لكل صاحب فكرة.. ابتكار.. اختراع.. يبحث عن نافذة يطل منها »علي بكرة».. لكل صاحب حلم لبلدنا.. »عندي فكرة» مساحة ضوء لعقول بتحب مصر. »في المستقبل القريب سوف يستطيع الإنسان الكشف المبكر عن وجود سرطان ما بجسمه وهو في بيته دون الحاجة إلي المختبرات بأقل التكاليف وبدقة عالية تماما كما يحدث الآن لقياس السكر في الدم. والفضل في ذلك يعود إلي الله ثم إلي الرقاقات البيولوجية». بهذه الكلمات بدأ د. يحيي غلاب - الأستاذ المساعد بمركز إلكترونيات وأجهزة النانو بمدينة زويل وقسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة جامعة حلوان في حواره حول الرقاقات البيولوجية التي يقول إنها ستحدث طفرة في مجال الكشف المبكر عن السرطان.. فإلي تفاصيل الحوار.. • بداية نود التعرف علي د. يحيي غلاب ورحلته البحثية ومؤهلاته العلمية.. - حصلت علي البكالوريوس عام 1995 (مع مرتبة الشرف) والماجستير عام 2000 من قسم الإلكترونيات والاتصالات بجامعة عين شمس. ثم حصلت علي الدكتوراه عام 2005 من جامعة كالجاري بكندا قسم الهندسة الكهربائية والحاسوب. ومن عام 2000 إلي 2002، عملت محاضراً بقسم الهندسة الطبية بجامعة حلوان، ومهندس تصميم دوائر متكاملة في شركة نيورو سيليكون بكندا من 2006 إلي 2008. قمت بتأليف والمشاركة في تأليف أكثر من 60 دراسة وبحثا تم نشرها في مؤتمرات ودوريات دولية مُحَكَّمة. كما قمت بتأليف كتاب عن الرقاقات البيولوجية. وحصلت علي ثلاث براءات اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا (تم نشر واحدة، وهناك اثنتان قيد النشر) في مجال إلكترونيات النانو بيولوجي والرقاقات البيولوجية. وحصلت علي عضوية المنظمة العالمية لمهندسي الإلكترونيات والكهرباء (Senior Member IEEE). كما حصلت علي منحة ألبرتا في كندا للأبحاث والتنمية الصناعية عام 2007. السوائل المستهلكة وماذا تقصد بالرقاقات البيولوجية؟ وما أهميتها من الناحية العلمية؟ - هي عبارة عن رقاقة إلكترونية متطورة مزودة بوظائف خاصة للاستشعار والتأثير علي الخلايا البيولوجية. ويمكنها أن تجمع بين وظيفة أو عدة وظائف من وظائف المختبر ويصل حجمها إلي عدة ملليمترات. وقد أصبحت الرقائق البيولوجية محل انتباه العديد من العلماء لتميزها بعدة ميزات جعلت هذا المجال يتفوق علي نظيره من المجالات الأخري وتتمثل هذه المميزات في: أولا انخفاض كمية السوائل المستهلكة في الاختبار ومن ثم انخفاض تكاليف الكواشف وانخفاض حجم العينة المطلوبة للتشخيص. ثانيا: تحليل واستجابة أسرع. ثالثا: تقليل حجم الأجهزة لأن الرقاقة الواحدة من الممكن أن تدمج عدة وظائف كما يمكن إجراء الاختبار في أي مكان دون الحاجة إلي معامل مركزية ضخمة. رابعا وأخيرا: تكلفة التصنيع قليلة ولذلك تسمح بتصنيع رقائق بيولوجية تستخدم لمرة واحدة فقط وهذا يؤدي إلي جودة ودقة الاختبار لأنها تضمن عدم وجود تراكمات تؤثر علي نتيجة الاختبار. ما الجديد الذي يضيفه مشروعك البحثي الخاص بالرقائق البيولوجية؟ - هذا المشروع يتم تحت إشراف ومشاركة د.يحيي إسماعيل رئيس مركز الكترونيات وأجهزة النانو بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وبمشاركة مجموعة متميزة من الباحثين العاملين بالمركز وهو خاص بتصنيع رقائق بيولوجية لتصوير الخلايا الحية بالمجال الكهربي وليس باستخدام المجهر الضوئي. ونحن أول من ابتكر واستخدم التصوير بالمجال الكهربي ولقد قمت بتسجيل براءة اختراع لهذه الفكرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وهذه الفكرة سوف تساهم في الاكتشاف المبكر للسرطان في مراحله الأولي حيث لا يمكن تمييز الخلايا الحية الطبيعية من الخلايا السرطانية ضوئيا باستخدام المجهر الضوئي. لكن يمكن تمييزها باستخدام التصوير بالمجال الكهربي. وبالفعل تم تصنيع الرقاقة البيولوجية بدعم من أكاديمية البحث العلمي. وحاليا يتم التجهيز لاختبار الرقاقة معمليا بالتعاون مع المراكز البحثية الأخري بمدينة زويل وجامعة عين شمس ومستشفي 57357 لسرطان الأطفال. عينة دم أفهم أن الرقاقة البيولوجية سوف تستخدم في المنزل.. فهل هي مجهزة لكي تستخدم مع قطرة من الدم لإظهار النتيجة؟ - حاليا الرقاقة مجهزة لتعمل مع الخلايا لكننا نقوم بأبحاث لاستخدام عينة دم في المستقبل القريب. هل يمكن للرقاقة البيولوجية اكتشاف كل أنواع السرطانات أم هي خاصة بنوع واحد؟ - نظرا لارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الكبد في مصر - حيث تعد رابع دولة في العالم في نسبة الإصابة - يتم التركيز حاليا علي سرطان الكبد باعتباره ذا أهمية قصوي، وسوف نقوم باختبار الرقاقة البيولوجية مع سرطان الدم.. هذا في الوقت الحالي أما في المستقبل فسوف تكون الرقاقة البيولوجية قادرة علي اكتشاف كل أنواع السرطان . مجال الكشف ما الثمار التي يمكن ان تجنيها مصر من هذا الابتكار علميا وطبيا واقتصاديا؟ - من خلال التوسع في إنتاج هذه الرقاقات وتطبيقاتها في مجال الكشف عن السرطان سوف تصبح مصر دولة سباقة علميا، حيث يوجد عدد قليل من المراكز البحثية في العالم التي تعمل في هذا المجال. أحدها بمدينة زويل المصرية. وعلي الجانب الطبي سوف تقل نسب الإصابة بالسرطان. واقتصاديا: سيتم توفير مليارات الجنيهات للدولة وسوف يقل عنها عبء الكثير من الأموال لإجراء تحاليل السرطان. أيضا عند اكتمال المشروع البحثي واعتماده محليا وعالميا يمكن تسويقه لمختلف دول العالم.