أعلن التليفزيون الإيراني أمس أن الجيش يعتزم إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية قرب الحدود وذلك في إطار جهود طهران لدعم بغداد عقب استفتاء إقليم كردستان العراق علي الاستقلال. ونقل التليفزيون عن متحدث عسكري إن قرار إجراء المناورات اتخذ خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين الإيرانيين والذي تم خلاله أيضا »الاتفاق علي إجراءات لتعزيز أمن الحدود واستقبال القوات العراقية التي ستتمركز في المواقع الحدودية».جاء هذا في حين أتم الجيش العراقي استعداداته أمس للسيطرة علي المنافذ البرية لإقليم كردستان وذلك ردا علي الاستفتاء. ونقلت »أسوشيتد برس» عن »عبد الوهاب برزاني» مدير المخابرات عند نقطة العبور الحدودية بين الإقليم وتركيا »أن الجيش العراقي اتخذ مواقعه أمام بوابات العبور من الجانب التركي». وأضاف »أنهم لم يخاطبونا حتي الآن لكنهم يعتزمون إقامة نقطة عبور موازية علي بعد نحو 15 مترا» خاضعة بالكامل لسلطتهم وسيادتهم. ورفضت حكومة كردستان تسليم المنافذ الحدودية البرية التي تسيطر عليها إلي حكومة بغداد. وكانت بغداد قد فرضت عقوبات دخلت حيز التنفيذ منها اغلاق مطارات اربيل والسليمانية، وذلك في اطار تعهدات بفرض »حكم العراق» علي كل مناطق إقليم كردستان وذلك ب»قوة الدستور». وفي اربيل، عقد البرلمان الكردستاني أمس جلسة للرد علي قرارات الحكومة المركزية في بغداد والتي اعتبرتها الحكومة في اربيل بأنها تشكل »عقابا جماعيا بحق الشعب الكردي». والي جانب العراق، تعارض ايران وتركيا بشدة استقلال أكراد العراق خشية ان يثير نزعات انفصالية في صفوف الأقلية الكردية لديهما.وفي طهران، أعلنت السلطات أنها ستجمد إلي أجل غير مسمي حركة شحن المنتجات النفطية من وإلي اقليم كردستان، وذلك تحت طائلة مواجهة »العواقب». وقالت مذكرة لوزارة النقل أرسلت إلي مختلف المنظمات ونقابات النقل بأنه »علي شركات النقل الدولي وسائقيها الامتناع عن تحميل ونقل منتجات النفط من وإلي منطقة كردستان في العراق حتي إشعار آخر». وتستورد كردستان بشكل رئيسي الوقود من ايران وبلغت الكمية المستوردة منه العام الماضي 110 ملايين لتر.في الوقت نفسه، نفي رئيس الوزراء العراقي »حيدر العبادي» أمس أن تكون الدعوة التي وجهها له الرئيس الفرنسي »ايمانويل ماكرون» لزيارة باريس الخميس القادم مرتبطة بالزمة مع كردستان. وأكد بيان لمكتب العبادي ان »هدف الزيارة هو لتعزيز العلاقات الثنائية ولتركيز الجهود لمحاربة الارهاب في المنطقة». وكان قصر »الاليزيه» قد أعلن في وقت سابق أن ماكرون الذي تحدث هاتفيا قبل أيام مع العبادي دعاه لزيارة باريس لتفادي اي تصعيد مع اقليم كردستان العراق الذي تقيم معه فرنسا »علاقات ودية». وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان العبادي قبل دعوة ماكرون لزيارة باريس ومناقشة مسألة استفتاء الأكراد. وكانت عدة أطراف دولية بينها الأممالمتحدة قد أعربت عن استعدادها للوساطة بين الجانبين لتهدئة التوترات في المنطقة.من جانبهم انتقد مراقبون في الولاياتالمتحدة الموقف الأمريكي الذي اعتبروا انه يتصف ب»الميوعة». وقالت ورقة بحثية عن الموقف الأمريكي من تطور المسألة الكردية، نشرها مركز »ويلسون» البحثي في واشنطن، ان الولاياتالمتحدة يجب عليها ان تبذل مجهودا أكبر لتخفيف التوتر في المنطقة والضغط علي الجانبين العراقي والكردي من أجل مناقشة القضية بدون تصعيد.