قالت مصادر عسكرية كردية، اليوم، إن الجيش العراقى يستعد للسيطرة على منافذ الحدود الدولية للمنطقة الكردية الشمالية، ضمن جهود الحكومة المركزية المتزايدة الرامية إلى عزل الأكراد بعد تصويتهم بالموافقة على انفصال إقليم كردستان الأسبوع الماضى. وتأتى هذه الإجراءات بعد يوم من فرض العراق حظرا على الطيران أوقف جميع الرحلات الدولية فى مطارات الإقليم. ومن المتوقع أن تبدأ قوات عراقية فى تركيا وإيران فرض سيطرتها على المعابر الحدودية مع المنطقة الكردية، ولكن ليس من المتوقع أن تدخل الأراضى الكردية. وقال عبدالوهاب برزانى، مدير المخابرات عند نقطة العبور من المنطقة الكردية إلى تركيا، إن «القوات العراقية فى موقعها على الجانب التركى من الحدود»، مضيفا: «حتى الآن لم يتصلوا بنا». وأوضح أنهم يعتزمون إقامة نقطة جمركية على بعد نحو 15 مترا من الجانب التركى، ومن المتوقع أن تستمر حركة المرور بالعبور بشكل طبيعى، وفقا لموقع «سكاى نيوز عربية» الإخبارى. من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع العراقية، فى بيان، أن «تنفيذ قرارات الحكومة المركزية فى ممارسة السلطات الاتحادية صلاحياتها الدستورية لإدارة جميع المنافذ الحدودية والمطارات تجرى حسب ما هو مخطط لها، بالتنسيق مع الجهات المعنية ودول الجوار، ولا يوجد أى تأجيل فى الإجراءات». يأتى هذا فيما أعلن رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، أن الدعوة التى وجهها إليه الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، لزيارة فرنسا لا تتعلق بأزمة استفتاء إقليم كردستان العراق. وكان وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان قد سلما العبادى الدعوة فى 26 أغسطس الماضى، خلال زيارتهما بغداد. وقال مكتب العبادى فى بيان إن الدعوة «لا علاقة لها بأزمة الاستفتاء غير الدستورى، حيث إن هدف الزيارة هو لتقوية العلاقات الثنائية ولتركيز الجهود لمحاربة الإرهاب فى المنطقة». وجاء فى بيان العبادى أنه «لم يتم التطرق فى المكالمة الأخيرة لرئيس الوزراء مع الرئيس الفرنسى مطلقا إلى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكردى». فى المقابل، ذكر قصر الإليزيه أن العبادى قبل دعوة ماكرون بزيارة باريس، فى الخامس من أكتوبر الحالى، لتناول مسألة استفتاء الأكراد، مقترحا «مساعدة العراق» بهدف تهدئة التوترات مع إقليم كردستان العراق الذى تقيم معه فرنسا «علاقات ودية». وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون «ذكر بأهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامته والاعتراف بحقوق الشعب الكردى فى الوقت نفسه»، مضيفة: «يجب تجنب أى تصعيد»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويثير التصعيد المخاوف فى فرنسا والولايات المتحدة، وهما حليفين لكل من الأكراد وبغداد، من أن الاستفتاء قد يؤدى إلى أعمال عنف مما يؤدى إلى سلسلة من الأحداث التى لا يمكن التنبؤ بها. وكان وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون أكد أن بلاده لا تعترف باستفتاء كردستان العراق، مؤكدا أن التصويت والنتائج تفتقد للشرعية، داعيا جميع الأطراف إلى الحوار وضبط النفس. من جانبها، دعت إدارة إقليم كردستان، حكومة بغداد والأمم المتحدة إلى إلغاء الحظر الجوى على مطارى أربيل والسليمانية الدوليين. ووصفت إدارة الإقليم قرار الحظر، فى بيان، أنه «عقاب جماعى»، و«قرار سياسى لا دستورى»، وطالبت الحكومة المركزية فى بغداد «عدم إضافة هذه العقوبة إلى جانب عقوباتها المالية على مدى أربع سنوات الماضية».