5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوريا الجنوبية احترمت مبكراً إرادة المصريين في 30 يونيو
نشر في الأخبار يوم 27 - 07 - 2017

توطين التكنولوجيا في مصر يحتاج لسنوات.. وانتظروا طفرة تكنولوجية في بني سويف
3 مليارات دولار من كوريا للمترو وتحلية مياه الغردقة
نسعي لعودة السياحة. والمستثمرون الكوريون اشتكوا من تحذيرات الغرب لمصر
في بهو زينته التماثيل الفرعونية ووضع فيه علم كبير لمصر ، مشيت بكل فخر وانا أسمع عبارات الانبهارالكورية من رفيقتي الكوريتين ونحن داخل السفارة المصرية في سيول وعلي بعد خطوات من مكتب السفير المصري الدكتور هاني سليم لبيب الذي حرصت علي لقائه في زيارتي لكوريا الجنوبية.فهوالجندي المجهول الذي كان سببا في تطور العلاقات المصرية الكورية في السنوات الأخيرة. والذي نجح في جذب نظر رجال الأعمال الكوريين للاستثمار في مصر. بل تخطي دوره كدبلوماسي بالمعني المفهوم وأصبح مشرفا ومراقبا لكل الاتفاقيات التي أبرمت بين مصر وكوريا في زيارة الرئيس المصري لكوريا العام الماضي وتحول مكتبه إلي مجلس وزراء مصري مصغر يستقبل المسئولين الكوريين ورجال الأعمال في أي وقت لتذليل العقبات في طريق نجاح أعمالهم في مصر. فضلا عن دوره كسفير ثقافي وخبير سياحي أثناء مشاركته في الفعاليات الكورية من أجل التعريف بمصر وحضارتها ، فاستحق أن ينال جائزة أحسن سفير أجنبي في كوريا الجنوبية لعام 2016 . وقبل أن تنتهي مهمته في كوريا بعد أشهر قليلة أجريت معه هذا الحوار:
• في البداية ما تقييمك للعلاقات المصرية الكورية بعد 22 عاما من بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
رغم أن العلاقات المصرية الكورية عمرها 22 عاما ولكنها شهدت في الثلاث سنوات الأخيرة تطورات مهمة وحراك في الزيارات المتبادلة بين البلدين علي سبيل المثال زيارة رئيس الوزراء الكوري لمصر في نوفمبر عام 2014 والتي كانت الأولي من نوعها في تاريخ العلاقات . كذلك زيارة وزيري التنمية المحلية ووزير الخارجية المصري لسيول عام 2015بالإضافة لوفود رجال الأعمال الكوريين الذين زاروا مصر عدة مرات. نجحنا بالتعاون مع المكتب التجاري المصري أن ننظم ندوة عن الاستثمار في مصر وكان هذا يحدث لأول مرة في كوريا واستعنا بأفضل الشركات الموجودة في كوريا سواء العاملة في مصر أوالمهتمة بالاستثمار وتحدثنا معهم عن الفرص ومناخ الاستثمار في مصر وقبل أن تنتهي الندوة كانت هناك نحو40 شركة كورية سجلت اسمها لرغبتها في الانضمام لوفد من رجال الأعمال لزيارة مصر . وبالفعل جاء وفد في عام 2014 برئاسة وزير التجارة الكوري يرافقه 42 من أصحاب الشركات في مجالات الالكترونيات والبتروكيماويات والطاقة والانشاءات.
