يقول المثل إن لكل إنسان نصيبا من اسمه وهذا الرجل ينطبق عليه المثل فهو بالفعل من النبلاء النجباء الفرسان الذين بهم تفخر الأمم وهو أيضا العربي الهوي المؤمن بأن مصر هي قلب وضمير ورأس هذا الكيان العربي وأنه لا وجود للكيان دون مصر ولا قوة ولا بقاء لمصر دون هذا الكيان.. أتحدث عن نبيل العربي عمنا وتاج رأسنا الذي جاء ليتولي منصب وزير الخارجية بعد ثورة الشعب المصري ضد طغيان مبارك وآل مبارك وأعوان مبارك.. فإذا به أي نبيل العربي يعيد إلي مصر رونقها المفقود ويستعيد دورها الغائب ويرتفع برأس المصريين جميعا داخل وخارج حدود الوطن.. كانت الخارجية قبل مجيئك يخرج عنها ما يجعلنا نتمني لو أن الأرض انشقت وابتلعتنا، فقد أهان نظام مبارك ووزير خارجيته مصر وخانوا الأمانة وصافحوا أنجس خلق الله إنسانا مصاصي الدماء الذين يحكمون الكيان الصهيوني ودفنوا رأسهم في التراب وإن شئت الدقة في الطين وجيش إسرائيل يطحن أهل غزة بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا.. وتركوا شباب مصر يبحث عن أحلامه الوردية خارج حدود الوطن، فكانت الحشود من شبان البلد تلقي بنفسها في عرض البحر هربا من المصير المظلم الذي ينتظرهم داخل الوطن.. لقد حقر مبارك من شأن مصر والمصريين جميعا وشاركه في هذا الإثم وزير خارجيته ولكن نبيل العربي استطاع في خلال عمر وزارته القصير أن يزيح التراب من فوق وجه مصر العربي الأصيل وأن يعيد للمارد المصري عافيته وقوته وأن يبعث هيبة مصر من جديد ويرتفع بدورها إلي المكانة التي لا يمكن لقطر عربي آخر مهما علا شأنه أن يحل بديلا لمصر فيه.. لقد حدثت معجزة بكل المقاييس عندما استطعت أيها العربي النبيل أن تجمع شتات الفصائل وأن توحدها لصالح قضية العرب الأولي والأخيرة وأن تضع حماس يدها في يدي فتح وأن تعيد الزمان الجميل للدبلوماسية المصرية في قارتها السمراء وبالطبع أنت يا سيدي لم تكن تملك لتفعل هذا كله بعصا سحرية ولا منحك الله سبحانه وتعالي معجزات الأنبياء ولا وهبك شيئا يفوق قدرات البشر ولكن معجزتك الحقيقية تكمن في إيمانك بعروبة مصر وانتمائها إلي أمتها العربية وثقتك بأن لمصر دورا يظل التاريخ والجغرافيا يحتكرانه لصالح هذا الشعب المعجز في قدراته وذلك المكان العبقري وسط أركان المعمورة.. ولا أخفي عليك يا سعادة وزير خارجية الشعب المصري نبيل العربي أن أهل مصر جميعا تشرفوا بك وشعروا بقامتهم ترتفع إلي حيث لا يحدها حدود وقد استطعت خلال هذه الفترة القصيرة التي توليت فيها المهمة أن تعتلي عرش القلوب في أوساط البساط والفقراء والمهمشين فقد أحسسنا جميعا وللمرة الأولي منذ أيام عمرو موسي أن في مصر رجلا يتولي وزارة الخارجية يمثل بالفعل أماني وأحلام المصريين ويعبر عما في قلوبهم.. وبصريح العبارة يا سيدي الفاضل أستطيع وأنا العبد الفقير إلي الله أن أتحدث باسم شعب مصر بأكمله وأقول.. إن مسألة انتقالك من الخارجية إلي جامعة الدول العربية أمرا لم يسر أحدا في بر مصر بل والحق أقول إننا لمحزونون لهذا الأمر.. فقد كانت السياسات والتصريحات والأفعال والسلوك قبل مجيئك إلي موقعك.. أمر شائنا أضر بسمعة مصر وتاريخها وأهال التراب علي تضحياتها.. ولو أنني أملك زمام الأمور في هذا البلد لحاكمت مبارك وزمرته ليس فقط بتهم الفساد وسوء استغلال السلطة ولكن بتهمة تحقير شأن هذا البلد العظيم وإذلال أهله والمشاركة في قتل منظم للأشقاء في غزة.. لعن الله هذا العصر البغيض ولعن كل من شارك فيه.. بالتخطيط والتنفيذ.. أما أنت يا سيدي الفاضل فقد كانت فترة ولايتك القصيرة كفيلة لأن تصبح درة فوق جبين هذا الوطن ومفخرة له. كتر الله من أمثالك!