المصابون فى الحادث يتلقون العلاج بالمستشفيات شهدت منطقة المنيرة الغربية بإمبابة أحداث عنف مؤسفة بين مسلمين وأقباط راح ضحيتها 9 قتلي و اصيب 109 آخرون من الجانبين.. بدأت الاحداث في الساعة الرابعة والنصف عصر أمس فور انتشار انباء عن احتجاز فتاة مسيحية أشهرت اسلامها مؤخرا وتزوجت من شاب مسلم داخل كنيسة مارمينا حيث توافد علي موقع الكنيسة المئات من سكان المنطقة والمناطق المجاورة وبدأت اشتباكات بين المسلمين والاقباط تم خلالها تبادل اطلاق الرصاص والزجاجات الحارقة والحجارة مما دفع قوات الجيش والأمن المركزي إلي التدخل لاحتواء الموقف الا أن اعداد المشتبكين من الجانبين زادت بكثافة فاضطرت قوات الجيش والا من المركزي إلي أطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين أمام الكنيسة الذين استمروا في التجمهر حتي ما بعد منتصف الليل. وبعد منتصف الليل اشعل مجهولون النار في كنيسة العذراء بشارع الوحدة بأمبابة وهرعت سيارات الاطفاء للسيطرة علي الحريق. وأكد اللواء كمال الدالي مدير مباحث الجيزة أن الاحداث اشتعلت بسبب زواج شاب مسلم من فتاة قبطية، وما تردد عن احتجازها داخل كنيسة »مارمينا«. وانتقل الي موقع الاشتباكات عدد كبير من القيادات الأمنية، علي رأسهم اللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة، وحاولت القيادات الأمنية التدخل لانهاء الاشتباكات، الا أن استمرار الاشتباكات واستخدام الطرفين للقنابل الحارقة والمولوتوف دفع قوات الأمن الي استخدام القنابل المسيلة للدموع وتم الدفع بعدد كبير من السيارات المصفحة وسيارات الشرطة العسكرية، وتم فرض كردون أمني حول المنطقة التي تقع بها الكنيسة لمنع تدفق المزيد من الأعداد إلي موقع الاشتباكات. وانتقلت »الاخبار« إلي موقع الحادث بشارع المشروع المتفرع من شارع الاقصر بطريق بشتيل بمنطقة المنيرة الغربية التابعة لمركز امبابه، حيث سادت حالة من الذعر بين اهالي المنطقة والمارة وسائقي المركبات خاصة عند سماعهم دوي اطلاق النار بشكل مستمر دون توقف. وقام أصحاب المحلات والمقاهي بإغلاق محلاتهم والتزم الأهالي بالبقاء في مساكنهم. كما تجمع آلاف المواطنين من أهالي المنطقة في الشوارع المؤدية لموقع الكنيسة كما تجمع ما يقرب من 004 من السلفيين فور علمهم بالأحداث وسماعهم شائعات حول مقتل أكثر من 01 مسلمين وقاموا بالمشاركة في الاحداث بالقاء زجاجات المولوتوف والحجارة علي شباب الأقباط الذين وصل عددهم الي المئات وتجمعوا بداخل وأمام الكنيسة وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية والخرطوش بشكل عشوائي كما قام شباب الأقباط بالصعود أعلي الكنيسة واسطح العمارات المجاورة التي يسكنها مسيحيون وبدأوا في القاء زجاجات المولوتوف والزجاجات الفارغة والحجارة فوق رؤوس تجمعات شباب المسلمين كما اطلقوا الأعيرة النارية الامر الذي تسبب في سقوط عدد من المصابين اغلبهم من المسلمين وقد استمرت الاحداث علي مدي أكثر من 6 ساعات، وتأخر وصول قوات الشرطة والجيش حتي الساعة 03.01 مساء، وانتقلت 6 مدرعات تابعة للقوات المسلحة في البداية إلي مكان الاحداث وقام رجال الجيش بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق التجمعات كما تبادلوا إطلاق الاعيرة النارية مع من يطلقون الرصاص من اعلي اسطح المباني المجاورة للكنيسة وبعد دقائق توقفت عمليات اطلاق النار.. وتمكن رجال الجيش من السيطرة علي الكنيسة من الداخل والخارج.. وبعد ذلك وصلت 01 سيارات من قوات الأمن