آن الأوان لكي تكتمل منظومة العمل في مسرح الدولة وأن يسعي الجميع للعمل بجد وإخلاص من اجل هذا المسرح الذي كان يدار من خلال الصوت الواحد والرأي الواحد .. وقد سعدت بما قاله رئيس البيت الفني للمسرح الكاتب السيد محمد علي في اجتماعه بمديري فرق مسارح الدولة.. أعطي المسئولية كاملة للمديرين والمكاتب الفنية لكي تدير الفرق أعمالها وتقدم عروضها التي تؤكد هويتها ومنهجها وان تضع كل فرقة سياستها بكلمة أبنائها.. وهذا ما كنت دائم المطالبة به. ان هذا النهج الجديد في مسرح الدولة يؤكد أن القادم أفضل إذا أحسن استغلاله خاصة بعد انتخاب العاملين لمديرهم ومكاتبهم الفنية ولم يعد أمام هذا المسرح أية عوائق أو صعوبات وكما قال رئيس البيت.. لقد انتهي عصر الأعمال التي تهبط بالباراشوت علي الفرق من مكتب رئيس القطاع أو غيره وهي بادرة طيبة للغاية فالفنان لا يحتاج لواسطة لكي يبدع ولا يحتاج إلي إرهاب المسئول لكي يقدم فكره فالمرحلة القادمة بدون شك هي مرحلة التغيير .. مرحلة الآمال العريضة في عصر الديمقراطية الحقيقية .. مرحلة التميز والموهبة الحقيقية التي تفرز المواهب المتألقة التي تدفع المسرح إلي الأمام . إن السلطة الأولي للفنان الموهوب في كل مجالات وعناصر المسرح من أجل خلق أجيال تقود حركة التغيير إلي الأفضل بإذن الله والشباب هو القادر وحده علي فعل التغيير وعندنا عناصر متميزة في الإخراج والتأليف والديكور والموسيقي والتمثيل وهذا هو السبيل الوحيد لاستعادة الدور الحقيقي للمسرح المصري .. يجب علينا ان نفسح المجال أمام كل مبدع موهوب حتي لا نترحم علي الماضي ونظل نشيد بمسرح الستينات عندما كانت هناك طفرة في مجالات الحركة المسرحية .. لدينا جيل قادر علي النهوض بالمسرح والثقافة بوجه عام . جيل يتحلي بالشجاعة والإقدام ويتمتع بالمعرفة والتكنولوجيا . ان يصبح مدير الفرقة ومكتبها الفني هما المسئولان عن الإنتاج بعيدا عن سلطة رئيس القطاع حدث جديد ومهم ينبغي الإشادة به ودعمه وتشجيعه. وأتمني من وزير الثقافة المهذب الدكتور عماد أبو غازي ان يسعي لرأب الصدع وعلاج المشاكل التي ظهرت في قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية وهو قادر علي ذلك وان يعالج قضية الغبن والظلم الذي يشعر به العاملون في القطاع وبالمناسبة فان قضية تشغيل الفنانين يجب ان تعطي الأولوية فيها لأبناء القطاع وكذلك في البيت الفني للمسرح وهذه القضية هي الأساس الذي علي ضوئه يتم حل معظم المشاكل.. اشعر أن هناك بصيصا من الأمل في النفق المظلم وعلي كل حال فأن مصر لن تعود إلي الوراء أبدا بعد 25 يناير بعد تحقيق الحلم الذي طال انتظاره. دنيا أراجوزات وجلال الشرقاوي مبروك للفنان والمخرج الكبير جلال الشرقاوي إعادة افتتاح مسرحيته "دنيا أراجوزات". هذه المسرحية بصفة خاصة هي البنت البكرية لثورة 25 يناير فلولا هذه الثورة ما عادت إلي خشبة المسرح ولعلنا نتذكر أن هذه المسرحية قدمت لمدة أربعة أيام فقط قبل ثورة ميدان التحرير بعد أن اغلقت بواسطة تنابلة السلطان في عصر الظلام.. لقد قال قضاء مصر الشامخ كلمته لكن الزبانية لم يمتثلوا لأحكامه وأغلقوا مسرح جلال الشرقاوي رغم صرخته المدوية في وجه الظلم.. جلال الشرقاوي من أسعد أهل كايرو بهذه الثورة التي طالما دعا إليها في معظم عروضه وتحققت بفضل الله وإرادة هذا الشعب العظيم.