جنبا إلي جنبا.. هكذا هو الشعار والروح التي تجمع علاقة مصر والسعودية.. شهدت المنطقة العربية في الفترة الأخيرة بعض التغييرات الاستراتيجية والتحالفات السياسية وكانت الشقيقتان علي موعد بأن يكونا في صف واحد من جديد. ولم يختلف الأمر بين الصعيد السياسي والصعيد الرياضي ما بين ليلة وضحاها أصبح اللاعبون المصريون علي مشارف الأندية السعودية.. فبعد كهربا وعبد الشافي أصبح الحضري ومصطفي فتحي ضيوفا جديدا علي الكرة السعودية. يري مراقبون لدوري المحترفين السعودي أن هناك 3 أسباب رئيسية دفعت مسئولي أندية المملكة بتوجيه دفتها نحو ضم اللاعبين المصريين لتدعيم صفوفها استعداداً للموسم الكروي الجديد خاصة في ظل العلاقات الطيبة والحميمية بين الشعبين يأتي في مقدمتها التألق اللافت للنظر للثنائي محمد عبد الشافي ومحمود عبد المنعم » كهربا » خلال الموسمين الماضيين، حيث قاد الأول فريقه أهلي جدة للتتويج بالثنائية التاريخية الدوري والكأس بالموسم قبل الماضي في حين أبدع الثاني في الموسم المنقضي مع اتحاد جدة باحتلاله وصافة هدافي الدوري بتسجيله 16 هدفاً وصناعة العديد من الأهداف وإحرازه لهدف » الإتي » الوحيد في مرمي النصر ليتوج عميد الأندية السعودية بلقب كأس ولي العهد السعودي.. كما أشار المراقبون إلي أن كهربا صنع حالة كبيرة من الود بينه وبين الجمهور الاتحادي وجماهير الفرق السعودية الأخري ولعل أبرزها موقفه الرائع عبر قيامه بتقبيل رأس جندي سعودي خلال حفل تسليم فريقه جوائز الفوز بكأس ولي العهد مما خلق صورة إيجابية للاعب المصري بصفة عامة في ملاعب المملكة. وأضاف المراقبون أن هناك سبباً رئيسياً آخر جعل اللاعب المصري في مقدمة اهتمامات الأندية السعودية للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية وهي » تعويم الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخري»، حيث تراجع قيمة الجنيه كثيراً مقابل الريال السعودي، الأمر الذي دفع مسئولي أندية دوري المحترفين لتفضيل التعاقد مع لاعب مصري صاحب إمكانيات فنية وبدنية عالية بمبلغ بسيط عن الحصول علي خدمات لاعب إفريقي أو لاتيني وغيره من الجنسيات الأخري في ظل تسعيرتهم المرتفعة والتي قد تصل إلي 3 ملايين دولار، في حين أن قرار التعويم جعل من اللاعب المصري أفضل فنياً وأقل من الناحية المادية... مشددين في الوقت ذاته علي أن هناك سبباً ثالثاً وأخيراً وهو قرار الاتحاد السعودي للعبة في السماح للأندية بدايةً من الموسم الجديد بالتعاقد مع 6 محترفين بدلاً من 4 لاعبين ومن بينهم محترف آسيوي كما كان يسري في السابق، بالإضافة إلي منح الفرصة للأندية الأخري في ضم حراس مرمي أجانب، يُجدر بالإشارة إلي أن قرار الاتحاد السعودي جاء في ظل ارتفاع أجور اللاعبين السعوديين ومطالبهم المالية المبالغ فيها. وفي سياق متصل، أوضح المراقبون أن الأندية السعودية باتت تهتم بالتعاقد مع لاعبين عرب أكثر من ضم محترفين أجانب نظراً لكونهم باتوا الأكثر فائدة عن الآخرين في ظل ظهورهم بمستويات فنية متميزة خلال المواسم الأخيرة فبخلاف اللاعبين المصريين هناك المحترفون السوريون في مقدمتهم عمر السومة مهاجم أهلي جدة ومواطنه عمر خربين هداف الهلال حامل اللقب في الموسم الماضي.. كما ألمحوا إلي أن عدد المحترفين المصريين في الدوري السعودي مرشح للازدياد في الموسم المقبل ولن يتوقف عند 4 لاعبين فقط وهما عبد الشافي وكهربا والثنائي المنضم حديثاً للتعاون السعودي حارس مرمي وادي دجلة ومنتخب مصر المخضرم عصام الحضري ونجم الزمالك الصاعد مصطفي