كان ومازال القلق يساور الناس خشية أن تختطف ثورتهم التي قضت علي رأس الفساد ومعاونيه من فلول النظام السابق.. أو ممن لا يريد لمصر استقرارا وخيرا، فالبعض منهم واضح كالشمس والبعض الآخر مازال يعمل من تحت السراديب فيشعل فتنة هنا وبلطجة هناك حتي يفقد الناس الأمن. ورغم هذا وذاك فالسؤال المهم والملح دائما: أين القاعدة الجماهيرية العريضة التي بإمكانها وحدها الحفاظ علي ثورتها بل والتحدي أيضا ودفع خطوات التقدم والنهوض التي غابت عنا إلي الأمام عبر نموذج يدهش العالم كما ادهشته ثورتهم. هذه القاعدة الشعبية التي نبحث عنها خرجت بعد ثورتها للبحث عن لقمة العيش التي حرمت منها سنوات طويلة عجافا ولكنها للأسف تراجعت إلي الخلف بأن اكتفت بالتظاهر والوقفات الاحتجاجية والاضراب دون عمل أو إنتاج فأصبحنا أقرب إلي النكسة من التقدم. هذه القاعدة الشعبية التي وفرت الحماية من خلال اللجان الشعبية في بداية الثورة غابت عندما تسلل الأعداء في الداخل والخارج يعيثون فسادا بإخراج المسجلين خطرا لترويع الناس وإصابة أمنهم وامانهم في مقتل فيصبحون علي ما فعلوا نادمين! ومن وسط هذا الضياع في الأمن والاقتصاد وتهديد نسيج الوطن بإحداث الفتن بين مواطنيه خرج بيان القوات المسلحة ليحذر مما تمر به مصر الآن من أحداث جسيمة تهدد بحرق الأخضر واليابس. كما أشار المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي أن صبره قارب علي النفاد مما يحدث وأنه في سبيل الحفاظ علي أمن الوطن سيضطر أن يستخدم جميع قدراته للحفاظ علي سلامة الوطن والمواطنين والخروج من شرنقة الكساد الاقتصادي وتحقيق الأمن والأمان. هذه الأنياب انتظرها الناس فترة ليست بالقصيرة بعدما شعروا بأن الثورة دخلت مرحلة الاستنزاف لتدخل في دوامة الانهيار أمنيا واقتصاديا ولكن هل نترك المجلس الأعلي يعمل وحده لتحقيق ذلك؟! أنياب القوة لقطع يد الترويع والانهيار الاقتصادي تحتاج إلي مجاديف يمسك بها المواطنون جنبا إلي جنب ليس بترديد الشعارات البراقة فقط مثل »ايد واحدة« ولكن بفاعلية أكثر قوة. مطلوب مجداف اللجان الشعبية والوطنية لمساعدة رجال الأمن في مطاردة البلطجية وسرعة القبض عليهم كما كانوا بالأمس ولكن هذه المرة بالتنسيق مع الشرطة والجيش حتي نستطيع محاصرتهم. مطلوب مجداف الحسم والصرامة للضرب بيد من حديد ضد البلطجية الذين يهاجمون المستشفيات والمحاكم ودور العبادة والسجون والأقسام لدرجة ان خيالي صور لي أنه يمكن استخدام مدافع لحماية هذه المنشآت لضرب من يريد اقتحامها واستخدام طائرات الهليكوبتر في الأماكن التي تصعب حمايتها أرضيا لضيق الشوارع وتحتاج إلي الحماية علي وجه السرعة لحين وصول امدادات الأمن وانتشارها. مطلوب مجداف لإعادة دوران عجلة الإنتاج فالوضع الاقتصادي متردي وهناك تراجع في النمو وعجز في الميزانية وزيادة في التضخم وكلها أمراض تصيب الوطن بالشيخوخة رغم ما يملكه من عناصر القوة التي تضعه في مصاف الدول المتقدمة. مطلوب مجداف لإعادة التوازن في العلاقات مع من يحب ثورتنا بحذر ومع من كان عدونا قبل الثورة من أجل صالح الوطن. مطلوب مجداف يحدد أولويات المرحلة التي نمر بها فتعبر عنها المظاهرات المليونية فكما كانت هناك مليونية من أجل الوحدة الوطنية وغيرها فأين مليونية إعادة الأمن إلي الشارع ودوران عجلة الإنتاج ولا أعني هنا فقط المظاهرة باللافتات بل اعني ان تتحرك هذه الملايين في عمل جاد للحفاظ علي الأمن ودفع عجلة الإنتاج إلي الأمام. فالأنياب والمجاديف هي حصننا لإعادة الأمن والحفاظ علي مقدرات الوطن ودفع الاقتصاد لتحقيق مستويات عالية من النمو.