كما حدثت زيارات مهمة قامت بها وفود قبل وبعد زيارة الرئيس المصري من وزارة النقل وهيئة ميناء الاسكندرية وهيئة متروالانفاق ومن وزارة الكهرباء والطاقة واخر زيارة كانت لوزير المالية لحضور المؤتمر السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وعلي هامش المؤتمر عقد لقاء ثنائي مع وزير المالية الكوري لدينا عدة آليات للعلاقات بين البلدين أهمها 2012 اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون السياسي والاقتصادي والفني التي لم تعقد أي جلسة حتي الآن وهناك اتصالات جادة لبدء جلسات هذه اللجنة التي هي بمثابة مظلة شاملة تجمع وتدير كافة أوجه التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية لأن العلاقات تشعبت ولها آليات كثيرة وقد حان الوقت كي نجمع كل هذه الجهات تحت مظلة واحدة تدير العلاقات المتشعبة في كل المجالات.
موقف إيجابي
ونحن نحتفل بالذكري الرابعة لثورة 30 يونيو، كيف يري المسئولون في كوريا الجنوبية مصر بعد 4 سنوات من الثورة ؟ بدأ المسئولون في كوريا التركيز علي مصر بعد زيارة الرئيس السيسي العام الماضي. وكان لهم موقف ايجابي من ثورة 30 يونيو. ومن اولي الدول التي احترمت إرادة الشعب المصري ولم تتدخل في شئونها الداخلية بل ان كوريا تأكيدا علي جديتها واخلاصها في التعامل مع مصر افتتحتا واحدا من أهم المشروعات وهومصنع سامسونج للإلكترونيات في بني سويف برأس مال قدره 200 مليون دولار والذي افتتح في الفترة الحرجة التي كان بها انفلات أمني بعد ثورة 25 يناير . وخلال الفترة الانتقالية لم تتوقف الزيارات الرسمية وزيارات رجال الأعمال علي الرغم من علاقاتهم الوثيقة بدول الخليج ودولتي الجزائر وليبيا قبل الحرب كما أنه تربطهم علاقات وثيقة مع الدول الأفريقية ورغم ذلك هم يرون مصر علي أنها الجسر الحقيقي الذي يمكن الإنطلاق منه لدول الشرق الأوسط والدول العربية والأفريقية. فمثلا مصنع سامسونج مصر يصدر لكل الدول العربية والأفريقية والخطوة القادمة أنه سيقوم بالتصدير لأوروبا انطلاقا من شبكة التجارة الحرة التي تربط مصر بتلك الدول.
بعد زيارة الرئيس السيسي لكوريا تحسن الوضع للأفضل حيث التقي بأكبر 9 شركات كورية وكان لي الشرف بحضور هذا اللقاء ولم يكن كلام الرئيس بروتوكوليا ولكن كلام عملي نحوالهدف وقدمت عروضا وتسهيلات وكانت بحق زيارة تاريخية لأنها أول زيارة لرئيس مصري إلي كوريا من 20 سنة.
ما آخر المستجدات في ملف الاتفاقيات التي وقعها الرئيس السيسي أثناء زيارته لكوريا العام الماضي خاصة في مشروعات تنمية محور قناة السويس؟
تم التوقيع علي 17 اتفاقية بين البلدين في مختلف المجالات وكلها مشروعات تنفذ علي الأرض علي سبيل المثال تطوير ميناء الاسكندرية وهومشروع قومي لأنه سيحول مصر من ناحية البحر المتوسط إلي مركز جذب تجاري واستثماري علي هيئة ميناء بوسان الكوري الذي حول المنطقة حوله إلي منطقة لوجستية تجارية صناعية متكاملة . وقد خصص الجانب الكوري مبلغ 870 ألف دولار لعمل دراسة جدوي للمشروع وهم علي وشك الانتهاء منها ويتم التفاوض حاليا بين ميناء بوسان وميناء الإسكندرية. كذلك نسعي لتوطين مدارس التكنولوجيا الكورية