أرجأت السلطات في اقليم كردستان مؤتمرا صحفيا كان مقررا صباح أمس للرئيس "مسعود بارزاني" بشأن الاستفتاء علي الاستقلال. وقال المكتب الإعلامي لرئيس وزراء كردستان العراق إن "المؤتمر سيعقد اليوم، علي ان يتحدد المكان والزمان بشكل لاحق". ويتعرض بارزاني لضغوط وتحذيرات دولية متزايدة للعدول عن رأيه وتأجيل الاستفتاء المرتقب غدا والذي يعتبر الأكراد ان فوز معسكر ال"نعم" فيه لا يعني إعلان الاستقلال، بل انه سيكون بداية حوار مع بغداد حيال الخلافات النفطية والمالية. في الوقت نفسه، أعلن مسئول كردي أن وفدا من حكومة إقليم كردستان توجه إلي بغداد أمس لإجراء حوار مع الحكومة العراقية بالتزامن مع الاستفتاء المقرر غدا. وقال "هوشيار زيباري" أحد كبار مستشاري "برزاني" إن الوفد سيناقش عملية الاستفتاء لكن الاستفتاء سيمضي قدما. وأضاف أن المحادثات مع بغداد ستجري قبل الاستفتاء وخلاله وبعده.. وكان برزاني قد أكد أمام حشد جماهيري في أربيل أمس الأول "ينبغي علينا دفع أي ثمن من أجل الاستقلال لأننا نفضل الحرية علي التبعية أو الاضطهاد" مضيفا أن مقاتلي قوات البشمركة الكردية اكتسبوا حق تحديد المصير بعد قتال تنظيم داعش. جاء هذا في حين شددت تركيا الضغوط علي الإقليم العراقي، حيث وجهت الحكومة في أنقرة "نداء اخيرا" إلي سلطات الاقليم الكردي لالغاء الاستفتاء علي الاستقلال والذي تعتبره انقرة "غير شرعي"، مشددة علي انها تنظر في "جميع الخيارات" اذا ما حصل الاستفتاء. وحذر رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" من ان الرد التركي علي استفتاء الاستقلال سيتضمن جوانب "أمنية" و"اقتصادية". وأكد أن خيار "عملية عبر الحدود" قائم. وأعلن الجيش التركي الذي يقوم بمناورات تستمر حتي بعد غد علي الحدود مع العراق، في بيان ان التدريبات تتواصل مع "قوات اضافية". في الوقت نفسه اعتبر المتحدث باسم الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" أن الاستفتاء يمثل "خطأ جسيما" سيؤدي إلي أزمات جديدة في المنطقة ما لم يتم إلغاؤه. كما أكد مجلس الامن القومي التركي ان هذا الاستفتاء "غير قانوني وغير مقبول" و"يهدد مباشرة الامن القومي التركي"، وان المضي فيه "خطأ فادح" سيكون له "تداعيات خطيرة" علي المنطقة بأسرها. وتعارض تركيا التي تواجه تمردا انفصاليا كرديا علي أراضيها بشدة استفتاء الاستقلال الذي تعتزم الحكومة المحلية للاقليم اجراءه غدا. من جهة اخري، يعقد البرلمان التركي جلسة وشيكة لدراسة طلب من الحكومة بهدف تمديد العمل لمدة عام بالتفويض الذي يجيز نشر قوات في سورياوالعراق. جاء هذا قبل لقاء بين رئيس الاركان التركي ونظيره العراقي أمس في انقرة. وتخشي أنقرة ان يعزز حصول أكراد العراق علي استقلالهم طموحات الاقلية الكردية التركية التي تمثل ربع السكان في تركيا البالغ عددهم 80 مليونا. في المقابل، يري الاكراد انهم اكبر قومية حرمت من دولة في العالم بعد ان ظلوا مشرذمين بين ايرانوالعراقوتركياوسوريا اثر انهيار الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولي. ويوجد العدد الاكبر منهم في تركيا حيث يخوض حزب العمال الكردستاني الانفصالي حركة تمرد قتل فيها أكثر من 40 الف شخص منذ 1984.