من أكثر الشعارات التي أبكتني بحرقة خلال أيام الثورة شعار »اتأخرت عليكي يا مصر«. فعلا اتأخرنا علي مصر حبيبة قلبنا كتير وكتير قوي قوي.. تركناها تئن وتبكي من أفعال العصابة التي لا ندري من أين أتت، ولا كيف سولت لهم أنفسهم الدنيئة أن يخطفوا بلدا عظيما بحجم تاريخ وحضارة مصر وينزلقوا بها وبأهلها إلي جحيم الهاوية من أجل مصالحهم الفردية الأنانية؟ كم أتمني ألا نتأخر عن مصر مرة أخري.. وأتمني ألا نكون حتي الآن متأخرين عنها.. صحيح أن الثورة قامت وأزاحت عن صدورنا جبل الفساد والظلم والاستبداد و»الاستهبال« الذي كانوا يتعاملون به مع عقولنا ولكن المسألة أصبحت في حاجة إلي حركة أنشط.. وما دفعني إلي القول بأننا مازلنا »متأخرين علي الحبيبة مصر«، أنه من المفترض أن يكون تحركنا تجاه تحقيق النهضة والعدالة أسرع من ذلك، ولكن أرجع وأقول أن التأخر سببه أن التركة التي خلفها نظام مبارك الفاسد ثقيلة وثقيلة جدا، وأن أربعة شهور أو حتي 6 أو سنة ليست فترة طويلة كمرحلة انتقالية لإعادة توجيه حركة دوران ترس الدولة اقتصاديا وسياسيا إلي الاتجاه المعاكس، وسوف يأتي اليوم الذي يدور فيه الترس يوما في الاتجاه الصحيح. المسألة محتاجة إلي وقت لكني أتمني ألا يطول الوقت إلي الدرجة التي تجعلنا نقف من جديد في ميدان التحرير ونعض أصابع الندم ونقول »اتأخرنا عليكي يا مصر«!