تأثرت كثيرا بقصة عم إدريس الذي كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات أكتوبر عم إدريس هو أحد الأبطال المتفردين الذين كانوا ترسا في انتصار حرب أكتوبر.. ولم يأخذ حقه إلا بعد 44 عاما من الحرب نعم 44 عاما وهو في الظل لايعلم أحد أنه استطاع أن يتوصل للشفرة التي استخدمها الجيش في حرب اكتوبر وأن يكون أحد الأسباب في الانتصار التاريخي من الذي نقب عنه وأخرجه من غياهب النسيان والتاريخ.. بالتأكيد هو إنسان رائع لم يشأ أن يضيع حق هذا البطل وقصة عم ادريس أو 'أحمد محمد أحمد ادريس'، ابن النوبة الذي ولد بقرية توماس وعافية في الأربعينيات، من القرن الماضي وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952 أنه في عام 1954 تطوع البطل كمجند بقوات حرس الحدود وفي عام 1971 بعد أن تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاه عملية 'فك الشفرات'، فأمر الرئيس قياداته بايجاد حل، في ذلك الوقت كان 'عم أحمد' منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديثا دار بينه وبين القائد عن هذه المشكلة، فتبسم ضاحكا وقال: 'إنه أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرا لخلو اللغة من الحروف الأبجدية'، فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد ادريس وكانت هذه نقطة البداية فقد نالت فكرته الاعجاب والموافقة وتم اصدار أمر بإحضاره عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري.. وكان أكثر لحظات تأثري وأنا أسمع القصة علي لسان عم ادريس نفسه وهو يروي اللحظة التي قابل فيها الرئيس الراحل السادات قال'انتظرت الرئيس بمكتبه حتي ينتهي من اجتماعه مع اللواءات، وعندما رأيته كنت أرتجف نظرا لأنها كانت المرة الأولي التي أري بها رئيسا لجمهورية مصر العربية ' وعندما وجد الرئيس الشعور الذي انتابني من قلق وخوف اتجه نحوي ووضع يده علي كتفي ثم جلس علي مكتبه وقال " أنت جوابك من المدرعات وأنت حرس حدود أية اللي وداك مدرعات" ؟ وبعد حوار دام طويلا ضحك الرئيس السادات ضحكا هستيريا مما أدي إلي شعوري بالقلق وقلت "هو أنا قلت حاجة غلط؟" فرد السادات "لا ده شيء في نفس يعقوب"، وأكمل 'إدريس' قلت للرئيس اذا كان يريد أفرادا نوبيين فعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس نوبيي 1964 لأنهم لايجيدون اللغة، وهم متوفرون بقوات حرس الحدود.. فابتسم السادات قائلا : بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود. وقد طالبه " السادات"، بعدم الإفصاح عن هذا السر، وبالفعل ظل سرًا حتي عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات وبعدها تم تغيير شفرة القوات المسلحة.. بعد علم دولة إسرائيل بالسر، فقاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية، وكان هناك رجل يدعي محجوب الميرغني، يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية الألمانية، وعند حضور إدريس أحد صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي "دبابة وطائرة" باللغة النوبية، فحذرعم ادريس محجوب الذي كان يقوم بذلك بدون مقابل أو بحسن نية من إعطاء أي معلومات، يجب أن يعلم شبابنا بطولات أبائهم ويعلمون أن مصر لاتنسي رجالها وأبطالها.. من قبل أطلق الرئيس السيسي اسم محمد نجيب أول رئيس مصري علي قاعدة واليوم يكرم البطل المصري عم إدريس.. وبالتأكيد غدا ستكون هناك تكريمات أخري تعطي درسا في الوفاء وتعطي الأمل للشباب أن مصر لاتنسي أبناءها أبدا