لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم امس بعد أن فتحت القوات اليمنية النار علي محتجين في مدينة تعز الجنوبية لتفريقهم بعد يوم من عملية اقتحام دموية نفذتها القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح لفض اعتصام استمر نحو أربعة شهور في المكان. وكانت قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل صالح قد هاجمت مخيم اعتصام مساء امس الأول ونفذت ما وصفته مصادر بالمعارضة وشهود ب "المجزرة". من جهتها ذكرت "نافي بيلاي" مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان أن مكتبها تلقي تقارير "لم يتسن التأكد بعد من صحتها بشكل كامل" تفيد أن أكثر من 50 محتجا قتلوا في المدينة ب"أيدي الجيش اليمني والحرس الجمهوري وعناصر أخري مرتبطة بالحكومة." في الوقت نفسه تجددت المواجهات بشكل عنيف ومكثف منذ ساعات فجر امس بين القوات الموالية لصالح وأنصار أكبر قبائل البلاد "حاشد" في شمال صنعاء وسط مخاوف من إمتدادها لمناطق أخري في العاصمة. وكان دوي انفجارات ضخمة يعتقد ان مصدرها مدفعية ثقيلة وقذائف الي جانب دوي أعيرة نارية لأسلحة خفيفة قد سمعت ليلة امس في مؤشر علي انتهاء هدنة هشة لوقف القتال. واستعاد أنصار الأحمر السيطرة علي مبني الحزب الحاكم في اليمن في حي الحصبة الذي وقع فيه معظم القتال. وكانت مواجهات شرسة جرت الأسبوع الماضي بين الجانبين قد أسفرت عن مقتل أكثر من 115 شخصا. ووسط أوضاع أمنية متردية، انفجرت سيارة مفخخة امس لدي مرور سيارة عسكرية قرب مدينة زنجبار عاصمة محافظة "أبين" جنوب اليمن مما أسفر عن مقتل واصابة عدد كبير بينهم ضابط في الجيش. جاء هذا بعد ساعات من مقتل ستة جنود يمنيين واصابة عشرات آخرين في هجوم نفذه مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، علي نقطة عسكرية في المدينة. وذكر شهود عيان ان المسلحين الذين يسيطرون علي المدينة منذ أيام قاموا بعد ذلك بإحراق عشر آليات عسكرية. من جانبهم كشف نشطاء عن خطوات بدأت بين عدد من منظمات حقوق الانسان في اليمن لتحريك ملف اتهام عاجل ضد صالح وأركان حكمه يتضمن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وذلك أمام محكمة الجنايات الدولية. كما أشارت تقارير اعلامية الي أن شيوخ قبائل وعددا من أقطاب المعارضة اليمنية فتحوا قنوات اتصالات مستمرة مع عواصم عربية وخليجية لإقناع هذه الدول بضرورة تنحي صالح عن منصبه بدون منحه أي ضمانات. وفي بروكسل طالبت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون الرئيس اليمني بتوقيع المبادرة الخليجية التي تقضي بتنحيه "بدون ذرائع جديدة"، مشيرة الي ان استخدام القوة في تعز "قد صدمها". ودعت وزارة الخارجية البريطانية جميع الرعايا البريطانيين باليمن الي سرعة مغادرتها علي الفور.