- الشعوب العربية أكثر من دفعت ثمن الإرهاب فى العالم.. والقضاء عليه يحتاج استراتيجية دولية شاملة - إعلان أمريكا والعالم لجماعة الإخوان منظمة إرهابية سيستغرق بعض الوقت بسبب تعدد الأيديولوجيات فى واشنطن قال الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هناك أفكارا مغلوطة تسىء إلى الإسلام، يجب التصدى لها وتصحيحها حتى لا تظل سببا لاستمرار هذه الموجة التى يواجهها العالم من التطرف والإرهاب. وأضاف السيسى، فى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية «إن هناك أيديولوجيات يتبناها البعض ونتج عنها ما نراه اليوم فى العالم من إرهاب وتطرف والتى تعتبر قراءة خطأ للإسلام من جانب المنظمات المتطرفة». وتابع السيسى: «عندما نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى، فإن ذلك يعنى إننا نحتاج تجديد الفهم الحقيقى لهذا الدين وتنقيح مثل هذه الأفكار والأيديولوجيات المغلوطة حتى لا نرى ما نراه اليوم حولنا» من تطرف وإرهاب. بدأت المقابلة بإشادة مقدم القناة التلفزيونية بالرئيس السيسى قائلا: «لم أر موقفا أكثر شجاعة مما أقدمتم عليه عندما تحدثتم عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى وإحداث ثورة فيه». وقال مقدم الشبكة خلال المقابلة: «لقد نشأت فى مدينة نيويورك التى فقدت أكثر من ثلاثة آلاف شخص فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 والتى أدت فى النهاية إلى شن حرب كبيرة ضد الإرهاب، فهل على العالم أن يتحد فى مواجهة الشر الأعظم المتمثل فى التطرف، وهل تريد أن يتحقق هذا الاتحاد؟ فقال السيسى: «إن الشر لا يتمثل فى الفكر المتطرف فقط، ولكنه يتمثل أيضا فى المنظمات المتطرفة، ويجب علينا أن نواجه ذلك فى العالمين العربى والإسلامى والعالم بأسره، ويجب أن يقف المجتمع الدولى فى مواجهة ذلك استنادا إلى استراتيجية شاملة لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، ولكن يجب أن تكون استراتيجية شاملة تمتد لكى تغطى العناصر الأخرى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية». وقال السيسى فى المقابلة إن الاختلاف والنقد أمر طبيعى حيال أية فكرة سواء كانت تلك الفكرة طرحت من قبل أو تطرح فى الوقت الراهن، وأريدك أن تتخيل لو أن واحدا فى الألف اعتنق الفكر المتطرف من بين أكثر من 6ر1 مليار نسمة، فسيكون عدد المتطرفين فى العالم مليون و600 ألف، وهو رقم افتراضى على أية حال، ودعنى أوضح لك أمرا، لا يجب أن نشوه صورة جميع المسلمين بجريرة قلة منهم تسىء التصرف، وأقول إن المواجهة لا يمكن أن تقتصر على نيويورك أو الولاياتالمتحدة وحدها، فنحن فى منطقتنا تحملنا العبء الأكبر من ويلات الإرهاب والتطرف على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، ونحن أيضا أكثر من دفع ثمن هذا الإرهاب والتطرف فى العالم. وعقب المذيع الأمريكى على كلام الرئيس بالتأكيد عليه والقول إن «أكثر من قتلوا على أيدى الإرهابيين والمتطرفين هم من المسلمين، وأنت شخصيا سيادة الرئيس اضطررت إلى أن تلجأ إلى الوسائل العسكرية ردا على مقتل 21 قبطيا فى ليبيا على أيدى تنظيم داعش الإرهابى، وأنا أرى شخصيا أنه يتعين على العالم أن يسير على هذا النهج، فما هى وجهة نظركم»، فرد الرئيس قائلا: «هذا صحيح تماما، فقد كانت تلك هى المرة الأولى التى تستخدم فيها قوات مصرية خارج الأراضى المصرية لضرب عناصر إرهابية عندما حدثت هذه المجزرة، ونحن كقيادة مصرية مسئولة عن شعب بأسره لم يكن بمقدورنا أن يغمض لنا جفن وأن نترك تلك الليلة تمر بدون أن نثأر لهم». وقال مقدم الشبكة للرئيس السيسى: «إن مصر أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وأنا أتفق معكم فى ذلك، كما أن القاهرة طلبت من واشنطن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية ولكن هناك مقاومة من جانب البعض فى الولاياتالمتحدة لهذه الفكرة.. فما هو سبب ذلك من وجهة نظركم؟. فقال الرئيس: «إن الولاياتالمتحدة دولة عظيمة وهى قوة عظمى لديها طيف متنوع من الإيديولوجيات، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لديها أيضا منظورها الخاص الذى نحترمه وربما يستغرق الأمر مزيدا من الوقت حتى تعلن واشنطن أن هذه الجماعة متطرفة، وهو ما نتوقع حدوثه ليس فقط فى الولاياتالمتحدة بل وفى العالم بأسره». وأوضح الرئيس إن الولاياتالمتحدة ليست مسئولة عن سلامة مواطنيها فحسب ولكنها تتحمل أيضا مسئوليتها تجاه العالم، مطالبا الجميع بالتفكير مليا تجاه التطرف وأيديولوجياته الخطرة وأن يتحد ككيان موحد فى وجه هذا الإرهاب والذى مهما اتخذ من مسميات، سواء كانت بوكو حرام أو داعش أو أنصار بيت المقدس، فسيظل له وجه واحد هو الإرهاب.