نحتاج للهروب من رتابة الحياة.. نحتاج لصحبة تُلهمنا بعض الأفكار.. نحتاج للتنقيب عن الحقائق.. ولكشف غموض الشخوص.. وتبني رؤي راودتنا أحيانا ولكننا للأسف نفشل في غزلها في عمق ذاكرتنا! ربما هذا ما فعلته لنا برغبة حقيقية مع ما صاغته برؤيتها الإنسانية الشفافة الكاتبة نور عبد المجيد في روايتها الرائعة » ذكريات محرمة».. وعلي الرغم من أنني لا تجمعني معرفة شخصية بالكاتبة، إلا أن سيرتها الذاتية تقول إنها صحفية وروائية.. صدر لها 8 روايات حققت نجاحا كبيرا مثل.. » رغم الفراق» و»أريد رجلا» والثنائية »أنا شهيرة» و» أنا الخائن» و»صولو». وقد أعجبتني جدا كلماتها التي توجت بها روايتها قائلة : »يا قصصا صغيرة عابرة.. تتحول إلي روايات لا نعرف كيف ننهيها.. ياعابري سبيل يتحولون إلي أبطال وسكان.. لا نعرف كيف أو متي سكنوا.. يا حياة نظنها بغرور صبانا أسهل من طرفة عين.. وحين ندرك أنها أبعد وأعقد نكون قد حزمنا حقائبنا استعدادا للرحيل». أما أنا فبعد أن غصت في روايتها » ذكريات محرمة»، فقد قررت أن أستخرج أجمل ما فيها من عبارات لخصت فيها عمق تأملها في تفاصيل النفس البشرية.. وأحببت أن أشرككم معي في الإبحار في زورق مشاعرها.. »كما الحسنات يذهبن السيئات.. هو حبي لك.. يمحو كل الأخطاء.. حتي ما كان منها.. لا يُنسي ولا يُغتفر!» من أين تخرج الكلمات المجنونة التي نظن أننا أبدا لن نقولها؟.. من أين نفعل ما نعلم علم اليقين أنه خطأ؟.. ليس صحيحا أبدا أن الناس تكره الناجحين.. الناس فقط تكره من يشعر أن نجاحه يجعله أفضل منهم.. أنت تفكر وتحاول وتقدم كل ما تستطيع.. في النهاية الأمر في يد من بيده الأمر كله.. العلم ليس بالتكرار أو طول مدة التعليم.. العلم بصدق من يعلمنا وابتسامته وصدقه مع نفسه ومعنا.. لا أحد مثل أحد ويجب ألا يكون.. كل إنسان هو نفسه.. هو ما أراد الله أن يكون وما أراد لنفسه أن يكون.. حين تتحدث القلوب وتصرخ الدمعات.. تصبح الحروف أتفه من أن نلجأ إليها.. ربما لن يموت.. لأن تاريخهما معا مازال عليه أن يكتمل.. إن أنت اكتمل تاريخك مع من تحب يكن بكاؤك أقل ولهفتك أكثر هدوءا.. البشر لا يمتزجون.. إن اختلفت فصائلهم أبدا.. ما تراه رخيصا عندك.. قد يكون عند سواك كنز العمر.. هم فقط اثنان.. يتحدث أحدهما عما يعرفه.. ويتحدث الآخر عما يجهله الأول.. لكل مذنب طريقته في الاستغفار.. هناك من يسجد.. وهناك من يبكي.. وهناك من ينذر عمره لخدمة من أخطأ في حقه.. كان بقاؤه حلما.. وأصبح وجوده كابوسا.. آه لو يعلم الغافي أن حلم اليوم يصبح وحده كابوس الغد. السماء حين تنهي دور شخص من أيامك.. تفاجئك دوما بشخص آخر يظهر ليكمل الدور. الأقدار تغزل الخيوط.. ربما بأصابعنا لكن بمشيئة الله وحده.. خيوط نحكمها حول أنفسنا.. ومنها نبكي وعليها نحيا ونموت! • مسك الكلام.. قد نجهل قراءة أنفسنا.. ولكن من السهل أن نقرأ الآخرين!