برلين - وكالات الأنباء : فاز المحافظون الألمان بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل في الانتخابات التشريعية أمس بنسبة تقارب 33% من الأصوات حصدها حزبا الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، إلا أن دخول حزب »البديل لألمانيا» اليميني المتطرف إلي مجلس النواب عكر كثيرًا فرحة انتصار ميركل بولاية رابعة.. وحل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الثانية بنسبة تتراوح بين 20 إلي 21%، تلاه اليمين المتطرف (13%) ثم اليسار الراديكالي (9%) ثم الليبراليون والخضر، بحسب تقديرات استندت إلي استطلاعات رأي لدي الخروج من مراكز الاقتراع بثتها قناتا »ايه آر دي» و»زد دي اف». وقالت ميركل زعيمة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في مؤتمر صحفي : »نحن أقوي حزب سياسي في ألمانيا ولا يمكن تشكيل أي حكومة من دوننا». وأضافت أن دخول اليمين المتطرف إلي البرلمان »يشكل تحديًا كبيرًا». وأقرت المستشارة الألمانية بأنها كانت تتوقع الحصول علي »نتائج أفضل». ووعدت ميركل بالعمل علي »إعادة كسب أصوات الناخبين والناخبات» الذي صوتوا لليمين المتطرف. وفور حصوله علي أسوأ نتيجة منذ العام 1945، قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتحالف مع حزب ميركل الانتقال إلي المعارضة. وقالت المسؤولة في الحزب مانويلا شفيزيج »لقد تلقينا تكليفًا واضحًا من الناخبين للتوجه نحو المعارضة. الائتلاف الكبير مع المحافظين ينتهي اليوم». وفي أول رد فعل له، وعد حزب »البديل لألمانيا» اليميني المتطرف »بتغيير هذا البلد. سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا»، حسب تصريح ألكسندر جولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب. وأدلي المرشح لمنصب المستشارية الألمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتز بتصريح عقب إعلان خسارته، جاء فيه »أنه يوم صعب ومرير للاشتراكية الديمقراطية الألمانية». وأضاف أن دخول اليمين المتطرف إلي البرلمان يشكل »منعطفًا لا يمكن لأي ديمقراطي أن يتجاهله». وتابع : » نحن معقل الديمقراطية في ألمانيا. سنواصل عملنا في المعارضة من أجل التسامح والاحترام». وبذلك يكون شولتز سجل أدني نتيجة في تاريخ الحزب بعدما فشل في طرح نفسه كممثل للتغيير في وقت يشارك حزبه في حكومة ميركل منذ 2013. كما أن دعوته إلي المزيد من العدالة الاجتماعية لم تلق استجابة من الناخبين في بلد يشهد نموا قويًا وبطالة في أدني مستوياتها. كانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها ل 61،5 مليون ناخب، وفق نظام انتخابي يمزج بين الغالبية والنسبية. وشارك في هذه الانتخابات البرلمانية 42 حزبا، وهو عدد لم يسبق له مثيل منذ إعادة توحيد ألمانيا، منها 16 حزبا تشارك للمرة الأولي ومن بين الأحزاب المشاركة »الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و»الحزب الاشتراكي الديمقراطي» و»اليسار» و»الخضر» و»الحزب الديمقراطي الحر» وحزب »البديل من أجل ألمانيا». وقبيل بدء الاقتراع، حذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في صحيفة بيلد أم زونتاج واسعة الانتشار الألمان من ترك تقرير مصير مستقبل بلادهم في يد آخرين إذا لم يتوجهوا للتصويت.