باعتبار أن الولاء للوطن هو رمز يشعر به الإنسان تجاه شيء ما يقرب إلي الواجب ويحث علي بذل العطاء بشرف وأمانة لا تزعزعه الأهواء والأغراض أو المصلحة الشخصي. لذلك فإن اتباع أسلوب لشخص الحاكم بوضع صورته خلف مكاتب القيادات المختلفة والرؤساء ومديري الإدارات والهيئات بل وفي بعض الأماكن الأخري الرسمية وغير الرسمية، وعندما يتغير الحاكم بعد فترة قصرت أو امتدت يتم تغيير الولاء بوضع صورة الحاكم الجديد، أي أن الولاء هنا ليس للوطن بل لشخص وهو أسلوب وليّ وانتهي فالولاء للوطن يستمر مدي الحياة مهما تغير الحاكم أو الوالي حيث إن الوطن باق والأشخاص زائلون. وقد تميزت ثورة 52 يناير التي رفعت أعلام مصر خفاقة ترفرف في كل أنحاء مصر وشاركها كل المصريين في كل بقاع البلاد ليصبح بذلك علم الحرية بألوانه المميزة الحمراء والبيضاء والسوداء ينتصفها نسراً يعبر عن المجد والفخار كما يشعرنا بوطننا الغالي مصر بتاريخها وحضارتها الممتدة عبر سبعة آلاف عام. وإن كان هذا المظهر يدل علي أن شباب الثورة وعي التاريخ واستنفر الولاء للوطن بديلاً عن الأشخاص فإنهم أعطونا المثل الذي يجب أن نتمسك به.. فالإنسان مهما عظمت قيمته وتاريخه لن يساوي شيئاً بجوار الوطن وتاريخ الأجيال التي كافحت تحت راية النصر وعلم مصر والبعد الآخر بعداً مادياً فكم تتكلف الدولة في حالة تغيير صورة الحاكم خاصة بعد أن أصبح يحكم لمدة أربع أو ثماني سنوات فقط.. أليس هذا إهداراً للمال ومن يتحمله الحاكم أم الدولة.. وأتذكر هنا ما فعله بعض الفراعنة حيث كان يتولي أحدهم الحكم ويطمس صورة من سبقه في كل المعابد حتي لو كان والده أو شقيقه. إننا اليوم نعيش ثورة هبت حباً وولاءً لمصر ورفعت العلم المصري ولاءً وإزالة صور الرئيس السابق في كل المحافل.. لذلك أري تغيير الأسلوب السابق اتباعه بوضع صورة رئيس الدولة في جميع الإدارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية وتستبدل بوضع صورة العلم المصري في شكل وبرواز وحجم يتولاه المختصون ليكون موحداً في شتي الأماكن كما يتم تحديد حجم العلم الذي يرفع علي المباني المختلفة علي أن يتم التأكيد الدائم بسلامته وشكله المميز ولا يقبل بأي شكل من الأشكار أن يكون ممزقاً أو متسخاً لأنه شعار وطني لمصر كلها والفكرة أعتقد أنها ليست بغريبة، ففي زياراتي لبعض الدول المختلفة لم أر صورة رئيس الدولة معلقة في المكاتب ولكن يستخدم علم الدولة، وفي بعض الدول يتم استخدام العلم برفعه علي المباني وعلي العربات ومن نوافذ المنازل خاصة في الأعياد القومية والمناسبات المهمة.. وقد استطلعت رأي الكثيرين في هذا الخصوص ووجدت منهم قبولاً ويمكن استطلاع رأي الجمهور بوسيلة أو أخري حول هذا المفهوم فإن لاقي القبول فليكن وحينئذ يصدر مرسوم بقانون يحدد شكل وحجم العلم داخل برواز محدد المقاييس والألوان حتي يكون موحداً للجميع في كل المكاتب، ويصبح بذلك رمز الولاء علم مصر وليس صورة شخص.