لا شيء يحقق الفرحة الجماعية للشعوب مثل الانتصارات الرياضية وخاصة في البطولات الدولية لكرة القدم.. ما بين هدف التعادل الذي أحرزته الكونغو في مباراتها مع مصر يوم الأحد الماضي وهدف المبدع محمد صلاح الذي صعد بمنتخبنا الوطني إلي نهائيات مونديال 2018 بموسكو عاش المصريون أصعب 7 دقائق في تاريخ مصر الرياضي. لم يحقق محمد صلاح حلم الوصول لكأس العالم بعد غياب 27 سنة فقط لكنه أدخل الفرحة والسعادة عليكل بيت في مصر.. فرحة لم نعشها من قبل وكنا في أمس الحاجة إليها لتخرجنا من حالة المعاناة من ضغوط الحياة وارتفاع الأسعار.. خاض منتخبنا الوطني لكرة القدم معركة طويلة وبذل جهداً كبيراً لنصل إلي هذه اللحظة الحاسمة وكان الله معنا. ألقاب وأوصاف كثيرة أطلقها عشاق الكرة والنقاد الرياضيون علي محمد صلاح بعد المباراة أعتقد أن اصدقها وأقواها هو »صاحب السعادة».. لكن هذه السعادة لكي تستمر وتتواصل ولا تقف عند أبواب موسكو لابد أن نبدأ من الآن وفوراً الاعداد الجيد لمنتخبنا بخطط جديدة للتدريب والتأهيل لاتجعلنا نكتفي بالتمثيل المشرف في موسكو بل يجب أن يكون هدفنا هو أن تكون مصر »الحصان الأسود» في المونديال.. عندما نلعب مع الكبار يجب أن نكون كباراً.. لا شيء يحول دون أن نهزم منتخبات دول كبري.. كل ما نحتاجه الروح والجدية والإعداد السليم لمنتخبنا بما يتلاءم مع شرف المشاركة في أهم بطولة دولية لكرة القدم. الابقاء علي المدير الفني للمنتخب الوطني كوبر أو الاستعانة بمدرب جديد مسألة يجب أن تبقي في يد اتحاد الكرة وحده لأنه من يتحمل المسئولية في النهاية. أقول هذا لأن هناك آراء متعارضة في هذه القضية أصحابها ليسوا النقاد وخبراء الكرة فقط لكن كل من هب ودب »يفتي» في مدي صلاحية كوبر لتحمل مسئولية قيادة المنتخب في كأس العالم.. أرجوكم »اتركوا العيش لخبازه». وإذا كان محمد صلاح هو صاحب السعادة فإن السفيرة مشيرة خطاب في معركتها للفوز بمنصب مدير منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) هي صاحبة الأخلاق بلا شك. حتي كتابة هذه السطور لم تحسم بعد معركة اليونسكو.. لهذا لن استطيع التعليق علي النتيجة لكن المؤكد أنها معركة سياسية وليست انتخابية فقط والسياسة كما نعرف »لعبة قذرة» ومصر لا تعرف »اللعب القذر» وقررت منذ البداية أن تخوض هذه المعركة بشرف وأخلاق ولا تلجأ لأية أساليب ملتوية لاستقطاب الأصوات لمرشحتها. تلك هي مصر كانت ومازالت وستظل دائماً عنواناً ومثالاً للتعامل بشرف وأخلاق فيكل المجالات وعلي كل الأصعدة. استوقفني فقط فيحملة الدعاية لمشيرة خطاب هذا الكم الهائل من بيانات التأييد التي أصدرتها منظمات وهيئات ونقابات مصرية - ولدي صورة منها - وكلها باللغة العربية.. الهدف منها فقط اثبات موقف هذه الجهات! معني ذلك أننا مازلنا »نكلم انفسنا» هل المصريون فيحاجة لمعرفة ما إذا كانت هذه المنظمات والهيئات والنقابات تؤيد مشيرة خطاب أم لا؟.. خطابنا في معركة اليونسكو كان يجب أن يوجه للخارج.. للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة والتي ستصوت علياختيار المدير الجديد لليونسكو وليس إلي المصريين الذين يقفون بلا شك خلف مرشحتهم أملاً في فوز مصر برئاسة واحدة من أهم منظمات الأممالمتحدة. الطريق الصحيح المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مختلف المحافظات التي تم استعراضها أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاحتفال بتدشين العاصمة الإدارية الجديدة أمس تؤكد أن مصر علي الطريق الصحيح وأن المستقبل سيكون مشرقا بإذن الله. من استمع وشاهد الشرح الوافي الذي قدمه الوزراء والمسئولون لهذه المشروعات لابد أن يشعر بالفخر وهو يري أن مصر يعاد بناؤها علي أسس جديدة تنقلها إلي مصاف الدول الكبري وإذا كنا نعاني الآن من ارتفاع تكلفة المعيشة فلابد أن نتذكر أن دولا عديدة كألمانيا واليابان وكوريا وماليزيا وغيرها مرت بما نمر به الآن وتحملت شعوبها الكثير حتي وصلت إلي ما وصلت إليه من تقدم في جميع المجالات.. فلنصبر ونتحمل قليلا من أجل غد أفضل.