نتحمل عبء مواجهة الإرهاب في منطقتنا علي مدار السنوات العشر الأخيرة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التطرف اليوم ناتج عن الأفكار المغلوطة حول الدين الإسلامي وأن الحديث حول إصلاح الخطاب الديني هدفه هو فهم صحيح الدين ومن ثم محاربة التطرف. وأشار الرئيس إلي أن الأفكار المغلوطة تسيء إلي الإسلام وأنه بسبب اعتناق هذه الأفكار من بعض الأفراد نري ما يحدث حالياً من تطرف وإرهاب. وأضاف في حديث لقناة »فوكس نيوز» الاخبارية الأمريكية »أن التطرف والإرهاب الذي ترتكبه بعض الجماعات هو عبارة عن قراءة خاطئة للدين الإسلامي، وأن تصحيح الخطاب الديني هدفه فهم حقيقة هذا الدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لمن يتبع تلك المفاهيم. وقال »هانيتي» في مقدمة حواره مع الرئيس السيسي أن مدينة نيويورك فقدت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي بموجبها اندلعت حرب كبيرة ضد الإرهاب، وتساءل هل علي العالم أن يتحد في مواجهة الشر الذي يشهده عالمنا اليوم والمتمثل في التطرف؟ فقال الرئيس »إن الشر لا يتمثل في الفكر المتطرف فقط، ولكنه يتمثل أيضا في المنظمات المتطرفة، ويجب علينا أن نواجه ذلك في العالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره. ويجب أن يضع المجتمع الدولي استراتيجية شاملة لا تقتصر علي الوسائل العسكرية والأمنية فقط، ولكن يجب أن تمتد لكي تغطي الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وسأله المذيع عن النقد الذي يواجهه مقابل دعوته هذه الي تصحيح الخطاب الديني، فأجاب الرئيس أن الاختلاف والنقد أمر طبيعي حيال أية فكرة سواء كانت قديمة او جديدة »فمثلا تخيل لو أن واحدا في الألف اعتنق الفكر المتطرف من بين أكثر من 1.6 مليار نسمة، فسيكون عدد المتطرفين في العالم مليونا و600 ألف، وهو رقم افتراضي علي أية حال، وقال الرئيس دعني أوضح لك أمرا، لا يجب أن نشوه صورة جميع المسلمين بأفعال قلة منهم، مضيفًا: إن المواجهة لا يمكن أن تقتصر علي نيويورك أو الولاياتالمتحدة وحدها، فنحن في منطقتنا تحملنا العبء الأكبر من ويلات الإرهاب والتطرف علي مدار الأعوام العشرة الأخيرة، ونحن أيضا أكثر من دفع ثمن هذا الإرهاب والتطرف في العالم.» واتفق »هانيتي» مع الرئيس قائلا أن أكثر من قتلوا علي أيدي الإرهابيين والمتطرفين هم من المسلمين، »وأنت شخصيا اضطررت إلي أن تلجأ إلي الوسائل العسكرية ردا علي مقتل 21 قبطيا في ليبيا علي أيدي تنظيم داعش الإرهابي، وأنا أري شخصيا أنه يتعين علي العالم أن يسير علي هذا النهج، فما هي وجهة نظركم؟». وأجاب الرئيس إنها كانت تلك هي المرة الأولي التي تستخدم فيها قوات مصرية خارج الأراضي المصرية لضرب عناصر إرهابية عندما حدثت هذه المجزرة في ليبيا، »ونحن كقيادة مصرية مسئولة عن شعب بأسره لم يكن بمقدورنا أن نسمح لليلة ان تمر دون ان ننتقم من الجناة ونثأر للضحايا». وتساءل المذيع » إن مصر أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وأنا أتفق معكم في ذلك، كما إن القاهرة طلبت من واشنطن أن تصنف الجماعة كمنظمة إرهابية ولكن هناك مقاومة من جانب البعض في الولاياتالمتحدة لهذه الفكرة.. فما هو سبب ذلك من وجهة نظركم ؟. فقال الرئيس: »إن الولاياتالمتحدة قوة عظمي في العالم لديها طيف متنوع من الإيدولوجيات، وأن لديها أيضا منظورها الخاص الذي نحترمه وربما يستغرق الأمر مزيدا من الوقت حتي تعلن واشنطن أن هذه الجماعة متطرفة، وهو ما نتمني حدوثه ليس فقط في الولاياتالمتحدة بل وفي العالم بأسره. وأوضح الرئيس أن الولاياتالمتحدة ليست مسئولة عن سلامة مواطنيها فحسب ولكنها تتحمل أيضا مسئوليتها تجاه العالم، مطالبا الجميع بالتفكير مليا تجاه التطرف وأيديولوجياته الخطرة وأن يتحد ككيان موحد في وجه هذا الإرهاب والذي مهما اتخذ من مسميات، سواء كانت بوكو حرام أو داعش أو أنصار بيت المقدس، فسيظل له وجه واحد هو الإرهاب.