الخبراء العسكريون: مصر لن تنسي القضية الفلسطينية.. ودورها وراء رفع الحصار تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن خطتها الرامية إلي تركيب كاميرات إلكترونية علي بوابات المسجد الأقصي، بعد أن أثارت موجة واسعة من الادانات العربية والدولية الواسعة، جاء ذلك بعد ساعات من الرسالة والتي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي من مؤتمر الشباب ودعا فيها قادة اسرائيل لضبط النفس ووقف الممارسات التي من شأنها أن تفتح الباب لحرب دينية خاصة انها تستفز مشاعر المسلمين في المنطقة، وعاد الهدوء إلي محيط المسجد الأقصي بعد أيام من التوتر في أعقاب الاجراءات التصعيدية من جانب اسرائيل. وأوضح بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة الأمنية المصغرة وافقت علي »توصية كل الأجهزة الأمنية بإستبدال إجراءات أمنية تستند إلي تكنولوجيات متطورة ووسائل أخري بإجراءات التفتيش بواسطة أجهزة كشف المعادن». وأشاد الخبراء الدبلوماسيون برسالة الرئيس السيسي خلال كلمته في مؤتمر الشباب ومساعي مصر لوقف التصعيد الاسرائيلي، وأكدوا ان مصر استطاعت من خلال قنواتها الدبلوماسية ان تضغط علي إسرائيل للاستجابة ورفع الحواجز الامنية بمحيط المسجد الاقصي بما قد يكون خطوة في سبيل التهدئة. من جهته اكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان حديث الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب حول التوتر في القدس ودعوة اسرائيل إلي ضبط النفس تمثل تلخيصا للرسائل التي بعثتها القاهرة لتل أبيب عبر القنوات الدبلوماسية للضغط لحل الأزمة وتخفيف التوتر في القدس. واشار إلي أن مصر في أوقات الازمات بين إسرائيل والفلسطينيين تستغل علاقتها بحكم معاهدة السلام للضغط علي المسئولين الاسرائيليين لضمان حماية حقوق الشعب الفلسطيني، واضاف ان الايام الماضية شهدت تحركات دبلوماسية دولية للضغط علي اسرائيل، وكان العامل الحاسم وصول المبعوث الامريكي جرينبلات إلي تل ابيب اول امس وهو ما ادي لاتخاذ الحكومة الاسرائيلية قرارا امس بسحب البوابات الالكترونية في ساحة المسجد الاقصي بعد نجاح جهود القاهرة في الضغط علي اسرائيل دبلوماسيا. كما رحب بركات الفرا سفير فلسطين السابق بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية سابقا، بدعوة الرئيس السيسي لاسرائيل لوقف اعمالها الاستفزازية لضمان عودة الهدوء والاستقرار للمنطقة. واضاف الفرا ل»الأخبار»: ان الرئيس السيسي دائما ما يتعمد التطرق للقضية الفلسطينية خلال مشاركاته الداخلية في مصر لايصال رسالة للمجتمع الدولي بأن فلسطين هي القضية المركزية لمصر وان التوصل لحل لها علي رأس الاجندة الدبلوماسية المصرية. وأكد الفرا ان استجابة إسرائيل برفع الحواجز الامنية بمحيط المسجد الاقصي تعكس حجم الضغط الدولي الذي تتعرض له وقبله الضغط الذي يمارسه الشعب الفلسطيني الرافض للتفريط في سيادته علي المسجد الاقصي. واشار إلي أن القاهرة استغلت دبلوماسيتها الناجحة في التواصل مع العناصر الدولية الفاعلة عن طريق دورها في مجلس الامن واتصالاتها الدبلوماسية لاقناع إسرائيل بوقف اعمالها الاستفزازية تجنبا للتصعيد بالمنطقة.ووصف السفير السيد شلبي الامين العام السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية حديث الرئيس السيسي خلال مؤتمر الشباب بالرسالة العاقلة والحكيمة إلي الشعب والحكومة الإسرائيلية لعدم تأجيج الأوضاع في القدس وإحياء عملية السلام. وأشار شلبي إلي أن الجهود الدبلوماسية المصرية خلال الأيام الماضية عملت علي توضيح خطورة المسار الإسرائيلي وتنبيه تل أبيب إلي ضرورة التراجع عن سياساتها الاستفزازية. ومن جانبه أكد د.ايمن الرقب المحلل السياسي الفلسطيني ان استجابة تل ابيب لدعوة الرئيس السيسي بوقف اعمالها الاستفزازية تأتي نظرا للدور المصري والمؤثر في العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية. واضاف الرقب في تصريحات خاصة ل»الأخبار» ان الرئيس السيسي اكد في اكثر من مناسبة ان القضاء علي الإرهاب في المنطقة يقتضي انه يبحث عن حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وان دعوته امس تأتي في إطار دعواته المستمرة لوقف الممارسات الاستفزازية التي تقوم بها حكومة تل أبيب.. وأكد اللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن مصر لها ثقل إقليمي ودولي كبير جداً، وعندما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب بالإسكندرية أول أمس بألا تستفز العالم الإسلامي، وأن تحترم مقدسات المسلمين، خاصة بعد التصعيد الأخير بحصار المسجد الأقصي، قامت الحكومة الإسرائيلية فجر أمس بتشكيل لجنة لمناقشة كيفية ذلك، واتخذت قرار برفع الحواجز والبوابات الإليكترونية التي قد وضعتها لدخول المسجد الأقصي، وذلك إنما يدل علي احترامها لدور مصر . ومن جانبه أكد اللواء د. محمد الغباري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن الدور القيادي المصري في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي القضية الفلسطينية بشكل خاص موجود ودائم الفاعلية ، وأن مصر دائماً وأبداً لم تنس دورها تجاه القضية الفلسطينية، ودائماً حاضرة.