داخل العالم الخفي لصالونات الحلاقة ومراكز التجميل يجلس العديد من الشباب من الجنسين ينتظر دوره في »الوشم والوخز»،وتتعدد الطلبات فهناك من يطلب ثقب جزء من الأنف أو الشفتين أو أي منطقة أخري تتخيلها لوضع الحلي والمجوهرات، أو الاستسلام لتلك الإبرة الرفيعة لكتابة اسم الحبيب عليها، أو صبغ الجلد بألوان زاهية ورسومات ربما يطلب هذا الشاب أو ذاك أن تحتل كل جزء في جلد جسمه،ولايهتم أحد من هؤلاء الشباب بمخاطر ماهو مقدم عليه ولا حتي بمدي تعقيم تلك الأدوات التي تحفر في لحمه وخبرة من يفعلون ذلك في شئون الطب والتجميل. وفي الوقت الذي يعيش فيه كثيرون بسعادة مع »أوشامهم»،يعيش آخرون حالة ندم علي تلك الخطوة التي أقدموا عليها،ومن هؤلاء الفتاة نهي محمد التي أعجبتها جدا تلك الموضة الجديدة التي انتشرت بين قريناتها،وقامت بعمل ثقب في أنفها وعلقت فيه حلقا،وتقول لنا: »أصابتني التهابات شديدة ولازال الحلق حتي الآن يسقط مني لو عطست ولذلك نصحني الطبيب بخلعه»،أما الشاب الصغيرعمر سعيد فقد قام برسم وشم علي ذراعه وعندما أراد إزالته قاموا باستخدام مياه النار،وكانت النتيجة أنه اضطر إلي إجراء عملية ترقيع،تم فيها أخذ جزء من جلد قدميه، لوضعه في ذراعه،ويعيش حاليا بعاهة مستديمة في الذراع،ويقول لنا :» أنصح الشباب بالبعد عن هذه العادة السيئة». وفي المقابل يؤكد لنا مايكل عبدالسيد صاحب مركز وشم بالغردقة أن نسبة الإقبال في المدينة تصل إلي حوالي 60% باعتبارها منطقة سياحية وتنتشر بها الكثيرمن التقاليع،ويشير إلي أنه استفاد من موهبته في الرسم منذ صغره في تنفيذ فنون الحنة والوشم بحرفية ودقة متناهية،ويشير إلي أن الطرق البدائية للوشم كانت تخترق الطبقة الخامسة من الجلد وتسبب ألما شديد،بعكس الطرق الحديثة،،التي يستخدم فيها حقن اللون بإبرة رفيعة للغاية تصل إلي الطبقة الرابعة فقط من الجلد ولا يخرج خلالها الدم،ويتم استخدام البنج إذا طلب صاحب الوشم ذلك.. وتبقي تحذيرات الدكتور هاني الناظر»استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق من أضرار الوشم والوخز،حيث يؤكد أنها تنقل أنواعا كثيرة من الميكروبات وينتج عنها في النهاية أمراض مزمنة وبكتيريا متعددة الأنواع ،مما يتسبب في عمل حساسية موضعية والتهاب في المنطقة المثقوبة ،كما أنه في منتهي الخطورة حيث ينقل العديد من الأمراض والفيروسات والبكتيريا وخاصة الإيدز،ويقول :»ألوان الوشم تحتوي علي مواد كيماوية لتثبيت اللون كما أن ذلك يلوث الدم بأكمله»،ويشير إلي أن أفضل طريقة لاصلاح ذلك الخطأ وازالة »وصمة الوشم» هي الليزر.