فتحي، مؤكدين أن هناك عدداً مماثلاً من اللاعبين المصريين قد ينضمون لرفاقهم في دوري المحترفين خلال الميركاتو الحالي في ظل إبداء أندية سعودية أخري اهتمامهم بالتعاقد مع ثنائي قلب دفاع المنتخب القومي الأول علي جبر لاعب الزمالك وثنائي الأهلي أحمد حجازي وأحمد فتحي وغيرهم من اللاعبين الآخرين. و قال المراقبون إن مفاوضات الأندية السعودية مع اللاعبين المصريين ستستمر حتي الأول من أغسطس المقبل، مؤكدين أن هناك أندية أخري بخلاف الأربعة الكبار الهلال وأهلي جدة والاتحاد والنصر سيدخلون علي خط الصراع علي ضم محترفين مصريين في مقدمتهم الفيحاء وأحد ممثل المدينةالمنورة، خاصةً الأخير الذي يرغب في تدعيم صفوفه بمهاجم صريح وحارس مرمي جيد ومركز الظهير الذي تعاني منه وبشدة معظم فرق المملكة.. مشددين علي أن البطولة العربية للأندية التي ستقام في مصر بمشاركة فريقي الهلال والنصر السعوديين ستكون فرصة أكبر لاصطياد لاعبين مصريين آخرين وفتح عيون الفرق السعودية الأخري علي اللاعبين المتميزين. وبالنسية لتأثير قرار الاتحاد السعودي علي السماح بعدد أكبر للمحترفين في البطولة المحلية عن ذي قبل، أكد المراقبون أن هذا القرار صائب ولن يؤثر بالسلب علي مستوي منتخب » الأخضر» السعودي بل بالعكس سيزيد من خبرات لاعبين وحراس مرماه عندما يحتكون بهذا الكم الهائل من المحترفين ومعظمهم من اللاعبين الدوليين وأصحاب خبرات كبيرة داخل المستطيل الأخضر.. مشيرين إلي أن قرار زيادة عدد المحترفين في منظومة كرة القدم السعودية بشكل عام علماً بأن هذا القرار هو من صنع مجد وجماهيرية الدوري الإنجليزي الأقوي في العالم إلي وقتنا هذا. وعلق المراقبون علي غضب جماهير الشارع الكروي المصري من قرار انتقال مصطفي فتحي للتعاون السعودي بدلاً من احترافه في دوري أوروبي قوي نظراً لامتلاكه قدرات كبيرة تؤهله لذلك مما سيعود بالنفع علي المنتخب المُلقب ب » أحفاد الفراعنة »، حيث ألمحوا إلي أن فريق التعاون نادٍ جماهيري يقع في منطقة القصيم ولعب في بطولة دوري أبطال آسيا لأول مرة بالموسم الماضي ويطمح خلال الموسم الجديد للمنافسة علي حصد الألقاب والبطولات، علاوةً علي أنه يمتلك مديراً فنياً يُدعي جوزيه جوميز ويعتبر من أفضل 10 مدربين في البرتغال حالياً. وبالنسبة لإمكانية التعاقد مع مدربين مصريين يري المراقبون أن المدرب المصري تراجعت أسهمه بشدة في الخليج بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة وأصبح المدرب التونسي رقم 1 في سوق المدربين ويرجع سبب تراجع المدرب المصري للتجارب غير الناجحة في التدريب خارج مصر وأصبح الاعتماد علي المدرب المصري مقتصرا علي دوري الدرجة الأولي السعودي أو فرق الشباب في أندية دوري المحترفين.وأضاف المراقبون أن وجود اللاعبين المصريين في الدوري السعودي سيفتح الباب مجددا أمام المدربين المصريين المتميزين أمثال حسام حسن وإيهاب جلال. وعن تفريغ الدوري المصري من نجومه لصالح دوري المحترفين السعودي، يري المراقبون أن ذلك لن يضر بالكرة المصرية وأنه سيعود بفائدة إعادة اكتشاف مواهب أخري في الدوري المصري وتصعيد عدد كبير من اللاعببن الناشئين وأضاف المراقبون أن الدوري السعودي فرصة تسويق جيدة للاعبين المصريين للانتقال للدوريات الأوربية. وبالنسبة للجالية المصرية الأكبر في السعودية، أوضح المراقبون أن الجمهور المصري سيتواجد بقوة في المدرجات بعد التعاقدات العديدة مع نجوم الكرة المصرية والذي يود الجمهور متابعتهم عن قرب خاصة أن الجمهور المصري من المشجعين الشغفين للساحرة المستديرة.