المتطورة في مصر. فالتجربة الكورية أصبحت متفوقة علي كل مدارس العالم في هذا المجال وهي تجربة ناجحة حيث نقلت كوريا من أشد دول العالم فقرا في الستينات إلي الاقتصاد رقم 12 علي مستوي العالم . وفي هذا المجال تم الاتفاق علي إنشاء كلية مصرية كورية للعلوم والتكنولوجيا . وتم التوقيع علي المنحة المقدمة لإنشاء الكلية والتي ستقدم دراسات في مجالات ابداعية جديدة في مجال الميكاتروميكس وهوخلط بين علوم الميكانيكا والالكترونيات . وسيتم إنشاؤها بجوار مصنع سامسونج في بني سويف وهوأكبر منشأة كورية موجودة في مصر تستخدم التكنولوجيا مما يعني أن الخريجين سيكون لديهم فرص للتدريب والتوظيف. كما قدم بنك الاستيراد والتصدير الكوري حزمة مساعدات مالية بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والبنية التحتية ولم يسبق أن قدمت كوريا هذا المبلغ لأي دولة . ومن خلال هذه الحزمة سيتم إنشاء الخط الخامس لمتروالأنفاق ومشروع محطة الطاقة في الغردقة ومحطات تحلية المياه وإعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة. وقد بدأت شركة إل جي في تحلية مياه البحر في مرسي مطروح وفي انتظار إنشاء 19 محطة تحلية بالتعاون مع كوريا. وهناك مشروع لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة ترسا بالهرم وهومشروع سيغير وجه المنطقة تماما. إلي جانب تطوير نظم الإشارات في السكة الحديد من نجع حمادي إلي الأقصر والذي بدأ تنفيذه بالفعل.
وفي مجال تطوير المناطق الصناعية كان الرئيس يصر في حديثه مع المسئولين الكوريين أننا نريد أن نتعلم منهم وأن نفيد ونستفيد . وأخبرهم أن مشروع تنمية قناة السويس هوالمشروع القومي الأول لمصر وعليه تم الإتفاق بين الطرفين علي التعاون في مجال تنمية المنطقة خاصة مع ميناء إنشون الذي يعد المعجزة الكورية الثانية بعد نهر الهان وتمت زيارات متبادلة بين وفود من هيئة إنشون وأخري من مصر لوضع تصور كامل وتطبيق التجربة الكورية في تطوير الموانيء .
توليد الكهرباء
وتم التوقيع علي انشاء محطة توليد الطاقة بالفحم في عيون موسي إلي جانب مشروع مجمع التحرير للبتروكيماويات ومشروع آخر لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء في غرب مطروح. وتجري الآن مفاوضات بشأن تحلية مياه الصرف الصحي لاستخدامها في الزراعة في منطقة شرق بورسعيد .وأحب أن أشيد هنا بالدور الايجابي الذي يقدمه محافظ مطروح والذي حقق نجاحا كبيرا في إبراز فكرة استقلالية المحليات وقدرتها علي المحافظة علي القيام بدور مستقل يخدم المحافظة والبلد فهناك مشروعات كورية كثيرة تنفذ في المحافظة بمبادرة من المحافظ. فهناك 3 محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في سيوة والعلمين ومطروح وجار تنفيذها بالاضافة الي مشروع انشاء فلاتر المعالجة المعروفة ب MPک وهي أعلي تكنولوجيا وصل لها العالم في هذا المجال لتحويل مياه المجاري لمياه صالحة للري والزراعة. والسفارة لديها توجيه مباشر من الرئاسة للمتابعة الدورية لمسار تنفيذ هذه المشروعات وهناك تقرير شهري نقدمه بما تم والمعوقات والجهود المبذولة . فأحيانا تكون هناك بعض التعقيدات الإدارية ونقوم بحلها فورا.
