خطوة تنظيم لمن لا يعرف تعبيراً عسكرياً صارماً، يضبط إيقاع الصفوف إذا تبلبلت وتخلخلت، وضربت فيها الفوضي، وانعدم النظام، فيقف من يقف محدثاً بحذائه، ما يعني تنظيمًا حتي يستقيم الطابور، ويعود الضبط والربط من جديد. خطوة تنظيم أمر أطلقه المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، في احتفال تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، خطوة تنظيم بعد خلخلة وبلبلة وفوضي ضربت الصف الوطني، خطوة تنظيم لعبور المائة يوم الثانية من عمر الثورة، لعبور الحاجز النفسي، لإقامة رؤوس الكباري علي ضفة المستقبل. خطوة تنظيم إلي جهاز الشرطة، أن يقف علي قدميه في عدتين، ( واحد ) تثبيت القدم اليسري علي الأرض، عودة الضباط والصف والجنود إلي الخدمة طوعا، وقسرًا، بالأمر، ( أثنين ) وضع القدم اليمني إلي جوار اليسري، الجيش إلي جانب الشرطة حتي يستقيم الصف، وتقوي الشرطة علي مواجهة طوفان الإجرام والتفلت والتعصب، ثابت ، مكانك ، قف ، نداء مابعد التنظيم، قف ثابت الجنان في مكانك. خطوة تنظيم بغرض تعويد الشرطة علي النظام والدقة والعمل مع الجماعة الوطنية، وأن يتخذ كل شرطي الوضع المناسب حتي يقوم بواجباته خير قيام، المشير يدفع في ظهر الجهاز الأمني ويشد من أزره بعد أيام عصيبة تخطفت الجهاز ورجاله عصابات مجرمة عمدت علي ضعضعة الجهاز لإشاعة الفوضي والإرهاب والبلطجة لتأزيم الوضع الداخلي وتسميم الآبار بين المسلمين والأقباط، ، وتجفيف ينابيع الاستثمار، وترويع السائحين، وتفزيع الآمنين، عقابًا لشعب ثار من أجل كرامته، وليترحم المرتعدون بين الصفوف علي عهد سبق ورئيس رحل. خطوة تنظيم لا تخطئها عين، فالشرطة ضاقت برجالها السبل تقزيما وتحقيرا وتهوينا، صاروا ملطشة الرايح والجاي، كم من أسر طيبة رزقت بضابط شرطة من بين أبنائها خشيت عليه من المتهوسين، فضلت بقاءه في البيت بين أحضان أمه علي أن ينزل إلي شارع مخيف يستهدفه، الضنا غالي، والعمر مش بعزقة، وما ينتظر رجال الشرطة كثير في شارع تسوده البلطجة والتفلت والإجرام وعصابات النهب المسلح، وقطاع الطرق، والمتهورين في إشارات المرور، والمتعجرفين كذبا، والموتورين من رجال الشرطة ووجدوها فرصة سانحة للقصاص، من أي شخص يرتدي الزي الأبيض حتي ولو كان طبيب . خطوة تنظيم نحو القضاء باعتباره المنصة العالية، القضاء وجد من يتقافز علي أكتافه من المرتزقة ومن يهيل علي قاماته العالية من سخام قلمه، تشكيكا وتلكيكا، هناك من يعاقب القضاة علي جرائم حدثت، وأحكام صدرت، دون أن يرعوي لقامة أو قيمة، واستباحت ساحة العدالة قطعان هائجة، صارت ساحات المحاكم أشبه بالأفراح الشعبية، كرسي في الكلوب لإطفاء نور الفرح الثوري المنصوب، صار القضاة أسري نفر متهوس، تغذيه نزعات انتقامية، ورغبات آثمة في كسر الهيبة التي صار عليها الأجداد والآباء من سدنة العدالة. خطوة تنظيم إلي قساوسة مؤججين ومشايخ مكفرين ، استخدم المشير تعبيرًا عسكريًا صارما سنضرب بيد من حديد لمنع الفتنة، فتنة يتبعها أذي، وكف الأذي فرض عين علي الجيش، الجيش لن يسمح بأن تكون هناك فتنة طائفية، خطر داهم علي مصر، الرسالة تصب في منطقة الاستقطاب الحادث قبطيًا وإسلاميًا، في منطقة تجمع دموي يضغط علي أعصاب الدماغ يشلها عن التفكير، الفتنة صداع نصفي قاتل، يكاد الرأس يتفتت من هول الصداع، الفتنة باب جهنم ومنه ينطلق الشياطين وأبالسة الجن والإنس، لهيب الفتنة يحرق الوجوه، شاهت وجوه، وعبست وجوه. وخطوة تنظيم ، تحذير، لغير المنضبطين، للصائدين في الماء العكر، إلي المتآمرين في الداخل ومن الخارج، والمتآمرون كثر، والمعلومات المتوافرة عن حجم المؤامرات التي تحاك وحجم المرصود لاختراق الجبهة المصرية، وتركيع هذا الشعب بعد أن خرج من القمقم ماردا يشار إليه بالبنان عالميًا، تجويع الشعب بالحصار الاقتصادي، تقزيم الشعب بتجفيف الاستثمارات وتأخير المعونات، بالتضاغط الذي يمارسه نفر من رجال الأعمال لا تزدهر أعمالهم إلا في مناخ الفساد، كما البكتيريا الضارة، تتغذي علي الفضلات، كثير منهم يجرجر مصر إلي التحكيم الدولي، يقيم علينا الحد بما جنت أيديهم، بما أفسدوا، إنهم كانوا مفسدين. وتحذير إلي المتعطلين طوعا، إلي المتلكئين كرها، إلي المتعجلين قطف الثمار التي لم يزرعوها، من يتلمظون للغنيمة، مصر ليست كيكة تقطع وتقسم، ليس وقت تقسيم الغنائم، ليست هناك غنائم، هناك خسائر، بعضهم يتاجر في الخسارة، وبجسارة تجار الأرنص والكامب يبضعون ويشهلون ما تبقي قائمًا من أدوات الإنتاج، ونفر من التابعين يعطلون دولاب العمل، ويطلبون أجرًا، ويزيدون، المطالب الفئوية حق يراد به باطل، حق معلوم للسائل والمحروم، لكن متي وأين وكيف، والحال لا يسر عدوًا و لا حبيبًا. خطوة تنظيم رسالة المائة يوم الثانية بعد أن اضطرب الصف، خطوة تنظيم تصلح عنواناً عريضاً يوجه مجريات الأحداث في المائة يوم الثانية، مصر محتاجة إلي مجموعة دورانات للخلف وللأمام وإلي اليمين وإلي اليسار، لا يكفي الجري في المحل، لابد من خطوة إلي الأمام، للأمام سر، أبداً لن يكون النداء للخلف در، الأخيرة محيت من الأدبيات العسكرية المصرية.