ناشطون سورىون أثناء مؤتمر للمعارضة ىعقد فى تركىا ابدت واشنطن تشكيكا كبيرا في قرار العفو العام عن المعتقلين السياسيين والاخوان المسلمين الذي اصدره الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء. وذكرت الخارجية الامريكية ان الاسد »قال اشياء كثيرة خلال الاسابيع والاشهر الماضية لكننا لم نر سوي القليل من الاعمال الملموسة من جانبه«. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد أشارت إلي أن قبضة الرئيس السوري علي السلطة تضعف تدريجيا وان موقف الحكومة السورية يصبح من الصعب تقبله مع مرور الوقت في حين تصبح مطالب الشعب السوري بالتغيير اكثر قوة. وأشارت إلي تصريحات الرئيس باراك اوباما التي خير فيها الاسد بين الانتقال الي الديمقراطية او »الرحيل« وقالت إن الخيار يصبح »تلقائيا« مع »كل يوم يمر«. من جانبها، شددت فرنسا علي ضرورة ان يكون تغيير المسار لدي السلطات السورية »اكثر وضوحا واكثر جرأة« من مجرد عفو وأشارت إلي سقوط نحو الف قتيل علي الاقل وربما اكثر، معربة عن خشيتها من ان يكون الامر متأخرا جدا وأشارت الي ان ذلك كان ايضا رد المعارضة السورية علي قرار العفو. في سياق اخر، اقرت فرنسا بتعذر حصول الدول الغربية علي ادانة لاعمال القمع في سوريا امام مجلس الامن الدولي بسبب موقف روسيا . في حين، قال مراسل موقع »العربية« الاخباري أمس الأول إن تسعة من أعضاء مجلس الأمن يؤيدون مشروع قرار ضد سوريا وإن عددا من الأعضاء الستة الآخرين قد يغيرون مواقفهم لصالح المشروع المقرر التصويت عليه نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل. علي صعيد مختلف، قررت وزارة الداخلية السورية تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات وفاة الفتي حمزة الخطيب (13 عاما) الذي قال ناشطون سوريون انه تعرض للتعذيب والقتل في درعا بعد اعتقاله اثناء مشاركته في مظاهرات. وكان صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) قد دعا الثلاثاء سوريا للتحقيق في تقارير عن "أعمال مروعة" ضد أطفال احتجزوا خلال موجة الاحتجاجات. ونقل راديو سوا الامريكي عن مصادر في سوريا قولها إن الرئيس السوري يعتزم الاعلان عن تشكيل هيئة للاشراف علي الحوار الوطني تضم سبع شخصيات برئاسة فاروق الشرع نائب الرئيس واعضاء في حزب البعث واحزاب اخري ومستقلين علي ان تعمل هذه الهيئة علي وضع آلية وإطار زمني لاجراء حوار مع فئات وشرائح الشعب السوري. في سياق متصل، قال المشاركون في مؤتمر للمعارضة السورية في تركيا إنهم توصلوا إلي توافق علي أن التدخل الخارجي للاطاحة بالرئيس السوري ليس مفضلا لأنه سيتيح للسلطات ذريعة لقتل المزيد من المحتجين. وقال ملهم الدروبي عضو مجلس قيادة الاخوان المسلمين ان المؤتمر -الذي يضم 300 مندوب من مختلف الطوائف والاطياف السورية- لن يشكل مجلسا انتقاليا علي غرار المعارضين الليبيين، وقال ان الهدف من المؤتمر- الذي ينهي أعماله اليوم الخميس- هو الخروج بخارطة طريق لتحرير سوريا من القمع. وذكرت صحيفة »زمان« التركية ان المؤتمر يخطط لتشكيل لجان لتنظيم المظاهرات خارج السفارات وتمثيل المعارضة في الاجتماعات مع الحكومات في الغرب ودول اخري ونشر الدعاية دوليا بشان النزاع في سوريا. علي الصعيد الميداني، قال ناشطون ان خمسة اشخاص علي الاقل قتلوا الثلاثاء حينما قصفت دبابات مدينة الرستن واجتاحت قوات امنية منطقة (الحراك) حيث اجرت عمليات تمشيط. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن الجيش السوري قصف مستشفي ميدانيا في مدينة الرستن ودمر مدخل المدينة والمنطقة الصناعية فيها.