المركزي وتم عمل كردون أمني حول الشوارع المؤدية للكنيسة والسيطرة علي الموقف تماما.. ثم بدأ شباب المسلمين في ترديد الهتافات مثل »بالروح بالدم نفديك يا إسلام« و»إسلامية.. إسلامية«.. وقد تسببت الأحداث في احتراق إحدي الشقق السكنية بعقار مجاور للكنيسة نتيجة إلقاء زجاجات المولوتوف فضلا عن انبعاث دخان اسود من داخل الكنيسة وحدوث تلفيات ببعض المحلات التجارية المجاورة لموقع الاشتباكات، امتلأت الشوارع التي شهدت الأحداث بكميات كبيرة من الطوب والحجارة وقطع الزجاج المكسور. كما اسفرت الاشتباكات عن احتراق احدي سيارات الشرطة، بالاضافة الي اربعة محال تجارية بالكامل، ولولا العناية الالهية وجهود رجال الانقاذ والصاعقة الذين شاركوا في محاصرة الحرائق لوقعت كارثة حقيقية بسبب امتداد النيران الي باقي المنطقة الملاصقة للكنيسة. واستقبل مستشفي التحرير العام 3 جثث لضحايا الاشتباكات وهم محمود عبدالعزيز رفعت 22 سنة ومحمد أسامة رمضان 22 سنة ورامي رخيان 32 سنة. كما استقبل المستشفي عشرات المصابين بينهم نادر نصري 32 سنة ومصطفي السيد حسين وأيمن عبدالحليم 83 سنة وأحمد رفعت محمد 52 سنة وأحمد إبراهيم عبدالله 53 سنة وسامح فوزي نعيم 62 سنة ومايكل عزيز راغب 32 سنة وميلاد فابر سليمان 52 سنة وسامح عاطف 72 سنة وحنا حليم 72 سنة ومصطفي حلنا 62 سنة وأسامة عيد 62 سنة وروماني عادل 52 سنة وعبدالناصر ظريف 73 سنة واحمد مجدي 71 سنة ومحمود عصام حمدي وحسن عدلي حسن وسعد بخيت ومينا حلمي. والتقت الاخبار مع بعض شهود العيان الذين تواجدوا بمنطقة الحادث ويقول إبراهيم مطر انه قبل المشادات الكلامية وقبل اشتعال الاشتباكات جاء شخص مسيحي من محافظة أسيوط وقال ان زوجته مخطوفة واخبرته عن طريق مكالمة تليفونية بانها مخطوفة بالكنيسة وعندما حضر الرجل إلي الكنيسة التف حوله بعض المسيحيين وبدأت المشادة الكلامية بينهم وبين المسلمين حتي تطور الأمر وبدأت الاشتباكات. ويقول إبراهيم احمد صاحب ورشة بلاستيك بالقرب من منطقة الحادث ان سبب المشكلة ان سيدة مسيحية أسلمت منذ ثلاثة أيام وكان هناك العديد من المشادات بين المسلمين والأقباط خلال الأيام الماضية واشتدت بعد عصر أمس ووصلت إلي حد اطلاق الرصاص الحي وقذائف المولوتوف وفرد الخرطوش من فوق الكنيسة ومن بعض مساكن المسيحيين علي المارة بالشارع بشكل عشوائي، كما التقت »الأخبار« مع بعض المصابين ويقول مصطفي سيد حسين 42 سنة عامل طباعة مصاب في رأسه بسبب القاء الحجارة من أعلي مسكن مجاور للكنيسة وانه ليس له صلة بالاحداث إلا انه كان يشاهد ما يحدث من مشادة كلامية تحولت إلي اشتباكات دامية. وانتقلت الأخبار كذلك إلي مستشفي إمبابة العامة لمحاولة الالتقاء مع المصابين اثناء توافد العشرات من سيارات الاسعاف التي تقل المصابين من موقع الحادث للمستشفي الا ان الشرطة فرضت كردونا امام المستشفي ومنعت دخول أي من الاهالي أو الصحفيين بسبب تجمع العشرات من أهالي المصابين أمام باب الطوارئ بالمستشفي وأوضحت مصادر بالمستشفي انها استقبلت جثة واحدة وأكثر من ثلاثين مصابا. وبذلت قوات الجيش والشرطة جهودا كبيرة لفض التجمهر من أمام الكنيسة، وحذر رجال القوات المسلحة لن يتهاونوا في اعتقال من لا يلتزم بحظر التجوال الذي بدأ في الثانية بعد منتصف الليل. وشهدت ساعات الفجر الاولي توترا متصاعدا بسبب انتشار شائعات حول وقوع إصابات في اوساط الشيوخ السلفيين الذين دخلوا الكنيسة، وانه تم احتجازهم، وهو ما ثبت عدم صحته علي الاطلاق.