(((... كان »نادر» قد تعرف علي فتاة، زميلته بالجامعة وغرق لشوشته في غرامها حتي فقد شخصيته امامها وصار خاتما في إصبعها فإذا به يتصرف كما لو كانت »ناهد» حبيبته تحركه بالريموت كونترول كيفما وحيثما ووقتما تشاء.. لم يعد نادر أخي الاكبر الذي أعرفه كان لي بمثابة الاخ والاب بعد رحيل الوالدين ))) • ................... تحياتي لجريدتكم الغراء.. وبعد اذا كان العمر يقاس بالايام الجميلة التي عاشها الانسان فان عمري سوف أحسبه بأجمل ذكرياتي مع أخي الاكبر »نادر» ونحن اطفال صغار ثم شبان كبار داخل اسرة تنهل من حب الاب وينابيع حنان الام !.. واذا كان العمر يقاس بالاحزان فلن تختلف الحسبة وسوف أحسب عمري بما سببه لي أخي الاكبر من أزمات طاحنة أسود معها قلبي نحوه ؛ وقد كان فيما مضي ملء القلب والعين.. الجميع ظنوا اننا توأمان من فرط التطابق بيننا في الملامح والهوايات والتفوق الدراسي وحتي أذواقنا في اختيار الملابس.. الفارق الوحيد بيننا كان ولعه بالنساء وعشقه للنزوات وخوض التجارب واحدة تلو الاخري بينما لم اكن أنا من هذا الصنف لاني في بحر النساء لا زورق لي ولا مجداف ودائما كنت أخشي الغرق.. المهم مات أبوانا في عام واحد واستوطن الحزن بيتا كانت ترفرف عليه السعادة ! كان »نادر» قد تعرف علي فتاة زميلته بالجامعة وغرق لشوشته في غرامها حتي فقد شخصيته امامها وصار خاتما في اصبعها فإذا به يتصرف كما لو كانت »ناهد» حبيبته تحركه بالريموت كونترول كيفما وحيثما ووقتما تشاء.. لم يعد نادر اخي الاكبر الذي أعرفه وهو الذي كان لي بمثابة الاخ والاب بعد رحيل الوالدين !.. اشعلت ناهد النار في حبه فاسود قلبه نحوي حتي تفحم وجاء يطلب مني ترك شقة والدينا ليتزوج فيها علي ان انتقل انا للحياة مع جدتي التي كانت تعيش وحيدة في فيلا صغيرة من الطراز المعماري القديم بالمعادي.. وبقدر مارحبت بي جدتي وطارت من الفرحة لوجودي معها بقدر ما تألمت لفراق أخي الاكبر لاول مرة واستيلائه علي شقة أبي وأمي بمفرده بحجة انه الاخ الاكبر !.. تعاطفت معي جدتي وقررت أن تستدعي محاميها ليحرر عقد بيع الفيلا لي ولم تخف الخبر عن أخي لانها هي الاخري كانت تتحفظ علي تصرفاته وعلي الزوجة التي اختارها واستسلم لرغباتها وضحي بأخيه الوحيد لارضائها.. ومرت سنوات قليلة رحلت خلالها جدتي وتخرجت أنا من كلية الهندسة بتقدير امتياز وكنت أول دفعتي.. وذهب اخي الاكبر إلي المحاكم بتحريض من زوجته ليشكك في عقد بيع الفيلا وانتقال ملكيتها لي.. لكن القضاء العادل انصفني وحكم لصالحي.. لم يسعدني الحكم بقدر مابكيت حزنا علي أخي الذي كان الشر يملأ عينيه في جلسات المحكمة وهو يجلس بجوار الشيطانة التي حذرته منها كثيرا وكان يصفها لي في كل مرة بأنها آخر النساء في حياته !.. الغريب انه أخبرها بنصائحي له للحذر منها فسبب كراهيتها لي ! الآن.. وبعد سنوات أراد القدر أن يقول كلمته.. وصل أخي وزوجته إلي الطريق المسدود وطلقها طلقة بائنة ، الا انها احتفظت بالشقة باعتبارها أما حاضنة.. ووجد أخي نفسه في الشارع بعد أن منعته من الاقتراب حيث تعيش في شقة والدينا بمصر الجديدة وهي التي كانت تعيش قبل اخي بالمساكن الشعبية في أحد الاحياء الفقيرة.. ذهب اخي إلي اصدقائي نادما.. خاجلا.. يرجوهم أن أسامحه واتغاضي عن خطاياه في حقي وقتما كان اسيرا في بيت امرأة ظالمة وصفها دوما بأنها آخر النساء !.. الآن يحاول اصدقائي معي لأعفو عنه وامنحه مكانا في فيلتي ليعيش فيه.. ولا اعرف ماذا أفعل.. قلبي يحدثني احيانا بالعفو عنه من أجل عظام التربة!.. وعقلي يحذرني كثيرا من أن تعود ريما لعادتها القديمة فيتعرف علي امرأة اخري ويتزوجها ثم تأتي للحياة معه في الفيلا وربما تفعل مثل مثيلتها السابقة وتحرضه ضدي ويقيم دعاوي في المحاكم ضدي فاذا بي وقتها أكون قد جلبت الجحيم إلي بيتي ، خاصة وانني لم أتزوج بعد وأعيش في هدوء.. دلوني يرحمكم الله.! ( ماهر سيد.. محاسب) القاهرة _ المعادي