أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته بالجمعية العامة للامم المتحدة مساء اول أمس عاصفة من ردورد الافعال حول نيته إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي خاصة « إعلان أوسلو « الذي يمثل الاطار التفاوضي للسلام بين الدولتين ، كما اعقب خطاب الرئيس ابو مازن رفع العلم الفلسطيني علي مقر الاممالمتحدة في الوقت الذي أكد عدد من الدبلوماسيين علي انها خطوة رمزية ومعنوية مطالبين بضرورة الضغط الدولي علي تل ابيب لوقف التصعيد بالمسجد الاقصي ومدينة القدس . في البداية اكد السفير الفلسطيني السابق بركات الفرا ان الرئيس الفلسطيني كان واضحا، انه طالما اسرائيل لم تلتزم باتفاقياتها فأيضا السلطة لن تكون ملتزمة ، خاصة ان الرئيس يعي ان « السلطة بدون سلطة « وكل ما بيدها من سلطات اخذتها اسرائيل ، التي لم تنفذ اتفاق أوسلو الذي كان ينص علي فترة انتقالية من عام 1994 حتي عام 1999 ثم بعد الخمس سنوات يكون من حق الشعب الفلسطيني ان يقرر مصيره بالاضافة إلي حل ازمة اللاجئين موضحا انه حتي الآن مر علي الفترة الانتقالية 16 سنة وتل أبيب لم تنفذ الاتفاق علاوة علي انه كان بموجب الاتفاق يتم انسحاب اسرائيل من اراضي الضفة الغربية ولكنها لم تلتزم ايضا واحتلت الضفة واعتقلت المواطنين واستمرت في عملية الاستيطان وتهويد القدس وآخرها اقتسام المسجد الاقصي زمانا ومكانا . وحول رفع العلم الفلسطيني اكد الفرا انها عملية رمزية جيدة ولكن المهم هو رفع العلم علي اسوار القدس كعاصمة لدولة فلسطين متسائلا «رفعنا العلم علي الاممالمتحدة وبعدين ؟! « لا نزال دولة محتلة من دولة همجية تمارس كافة اشكال العنصرية تجاه الشعب وسط صمت دولي وطالما الحال كما هو عليه فلن يفيد رفع العلم ولن يتحرك المجتمع الدولي . وفي الوقت نفسه اشار د. ايمن الرقب القيادي بحركة فتح في تصريحات ل «الأخبار» إلي ان خطاب الرئيس جعل الباب «مواربا» امام اتفاق اوسلو ولم يغلقه او يفتحه لانه حال الغاء الاتفاق لن يستطيع الرئيس العودة إلي فلسطين ولن يكون هناك سلطة ولا رمزية لرفع العلم وقال إن ركائز اوسلو كان اهمها الاعتراف بالدولة الاسرائيلية والتعاون بين الطرفين في الملفات الاقتصادية والامنية والادارية المدنية والسياسية فإذا ألغيت الاتفاقية سقطت تلك الملفات بين الطرفين . وفيما يتعلق برفع العلم اشار إلي انه كان حلما فلسطينيا برفعه علي المقرات الدولية وهي خطوة رمزية لن تغير شيئا علي الارض ولكنها ترفع معنويات الشعب الفلسطيني وتغيير الواقع القانوني فقط دون شئ مادي ملموس . ومن جانبه اكد السفير سعيد كمال مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية الاسبق لشئون فلسطين الاسبق ان خطاب الرئيس محمود عباس بالاممالمتحدة جاء في اطار لغة حماسية.. وحول رفع العلم الفلسطيني علي مقر الاممالمتحدة أوضح ان ذلك له اعتبارات سياسية وانسانية تذكرنا برفع العلم منذ الاربعينات مع النشيد الوطني لنا في المدارس ومراحل رفعه علي مقرات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز حتي رفعه علي كل مقرات الاممالمتحدة ليكون ذلك بداية لاعلان دولة فلسطينية كاملة السيادة.