العالم ضد ما عانوه من استغلال وقهر، ليحولوها إلي ملابس ممزقة وسراويل ملطخة بالدهانات بل، يبيعونها بأغلي الاسعار ليفرغوا ذلك التمرد من مضمونه، ويصبح مسخاً مشوها ومظهراً مهترئاً لا نتعاطف مطلقا معه. لقد أصبحت موضة السراويل الممزقة شيئاً مؤلما لكل من يراه من العقلاء، خاصة ان الامر أصبح سباقا بين الفتيات والفتيان في زيادة عدد الرقع الممزقة، فكلما زادت دل ذلك علي الشجاعة والجرأة والاقدام حتي وصل الامر إلي بيع سراويل ممزقة لأطفال تقل أعمارهم عن السنتين!! فأي ثقافة تلك التي يريدون تنشئة الاجيال عليها ؟! وقد وصل الامر إلي انتشار هذه الملابس التي تمزق القلب بين الشباب في المدارس والجامعات واختفي الحياء تماما بعد ان تفننوا في كشف كل مستور، والامر الذي شكل صدمة حقيقية هو وجود طلاب في معاهد وجامعة الازهر الشريف يرتدون مثل هذه السراويل مخترقين ذلك كل التقاليد والاخلاقيات التي ينبغي ان يلتزم بها من يرتاد هذا الصرح الاسلامي العظيم، لذا نحن نثمن موقف الشيخ عباس شومان وكيل الأزهر الشريف عندما قرر ايقاف هذا الانفلات وأعلن انه لن يتم التهاون في تحقيق الانضباط بالمعاهد الأزهرية وكليات الجامعة، مشددا علي منع دخول من لا يلتزم بزي ومظهر يليقان بمنتسبي الأزهر، وانه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين وأوضح ان وظيفة التربية لا تقل أهمية عن وظيفة التعليم، وقبله طالب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد شباب الصحفيين بأن يلتزموا بمظهر يليق بمهنتهم ويحافظ علي صورتهم أمام المصادر منددا بظهورهم بالسراويل الممزقة. بقي أن ينتبه كل أب وكل أم إلي ما يرتديه أبناؤهما فهما المدرسة الاولي لهؤلاء الأبناء وهم أول من يغرس البذور في نفوسهم لتطرح سلوكيات وأخلاقيات، إما أن تكون متماسكة وقوية وإما أن تكون مهترئة وممزقة.