بين الحين والآخر تتعرض مصر لحوادث إرهابية بالإضافة للإجراءات الأخيرة التي تخص الاقتصاد المصري، فهل تؤثر تلك الحوادث والإجراءات في مسار تنمية العلاقات بين البلدين أوفي تعطيل الاتفاقيات التي وقعت بالفعل؟
تصدر كوريا دائما بيانات تأييد للقيادة السياسية وإدانة لحوادث الإرهاب التي تتعرض لها مصر وهم متعاطفون جدا معنا وهناك توجيهات للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين والتأثير السلبي الوحيد لهذه الحوادث منذ يناير وحتي الآن في حركة السياحة. فقبل الثورة كان هناك خط طيران مباشر لمصر للطيران إلي كوريا وأيضا كانت هناك رحلات للخطوط الكورية. بدأت حركة السياحة تقل حتي حادث تفجير الأتوبيس السياحي في طابا عام 2015 والذي راح ضحيته 3 سياح كوريين واصيب 15 آخرون. وحينها أصدرت وزارة الخارجية الكورية رفع درجة التحذير من السفر لمصر ومازال هذا التحذير قائما وعلي نفس الدرجة رغم محاولات السفارة المصرية مع الجهات الرسمية هنا . ونظمت السفارة بجهودها الذاتية معارض للترويج السياحي بما يتوافر لنا من إمكانيات كان آخرها معرضا منذ شهر ولاقي اقبالا كبيرا. وطلبنا من أكبر المستثمرين الكورين في مصر التعاون معنا في هذا الشأن وأخبروا وزير الخارجية بتضررهم من هذا التحذير ويريدون رفعه . وقامت هيئة تنشيط السياحة المصرية بدعوة 5 من كبار الصحفيين لزيارة مصر والكتابة عنها وبالفعل نشروا سلسلة من المقالات في أهم الصحف الكورية عن السياحة في مصر وفرص الاستثمار والأمان الذي شعروا به ورغم كل هذا لازال التحذير قائما. وتسعي وزارة الخارجية المصرية لرفع هذا التحذير خاصة أن التعاون الإقتصادي والتجاري لم يتأثر فمنذ شهرين زار مصر وزير النقل الكوري ثم وزير التجارة والصناعة وقد التقيت بهم بعد عودتهم وكانوا سعداء جدا وأخبروني أنهم لم يشعروا بوجود قوات الامن في اي من تحركاتهم . نتمني أن تعود السياحة بين البلدين لسابق عهدها فالسائح الكوري الذي زار مصر مرة يريد أن يزورها مرات ومرات.
عامل الوقت
لماذا في رأيك لا يشعر المواطن العادي وجود تغيير حقيقي وتطور ملحوظ فيما يخص التعليم والتكنولوجيا والحلول الذكية في تحسين الخدمات خاصة مع وجود اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر ودول متقدمة كثيرة ومنها كوريا ؟
تقيم كل من كوريا واليابان والصين مراكز تدريب ومشروعات في مصر وعدم احساس المواطن بعائد ليس تقصيرا من الجانب المصري بقدر ما هومتعلق بالوقت فتجربة المدارس التكنولوجية المتطورة في مصر لم تتجاوز الخمس سنوات لذلك لم نشعر بها في المجتمع ورغم ذلك حققنا طفرة في مجال تقديم الخدمات علي الانترنت ولكن التأثير علي الصناعة والاقتصاد المصري عموما سيحتاج لمزيد من الوقت. فلازلنا في مرحلة بناء القدرات المصرية وتطوير التعليم والتعليم الفني . وانا أري أن التجربة الكورية مختلفة في العلوم والتكنولوجيا عن الصين واليابان لأن الصين تتقدم بحذر واليابان لم يعد لديهم شيء جديد ، لكن كوريا تأخذ أحسن ما وصلت إليه اليابان والصين وتقوم بتطويره من منظور كوري فتخرج منتجا جديدا . خاصة في مجال الطاقة المتجددة . لذا التعاون مع كوريا سيجعلنا نستفيد كثيرا من التجربة الكورية وستنعكس ثمار هذا التعاون علي الاقتصاد والصناعة المصرية.
