الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وصف تصفية أسامة بن لادن ب»الانتصار العظيم لأمريكا بعد نحو عشر سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر 1002«. وأضاف »بوش« قائلا في بيانه الذي أصدره فور سماعه بالنبأ الجلل مساء الأحد الماضي »إن هذا الإنجاز الرئيسي هو انتصار لأمريكا وللشعوب المؤمنة بالسلام ولكل الذين فقدوا أقارب أو معارف في تلك الهجمات الإرهابية، وهو ما يتطلب التهنئة للرجال والنساء في أجهزتنا المسلحة والمخابرات الذين نذروا حياتهم لهذه المهمة«. ما لم يقله »بوش« وإن تمني قوله إن هذا الانتصار المذهل لم يكن يتحقق إلا لأنه أي الرئيس الأمريكي السابق أمر بغزو أفغانستان، بعد شهر واحد من هجمات 11 سبتمبر، لتطهيرها من عصابات وجماعات وقيادات »القاعدة« و»طالبان« انتقاما منهم وثأرا لأرواح نحو ثلاثة آلاف من الأمريكيين ضحايا تلك الهجمات الإرهابية. حقيقة أن »بوش« لم يقض علي الإرهاب، ولم يقبض علي »بن لادن« رغم آلاف الأطنان من المتفجرات التي أسقطتها قواته علي كل شبر من أرض أفغانستان خلال سنوات فترتي إقامته في البيت الأبيض، لكن حقيقة أيضا كما يتصور بوش أن قرار الحرب علي الإرهاب، بدءا بأفغانستان، استمر ساريا حتي اليوم. ولولا اقتناع الرئيس الحالي باراك أوباما بأهمية وحتمية تلك الحرب لما أبقي عليها، ولما تمت تصفية أسامة بن لادن داخل غرفة نومه بالقرب من العاصمة الباكستانية! الرئيس الأمريكي السابق ليس وحده الذي يريد أن ينوبه من الانتصار جانب. فهناك نائبه ديك تشيني الذي كان المخطط الأول لكل الحروب التي شنتها الولاياتالمتحدة خلال سنوات حكم بوش وتفرغ في السنوات القليلة الماضية لمحاولة تحسين صورته وصورة رئيسه بوش من خلال انتقاداته المستمرة لأداء إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما. وفاجأنا ديك تشيني أمس بسحب انتقاداته وسخريته من أوباما فور الإعلان عن قتل أسامة بن لادن وسمعناه يشيد بالإدارة الحالية، قائلا: »إن إدارة الرئيس أوباما تستحق التحية والإشادة بالنجاح الهائل الذي حققته، ثأرا وانتقاما من زعيم الإرهابيين المسئولين عن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 1002«. ولا أعرف لماذا لم يوجه »تشيني« التحية أيضا لبوش ولنفسه علي مبادرتهما بغزو أفغانستان ومطاردة الإرهابيين في عقر دارهم وآخرهم زعيمهم أسامة بن لادن الذي قتل مساء الأحد وألقوا بجثته في قاع المحيط؟! الأمريكيون يقيمون الأفراح والليالي الملاح تصفيقا وتهليلا لقتل عدوهم الأول، وسبق أن رصدوا مبلغ 05 مليون جنيه لمن يدلهم علي مكانه لاصطياده حيا أو ميتا.. انتقاما وثأرا لقتلاهم ضحايا هجمات سبتمبر 1002. وأطرف ما قرأته بهذه المناسبة أن أستاذ علوم أمريكياً يدعي: »جاري ويدي« كان قد أطلق لحيته حزنا علي قتلي هجمات 11 سبتمبر، وأقسم علي عدم حلقها إلا بعد القبض علي بن لادن. والتزم جاري ويدي بقسمه ما يقرب من عشر سنوات، فطالت لحيته وهبطت إلي منتصف صدره، وأصبحت تنافس لحية بن لادن نفسه! ونقلت وكالات الأنباء تفاصيل الحفل الذي أقامه »جاري ويدي« في شقته مع أفراد أسرته وجيرانه ليشهدوا قيامه بحلق لحيته لأول مرة منذ الثاني عشر من سبتمبر 1002 بعد أن انتهي مبرر اطلاقها!