الأوضاع في المنطقة العربية تغيرت واختلفت خاصة بعد ثورة 25 يناير في مصر وثورة الياسمين في تونس. وقد اثرت ثورتا مصر وتونس في ليبيا واليمن وسوريا وقامت مظاهرات سلمية تمت مواجهتها بعنف وهي تدعو إلي تغيير النظام الذي تطالبه بالرحيل ووسط هذه الأحداث الجسيمة جاء الدكتور نبيل العربي أمينا عاما للجامعة العربية خلفا لعمرو موسي الذي تولي الامانة لمدة 01 سنوات من 1002 إلي 1102 بعد مهام وزير الخارجية لمدة 01 سنوات من 1991 حتي 0002. وطرح عمرو موسي اسمه للترشح لمنصب رئاسة جمهورية مصر معتبراً أن المنصب من حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة أن يطمح لمنصب يحقق له الاسهام في خدمة الوطن.. وأثناء ثورة 52 يناير قام عمرو موسي بزيارة لميدان التحرير وقال لشباب الثورة انه يفكر بالترشح للرئاسة المصرية في الانتخابات القادمة. وجاء د. نبيل العربي الأمين العام الجديد للجامعة العربية بعد إقامته القصيرة كوزير للخارجية حيث تولي المنصب في 7 مارس 1102 في حكومة د. عصام شرف. والإعلام الإسرائيلي يصف العربي بأنه رجل معاد لإسرائيل لأنه كان رئيسا لوفد مصر في التفاوض لانهاء نزاع طابا الإسرائيلي (5891 - 9891) وكان مستشاراً قانونياً للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الاوسط عام 8791. وبعد تولي العربي الخارجية وفي فترة قصيرة احدث تحولاً في السياسة المصرية حيث دعا إلي مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية يتجاوز المفاوضات العبثية والهيمنة الأمريكية ويعيد القضية إلي اصلها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في القدس وتضم الضفة وغزة وعودة اللاجئين إلي ديارهم وممتلكاتهم. ود. نبيل العربي في موقعه الجديد بالجامعة العربية - بعد إداء عمرو موسي المتميز طوال 01 سنوات - امامه مهام صعبة وكذلك فرصة جيدة لاحداث نقلة تاريخية بفتح ابواب الجامعة أمام رياح الثورات العربية وسحب البساط من تحت مشاريع التنازلات وإعادة الاعتبار إلي الجامعة عنوانا لحالة عربية جديدة. وتاريخ د. نبيل العربي حافل بالانجازات وأهمها علاقته مع الصراع العربي الإسرائيلي خاصة في مفاوضات طابا ونجح في استعادة هذا الجزء من ارض مصر إلي مصر بحكم تاريخي وكان هزيمة لإسرائيل ورفعت مصر العلم فوق قطعة ارض عزيزة كانت اسرائيل تحاول الاستيلاء عليها.. ولا ننسي الدور المهم للعربي في محكمة لاهاي الدولية حيث كان واحداً من القضاة اثناء نظر قضية الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية من ضمن الإجراءات الامنية وقاوم العربي في المحكمة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ونجح في تجاوز مسألة الجدار العازل غير الشرعي.. وعادت القضية الفلسطينية من جذورها واقرت المحكمة الدولية ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة لديارهم وعدم الطرد من ارضهم التي منحها قرار التقسيم.. وادان الحكم الذي صدر في يونيو 4002 الجدار العازل واعتبرته المحكمة غير قانوني. ود. نبيل العربي خلال تولي حقيبة الخارجية منذ حوالي شهرين حذر إسرائيل من الاقدام علي عمل عسكري ضد غزة وطالب إسرائيل بدفع فروق إسعار الغاز المصري المصدر إليها وحل أزمة المصريين العالقين في تونس والذين نزحوا هربا من عمليات القتل التي ترتكبها كتائب القذافي. وساهم في إنجاح المصالحة بين فتح وحماس واعاد العلاقات المصرية الإيرانية وقام بإجراء اتصالات قوية مع دول حوض النيل والتي حققت نتائج إيجابية. مرحبا بالدكتور العربي أمينا للجامعة العربية ونتمني ان يحترم الجميع آراءه لانه دائماً يعمل للصالح العام وسيكون خير خلف لخير سلف.. وان يوفق الله العرب لما فيه الصالح وألا يختلفوا علي مسائل هامشية.. ويتركوا القضايا الجوهرية.