وهل نحن عاجزون عن اختراع تكنولوجيا مصرية خاصة بنا بعد الاستفادة من هذه التجارب المتطورة؟
حقوق الملكية لا تسمح بتقليد منتج ولكن نحن في مرحلة نقل التكنولوجيا بمعني أننا لا نستورد تكنولوجيا من كوريا بقدر ما ننشيء مصانع لعمل خط انتاج كامل لأي منتج مثل الفلاتر وغيرها وكانت العقبة التي تواجه كثيراً من الشركات القيود المفروضة علي المعاملات بالدولار ووعد الرئيس بحل هذه المشكلة وقد تم بالفعل . فشركة إل جي كانت ستغلق خط انتاجها الجديد في مدينة السادات بسبب عدم وجود عملة صعبة وتم حل المشكلة مع التحسن في الاقتصاد وخفض عجز الميزانية لأكثر من 50 % ووجود رصيد إضافي الاحتياطي النقدي الذي كان قبل تولي الرئيس لا يتجاوز 13 ملياراً اليوم أصبح 30 مليارا. البنك المركزي أعلن قبل 3 أسابيع إلغاء كافة القيود علي المعاملات بالدولار وبالتالي ننتظر عودة هذه الشركات وزيادة أكبر في الاستثمارات ونقل وتوطين التكنولوجيا وزيادة تصدير مصر لمنتجات أفريقيا وأوروبا والدول العربية ولكي ينتعش الاقتصاد ويمكننا ان ننتج فيما بعد بشكل مستقل.
كيف تري مستقبل العلاقات المصرية الكورية خاصة مع إنتخاب رئيس كوري جديد؟وهل هناك زيارات مرتقبة بين الرئيسين المصري والكوري؟
الرئيس الكوري الجديد لديه تطلعات أن يستكمل مسيرة كوريا في ان تنطلق من المحيط الإقليمي إلي المحيط العالمي . فرغم كل ما حققته كوريا من تقدم وتطور تكنولوجي وعلمي باهر كان ثقلها يركز علي محيطها الاقليمي ودول جنوب شرق آسيا. وبدأوا ينطلقون نحوالعالمية بشكل حذر من منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا خاصة عن طريق مصر. وأرسل الرئيس السيسي برقية تهنئة للرئيس الجديد عقب فوزه في الانتخابات وهنأه علي ثقة الشعب الكوري حيث فاز بنسبه 68% من الاصوات رغم وجود نحو11 مرشحا للرئاسة . وبعد أسبوع أرسل الرئيس السيسي دعوة رسمية للرئيس مون لزيارة مصر قبل نهاية هذا العام ولازلنا في انتظار تحديد موعد الزيارة.
فمنذ زيارة الرئيس المصري التاريخية تم رفع مستوي العلاقات بين البلدين إلي مستوي الشراكة التعاونية الشاملة . وقد وجه وزير الخارجية المصري دعوة للزيارة لوزيرة الخارجية الكورية الجديدة ايضا.
ما أهم الأنشطة التي تقوم بها السفارة المصرية في كوريا ؟
نتواصل مع الجهات الرسمية والوزارات المختلفة خاصة الوزارات المعنية بالاتفاقيات التي وقعت بين البلدين التجارة والصناعة والاستثمار ومجتمع رجال الأعمال الكوري والشركات الكورية وكثيرا ما يأتون لزيارتي بناء علي تعليمات الرئيس السيسي الذي أخبرهم أنني موجود لتذليل أيه عقبة أومشكلة يواجهونها وأنا بدوري أنقلها لسيادته مباشرة .كما أننا ننظم منتديات أعمال وفرص استثمار ولدينا مكتب تجاري كما نتواصل مع البعثات الدبلوماسية الموجودة هنا نحو80 سفارة ونحن علي اتصال دائم معهم لترويج السياسة المصرية. نظمنا 4 معارض ثقافية وفنية في المتاحف الكورية وأهمها متحف الثقافات المتعددة الذي أنشا جناحا خاصا لمصر وهويقوم بدور تعليمي أيضا ووزعنا اكثر من 200 ألف نسخة من منشورات للأطفال والكبار عن مصر أعدها شاب مصري يدرس هنا كما يوجد معرض لأكثر من 200 صورة للفن السريالي لأشهر الفنانين المصريين في المتحف الكوري للفن الحديث. ونظمت السفارة معرضا لفن الخط العربي وكان مدته شهرين وبعد أن حقق نجاحا باهرا طلبوا منا أن نمده لشهرين آخرين وطلبت المؤسسة الكورية إنشاء معرض مماثل كل فترة . وأقول هنا أنه رغم النجاح الذي نحققه لم تأخذ بعد منطقة جنوب شرق آسيا الإهتمام الكافي في أجندة الاهتمامات المصرية في هذا المجال. فجهات الترويج الثقافي لمصر محدودة للغاية ونضطر أحيانا لتقديم أغراضنا الشخصية لعرضها في المعارض التي تتحدث عن مصر.
