ليلة ساخنة قضتها شرم الشيخ الخميس الماضي وتحديدا حي النور الملاصق لمستشفي شرم الشيخ الدولي مقر احتجاز الرئيس السابق مبارك ..بدأت احداث تلك الليلة من داخل الحي الذي يمكن وصفه في الظروف الطبيعية بالهادئ باطلاق اعيره ناريه من اسلحة آلية وانتهت امام اسوار محبس مبارك.. فيما اتفقت وكالات الانباء ووسائل الاعلام علي انها كانت محاولة اقتحام من شباب شرم الشيخ لمستشفي المدينة وان اختلفت تفسيرات كل منها فالبعض وصفها بانها كانت احتجاجا علي احتجاز مبارك بالمدينة وما ترتب عليه من ركود رهيب في معدلات التدفق السياحي علي المدينة ..بينما اكد اخرون ان ما وصفت بمحاولة اقتحام كانت بهدف اعلان الرفض الشعبي لما اثير مؤخرا عن وجود نية للعفو عن الرئيس المخلوع .. والحقيقة التي اكدها شهود عيان وشباب ممن شاركوا فيما وصف بمحاولة الاقتحام " للاخبار" بعيد كل البعد عن كافة التفاصيل التي اكدتها الاجهزة الامنية لوسائل الاعلام .. وهو ما فسره الشهود بانها مبررات ملفقة بهدف ابراء انفسهم من الاحداث. علاقة مبارك القصة الحقيقة لليلة "ضرب النار" كما يصفها رواد حي النور بدأت من امام مقر شركة "tez" والتي رغم عدم تورط حسني مبارك في اشعالها بشكل مباشر قطعا الا انهم لايبرئونه منها تماما نظرا لان الاحداث تفجرت بسبب خلاف نشب بين الشباب العاملين بالشركة ورجل الاعمال الروسي مالك الشركة بالاضافة الي مديرها المصري نظرا لعدم قيامه بصرف رواتبهم منذ اكثر من ثلاثة اشهر نظرا لضعف الحركة السياحية وانخفاض ارباح كافة الشركات نتيجة تخوف الافواج السياحية القادمة من اوربا وبخاصة الايطالية والالمانية والروسية من العودة الي مشتاهم المفضل بسبب الاحتمالات المتصاعدة في تفجر الاحداث طالما بقي مبارك بالمدينة.. وبما ان الخلاف بين المالك الروسي للشركة والعاملين فلم يكن تظاهرهم امام الشركة للمطالبة بصرف اي جزء من رواتبهم مفاجأة وخاصة انهم كانوا قد وافقوا بالاجماع في اتفاق سابق مع المالك علي التنازل عن نصف رواتبهم مراعاة منهم للظروف الاستثنائية التي تواجهها السياحة المصرية .. ولذا كان رجل الاعمال الروسي قد اتخذ استعدادات خاصة للتعامل مع هذا الموقف مستغلا حالة الضعف الامني بالمدينة ..واكتفاء معظم الاجهزه الامنية في شرم الشيخ بعمليات تأمين مقر احتجاز الرئيس السابق -وكفي بها نعمه - حيث قام بالاتفاق مع مجموعة من البلطجية علي فض اعتصام العاملين بالقوة -وكان له ما اراد وبعد فض الاعتصام تحرك العاملون بالشركة للجلوس علي مقهي "الاسكندريه" القريب من مقر سكنهم في حي النور ولم يكونوا يعلمون ان مالك الشركة لن يكتف بتعديات رجاله عليهم امام مقر الشركة وانهم سيطاردونهم لاكمال درس التأديب حتي النهاية حتي لايفكروا مرة اخري في المطالبة بحقهم..وهكذا زحفت الاحداث من مقر الشركة في منطقة "الغرقانة" نحو محبس محمد حسني مبارك في مستشفي شرم الشيخ الدولي مرورا بحي النور.. ضرب النار في الاسكندرية حوالي الساعة الرابعة عصرا فوجئ رواد مقهي " الاسكندريه " ومقهي "ليالينا ابوعلي" المتجاورين بدوي طلقات نارية من سلاح الي وهجوم عنيف من مجموعة من الاشخاص الملثمين عليهم بحثا عن العاملين في شركة "tez وقاموا بتحطيم المقهي بعد ان فر كافة الموجودين بالمكان بما فيهم من يبحثون عنهم بمجرد اطلاق عدة اعيره في الهواء.. ولمجرد اعتراض عمال المقهي هددهم احد البلطجيه بانهم لن يسمحوا لهم بالعمل مرة اخري في شرم الشيخ .. وامام الاسلحة الالية لم يكن امام العمال الغلابة سوي الهروله نحو المستشفي القريبة للاستنجاد بالقوات الضخمة الموجودة في المستشفي .. وفوجئوا برد فعل شديد السلبية من ضباط قوات تأمين المستشفي بدعوي انه لايوجد لديهم اوامر صريحة من قيادتهم بالتدخل لفض اي اشتباكات بين مواطنين.. وبمجرد ان نقلت المجموعة التي ذهبت لاستدعاء النجده رد فعل قوات الامن تحرك عدد كبير من قاطني حي النور غاضبين الي المستشفي .. ولم تخمد نيران الموقف المشتعل امام المستشفي سوي بعد خروج ضابط كبير برتبة لواء من داخل المستشفي بعد مرور حوالي ساعتين ..ووعد الشباب بان الشرطة ستقوم بالتحقيق مع رجل الاعمال الروسي.