د. جابر عصفور أكد المفكر د. جابر عصفور وزير الثقافة السابق أن ثورة 25 يناير لم تصل إلي كل أنحاء مصر فهي لاتزال محصورة بين شباب التحرير الذين اختفوا عن المسرح السياسي كقوة مؤثرة ظلت صامدة 18 يوما بميدان التحرير.. وأضاف أن مستقبل مصر مرهون بنتيجة الصراع المحتدم القائم بين فصائل الإسلام السياسي المنظمة وبين فصائل المثقفين في مصر.. جاء ذلك خلال مؤتمر "قراءة في الواقع الراهن .. نحو آفاق المستقبل" الذي نظمه منتدي حوار الثقافات التابع للهيئة الإنجيلية بالإسكندرية بحضور الدكتور القس أندريه زكي المدير العام للهيئة و سميرة لوقا مديرة قطاع التنمية الثقافية وعدد من كبار رجال الفكر بمصر مساء أول أمس. حيث أوضح جابر عصفور أنه لا اختلاف بين فريق وآخر بفصائل الإسلام السياسي، والجماعات الإسلامية بمصر، حيث إن اختلفت في الظاهر فهي تتفق في الجوهر من حيث النظر إلي الماضي واستنساخ الحاضر منه، مع الحرص علي تطبيق مبدأ نفي الآخر حتي لو بدا في الظاهر الرغبة بالحوار إلا أنه حوار باستعلاء، حيث يحاور الإخوان الآخرين علي اعتبار أنه الفريق الأقوي. واستنكر عصفور الفهم الخاطئ لمصطلح العلمانية الذي ارتبط في أذهان البعض بالكفر، بعد أن استخدمه من يتصيدون الكلمات لكي يكفروا بها أصحابها، في حين أنه مصطلح تم اشتقاقه من كلمة "علم"..وحذر عصفور من الدولة الدينية والتي تتحول بعد وقت قصير إلي دولة مستبدة بعكس مزاعم جماعة الإخوان المسلمين الحالية خاصة بعد استخدام تأويلات النص في الحكم بالاستبداد..من جانبه أكد دكتور عمار علي حسن - مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط- أن تيار الإسلام السياسي في مصر يعتمد لنجاحه علي تقديم أنفسهم علي أنهم ضحايا أو مناضلون أو شهداء، خاصة بعد طريقة معاملة مبارك لهم خلال النظام السابق والتي أكسبتهم تعاطفا جماهيريا واسعا وكان تأييدهم كراهية في النظام السابق أكثر منه اقتناعا بهم..موضحا أن الإسلاميين في مصر يعتمدون أيضا علي المطالبة بحقهم في فرصة للوصول إلي حكم خاصة، وأنهم ينظرون إلي أنهم كانوا إحدي الركائز الأساسية في ثورة 25 يناير..واستنكر استحواذ التيار الإسلامي فقط بالتضحية من أجل الحرية في حين أن هناك عددا من التيارات الأخري مثل التيار اليساري قدم الكثير من التضحيات وعاني من التهشيم والتهميش وتم الدفع بعدد منهم إلي النظام السابق لكي يصبح مجرد ديكور.. وأوضح أن ما يذكر أو يكتب عن السلفيين في مصر لا يتسم بالعمق الكافي فالسلفية في مصر لها جانب منظم بداية من عشرينات القرن الماضي ومنقسمة إلي عدة فصائل من جمعية أنصار السنة المحمدية والتبليغ والدعوة وسلفية الإسكندرية، مشيرا إلي أن تلك السلفية هي سلفية وهابية انحرفت حتي عن مؤسسها الشيخ محمد عبد الوهاب.. و لكنها ليست المشكلة الحقيقية ولكن المشكلة في السلفية غير المنظمة والعشوائية..مطالبا بأن يكون القانون هو السيد علي الجميع فمن غير المقبول اقتحام السلفيين الكنائس كما هو من غير المقبول أن تمتنع الكنيسة عن إظهار مواطن مصري طلبته النيابة للتحقيق، مؤكدا علي رفضه لفكرة إقصاء الفصائل الإسلامية من الحوار والذي سوف يجعلها تزداد انغلاقا وعنفا..و اعتبر القس يوسف ناثان مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أن تظاهر الأقباط أمام مبني ماسبيرو هو تحول إيجابي ونوعي في انتقال التظاهر من الكاتدرائية الي أرض مصرية أخري.. مشيرا إلي أن الجرح بين المسلمين والمسيحيين جرح عميق من سنوات النظام السابق ولا يجب معالجة السطح فقط.