مجتمع جديد
في النهاية حدثنا عن أوضاع المصريين في كوريا الجنوبية؟
كوريا ليست دولة مهجر بالنسبة للمصريين ولا دولة عمالة ولكن هي مجتمع جديد . معظم المصريين هي نماذج لدارسين يقيمون فيها بشكل مؤقت حتي انتهاء فترة دراستهم في المعاهد والجامعات الكورية . كل سنة تدعوني المؤسسات التعليمية لحضور حفل التخرج لوجود خريجين مصريين ومعظمهم من الأوائل وهنا الطلبة المصريون إن لم يكونوا أوائل يشهد لهم بالتميز ، وأنهم من أفضل ما رأت المعاهد العلمية في كوريا . ولدينا اساتذة مصريون يدرسون في الجامعات الكورية المختلفة. علي مستوي رجال الأعمال المصريين لا يمكننا القول أن لدينا إستثمارات مصرية لكنها مشروعات صغيرة جدا في الجنوب كلها تجارة في قطع الغيار. ولكن تواجهنا مشكلة مستجدة نظرا لطبيعة دخول كوريا الجنوبية بجواز السفر المصري العادي فلا يطلب تأشيرة دخول طالما أن الإقامة لن تتجاوز 30 يوما وطالما أن القادم لديه ما يثبت انه قادم للسياحة أوللعمل أوغيرها . وشهدت الفترة الماضية حالات مخالفات كثيرة من جانب المصريين الذين يتصورون أن بإمكانهم مخالفة القانون والبحث عن فرصة عمل لأنه يصبح بذلك مقيم غير شرعي ولا تعلم عنه السفارة المصرية شيئا. إلا إذا وقع له حادث وفي هذه الحالة يتم ترحيله فورا . كما زادت حالات الترحيل من المطار في الفترة الأخيرة خاصة إذا لم يقدم المسافر ما يثبت أنه قادم للسياحة أوبدعوة من جهة رسمية أولم تكن معه نقود وإسم للوكيل السياحي المتعاقد معه . السلطات المصرية الآن تفعل ما بوسعها للسيطرة علي المسافرين من مصر بحيث يتم التأكد من جدية ومصداقية المسافر القادم لكوريا بسبب المآسي التي تحدث في الفترة الاخيرة . وأذكر انه جاءت أسرة كاملة الأب وزوجة حامل ومعها أبنان وتم ترحيلهم من المطار وكل ما استطاعت السفارة فعله هوطلب معاملة طيبة لهم حتي يتم ترحيلهم .ويوجد ما يقرب من 20 مصريا في السجون الكورية ارتكبوا جرائم وهذه مسألة سيادية ولا يوجد بين مصر وكوريا اتفاقية لتبادل المجرمين ولكننا نزورهم بشكل دوري ونتواصل مع أقاربهم في مصر ونتواصل مع السلطات الكورية إن وجدت أية مشكلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.