أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هناك أفكاراً مغلوطة تسيء إلي الإسلام. أضاف السيسي -في مقابلة حصرية أجراها مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أذاعتها أمس - أن هناك أيديولوجيات يتبناها البعض ونتج عنها ما نراه اليوم في العالم من إرهاب وتطرف.. وتعتبر قراءة خاطئة للإسلام من جانب المنظمات المتطرفة. أضاف: عندما نتحدث عن تجديد الخطاب الديني فإن ذلك يعني أننا نريد تجديد الفهم الحقيقي لهذا الدين وتنقيح مثل هذه الأفكار والأيدولوجيات المغلوطة حتي لا نري ما نراه اليوم حولنا. كان مقدم الشبكة قد بدأ المقابلة بالإشادة بالرئيس السيسي قائلاً: لم أر موقفاً أكثر شجاعة مما أقدمتم عليه عندما تحدثتم عن ضرورة وتجديد وإحداث ثورة في الخطاب الديني. وأضاف مقدم الشبكة -خلال المقابلة: لقد نشأت في مدينة نيويورك التي فقدت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي أدت في النهاية إلي شن حرب كبيرة ضد الإرهاب.. فهل علي العالم أن يتحد في مواجهة الشر الأعظم المتمثل في التطرف؟!. وهل تريد أن يتحقق هذا الاتحاد.. فقال الرئيس السيسي إن الشر لا يتمثل في الفكر المتطرف فقط. ولكنه يتمثل أيضا في المنظمات المتطرفة ويجب علينا أن نواجه ذلك في العالمين العربي والاسلامي والعالم بأسره. ويجب أن يقف المجتمع الدولي في مواجهة ذلك استناداً إلي استراتيجية شاملة لا تقتصر علي الوسائل العسكرية والأمنية فقط. ولكن يجب أن تكون استراتيجية شاملة تمتد لكي تغطي العناصر الأخري الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. أكد الرئيس أن الاختلاف والنقد أمر طبيعي حيال أي فكرة سواء كانت تلك الفكرة قد طرحت من قبل أو تطرح في الوقت الراهن.. وأريدك أن تتخيل لو أن واحداً في الألف اعتنق الفكر المتطرف من بين أكثر من 6.1 مليار نسمة فسيكون عدد المتطرفين في العالم مليوناً و600 ألف وهو رقم افتراضي علي أي حال. ودعني أوضح لك أمراً.. لا يجب أن نشوه صورة جميع المسلمين بجريرة قلة منهم تسيء التصرف. وأقول إن المواجهة لا يمكن أن تقتصر علي نيويورك أو الولاياتالمتحدة وحدها. فنحن في منطقتنا تحملنا العبء الأكبر من ويلات الإرهاب والتطرف علي مدار الأعوام العشرة الأخيرة. ونحن أيضا أكثر من دفع ثمن هذا الإرهاب والتطرف في العالم. اتفق مقدم الشبكة هنا مع وجهة نظر الرئيس.. قائلاً: الحقيقة أن أكثر من قتلوا علي أيدي الإرهابيين والمتطرفين هم من المسلمين.. وأنت شخصياً سيادة الرئيس اضطررت إلي أن تلجأ إلي الوسائل العسكرية رداً علي مقتل 21 قبطياً في ليبيا علي أيدي تنظيم داعش الإرهابي. وأنا أري شخصياً أنه يتعين علي العالم أن يسير علي هذا النهج.. فما هي وجهة نظركم.. فرد الرئيس قائلاً: هذا صحيح تماماً. فقد كانت تلك المرة الأولي التي تستخدم فيها قوات مصرية خارج الأراضي المصرية لضرب عناصر ارهابية عندما حدثت هذه المجزرة. ونحن كقيادة مصرية مسئولة عن شعب بأسره لم يكن بمقدورنا أن يغمض لنا جفن وأن نترك تلك الليلة تمر دون أن نثأر لهم. قال مقدم الشبكة للرئيس السيسي إن مصر أعلنت جماعة الإخوان منظمة إرهابية وأنا أتفق معكم في ذلك. كما أن القاهرة طلبت من واشنطن أن تصنف الجماعة كمنظمة ارهابية. ولكن هناك مقاومة من جانب البعض في الولاياتالمتحدة لهذه الفكرة.. فما هو سبب ذلك من وجهة نظركم؟!.. فقال الرئيس إن الولاياتالمتحدة دولة عظيمة وهي قوة عظمي في العالم لديها طيف متنوع من الأيدولوجيات. مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة لديها أيضا منظورها الخاص الذي نحترمه وربما يستغرق الأمر مزيداً من الوقت حتي تعلن واشنطن أن هذه الجماعة متطرفة. وهو ما نتوقع حدوثه ليس فقط في الولاياتالمتحدة بل وفي العالم بأسره. أوضح الرئيس السيسي أن الولاياتالمتحدة ليست مسئولة عن سلامة مواطنيها فحسب. ولكنها تتحمل أيضا مسئوليتها تجاه العالم.. مطالباً الجميع بالتفكير ملياً تجاه التطرف وأيدولوجياته الخطيرة وأن يتحد ككيان موحد في وجه هذا الإرهاب الذي مهما اتخذ من مسميات سواء كانت بوكو حرام أو داعش أو أنصار بيت المقدس. فسيظل له وجه واحد هو الارهاب.