استعد الجيش التركي أمس لدخول محافظة إدلب السورية التي تسيطر علي معظمها هيئة »تحرير الشام»، تنفيذا لاتفاق أستانا بشأن مناطق تخفيف التوتر الذي يهدف لتقليص العمليات القتالية مع القوات السورية، وذلك بعد قيام فريق استطلاع تابع للجيش التركي في المحافظة. وقالت وكالة »الأناضول» التركية إن أعدادا كبيرة من ناقلات جنود وعربات مصفحة تابعة للجيش تمركزت في قضاء ريحانلي جنوبي تركيا استعدادا للانتقال إلي محافظة إدلب. وأضافت الوكالة أن التحركات استمرت خلال اليومين الماضيين حيث اتجهت المعدات والعربات العسكرية إلي النقاط الحدودية مع سوريا فور وصولها إلي قضاء ريحانلي. من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن العمليات العسكرية في إدلب تهدف إلي منع تدفق موجة هجرة إلي تركيا. وأضاف أن بلاده تستهدف أيضا تأسيس نقاط سيطرة في إدلب لنشر المزيد من القوات في المستقبل. يأتي ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الروسية إجراء عملية عسكرية لتحرير معقل لتنظيم »داعش» في مدينة الميادين السورية بمساندة سلاح الجو الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء »إيجور كوناشنكوف» إن الطيران الحربي الروسي ينفذ نحو 150 غارة يوميا علي مواقع لداعش في مدينة الميادين السورية، مؤكدا أن سلاح الجو دمر البنية التحتية الاقتصادية ل»داعش»، ويعمل علي إحباط محاولات التنظيم استئناف استخراج النفط والغاز من الأراضي السورية. واتهمت الوزارة التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بالتظاهر بمحاربة »داعش» وتعمد تقليص ضرباتها الجوية في العراق للسماح لمسلحي التنظيم بالتدفق إلي سوريا لإبطاء تقدم الجيش السوري الذي تدعمه روسيا. وقالت الوزارة إن التحالف خفض غاراته في العراق في سبتمبر الماضي عندما بدأت القوات السورية باستعادة محافظة دير الزور بدعم من القوات الجوية الروسية. وأشار كوناشنكوف إلي أن أولوية التحالف إما أن تكون تعقيد عملية الجيش السوري الذي يسانده فيها سلاح الجو الروسي، أو أنها خطة لتحرير العراق من الإرهابيين وفتح الطريق أمامهم لدخول سوريا، ليكونوا تحت الضربات الدقيقة لسلاح الجو الروسي. كما أعلنت الوزارة أن قاذفة روسية من طراز »سو-24» تحطمت أثناء إقلاعها من مدرج قاعدة »حميميم» في محافظة اللاذقية مما أسفر عن مقتل طاقمها. وقال مصدر في المكتب الإعلامي بالوزارة إن »سو 24» خرجت من المدرج أثناء محاولتها الإقلاع لتنفيذ مهمة قتالية، مشيرا إلي أن الطاقم لم يتمكن من القفز. وقال إن هناك تقارير تشير إلي أن عطلا فنيا ربما هو السبب وراء تحطمها. من جهه اخري، استعاد الجيش السوري بالتعاون مع قوات موالية له السيطرة علي آخر مواقع ل»داعش» في التلال والنقاط القريبة من الحدود السورية الأردنية بريف دمشق الجنوبي الشرقي. وأشارت وكالة »سانا» إلي أن بهذه الخطوة يكون الجيش سيطر علي مساحة تزيد علي 8 آلاف كيلومتر مربع بريف دمشق الجنوبي الشرقي وان المنطقة أصبحت خالية بشكل كامل من أي وجود إرهابي. في غضون ذلك،أعلنت وزارة الخارجية الاردنية أن تكلفة استضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين فوق اراضيها منذ بداية الأزمة عام 2011 وحتي العام الجاري بلغت 10 مليارات و301 مليون دولار.