شهدت جلسات مؤتمر دار الإفتاء العالمي في يومه الثاني أمس مناقشات ايجابية للوصول لنتائج واقعية للحد من فوضي الفتاوي. حيث أعلن د. أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب اقتراب البرلمان من إصدار قانون يمنع نزيف الفتوي من غير أهلها؛ سواء كان عن طَريقِ الصحافة أو المحطات المرئية والمسموعة، حتي ينضبط الأمر وتنقطع الفتن، وأضاف أنه سيتم إلزام الفضائيات بالكف عن نشر الفتاوي الشاذة، أو الصادرة عن جهات غير مؤهلة، أو التي تؤجج الصراعات بين المسلمين، والتصدي لظاهرة فتاوي التكفير والتطرف والإرهاب والآراء المتشددة والمتسيبة في مختلف وسائل الإعلام، كما يتم تفعيل ودعم دور المجامع الفقهية والمؤسسات الإسلامية لتؤدي رسالتها في المحافظة علي سلامة الفتاوي ومنع التطرف. وأشاد الدكتور مصطفي سيريتش مفتي البوسنة في كلمته بفضل مصر والأزهر علي المسلمين، قائلًا: ليس لنا سند بعد الله إلا الأزهر الشريف الذي دائمًا ينصف الضعفاء. وأكد أن الإسلام بريء من الإرهاب والتطرف لأن رسالته سمحة تدعو إلي التعايش مع الآخر، ودعي علماء الأمة إلي التصدي ومعالجة الإرهاب الذي شوه صورة الإسلام تحت مسمي الإسلاموفوبيا، وكشف أنه أحد الناجين من الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإقليم بسبب ديني. وأكد د. عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في كلمته أن كتب الشريعة الإسلامية لا توجد بها فتوي تبيح نكاح البهائم. وأضاف ربما يسأل البعض عن وطء البهائم هل هو زنا، فتكون الإجابة »لا» فيفهم البعض من الإجابة أنه مباح، علي الرغم من أنه حرام ولو لم يكن زنا. وأشار شومان إلي أن اللواط لم يقل بحله إلا الشواذ المنحرفون، ولكنه ليس من الزنا ولا يعني ذلك أنه حلال، وشدد علي عدم تداول مثل هذه الفتاوي وتناقلها بين الناس، لأنها تنشر القلاقل في المجتمعات، ولا تساعد علي استقرارها. وتساءل شومان: كيف يفتي أحد بمعاشرة المرأة بعد وفاتها، فقد أنهي الله العلاقة بين المرأة وزوجها بانتهاء حياتها، فهذا مخالف لأنه جمع بين أحكام الموت والحياة في وقت واحد؟ وأكد أن الأزهر لا يتردد في محاسبة أي عالم أزهري روّج فتوي شاذة. وأشار د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية الي أن الفتوي اُستخدمت رأس حربة لأدعياء الدين، وأنه تم اختطافها من مؤسسات الفتوي وعلماء الشريعة المناط بهم إصدار الفتاوي في تصدر المشهد، مما أدي إلي كل هذا الخلل الذي نراه الآن. وطالب بضرورة إسناد الفتاوي العامة والمصيرية إلي الجهات ذات الرصيد الشرعي والفقهي. و أكد د.محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إنه ينبغي للمفتي أن يتريث في أمر الفتوي ولا يتعجل، فقد كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يتشاورون إذا عرض لهم أمر يحتاج إلي دراسة واستيعاب، وكانوا يتهيبون الفتوي. وشدد علي أنه لا يسوغ الحكم بكفر أحد لصدور كلام، أو فعل منه، يحتمل وجها صحيحا يصرفه عن الكفر، الأمر الذي يفرض أن يكون الفعل أو القول نصاً صريحاً في الكفر، أو ظاهراً فيه ظهوراً بيناً لا لبس فيه ولا شبهة. وأشار إلي أن الأفكار المتطرفة التي يعتنقها التكفيريون وينطلقون في أعمالهم الإرهابية من خلالها تستوجب تصحيحاً من خلال الفتوي التي تفنّد تلك الأفكار لأجل مواجهة خطر الإرهاب.