ما أشبه الليلة بالبارحة رغم مرور ما يزيد علي 03 عاما الحدث: نصر أكتوبر 3791 الاقتصاد: مصر في حاجة إلي مشروع مارشال تكلفته 21 مليار دولار لدعم اقتصادها. المكان: جولة للرئيس الراحل أنور السادات إلي الدول العربية لتدبير موارد هذا المشروع خاصة أن مصر تحملت مئات المليارات وآلاف الشهداء في الدفاع عن الأمة العربية واستعادة كرامتها. الحالة: لم يصل إلي مشروع مارشال أية مبالغ تذكر بل كانت وعود باستثمارات ضعيفة القيمة علي أن اختيار المشاريع والانفاق عليها من خلال الدولة الممولة. الجواب: رفضت مصر الوصاية عليها في القيام بواجباتها نحو أبنائها فما تطلبه من الاشقاء يعد زهيدا أمام ما قدمه الشعب المصري من تضحيات من أجل أمته، كما أن أسعار البترول ارتفعت إلي القمة في هذا الوقت وأصبحت أضعاف أضعاف ما كانت عليه قبل حرب 37 وبالتالي فنحن أصحاب حق. اليوم أشاهد الحدث يتكرر مرة أخري فبعد قيام ثورة 52 يناير وهي لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر فكلاهما ضد الأعداء. والفساد الذي يعد أشرس أنواع العداء وها هي مصر تقع في نفس الموقف الاقتصادي المتأزم وفي حاجة إلي مشروع مارشال بنفس رأس المال الذي اقترحه السادات من قبل وهو 21 مليار دولار خاصة بعد تراجع النمو إلي درجة متدنية وانخفاض الاحتياطي لمواجهة هبوط الجنيه المصري وارتفاع الدين العام إلي ما يقرب من اجمالي الناتج المحلي وهذه كلها مؤشرات خطر تنبئ بانهيار الاقتصاد المصري فإذا أضفنا عيوبنا التي تتمثل في ترك العمل والتفرغ للمطالب الفئوية مما أدي إلي غلق نصف المصانع وتعطل النصف الآخر عن الإنتاج بكامل طاقته حتي هبط الإنتاج إلي النصف مع تراجع السياحة والتي من المتوقع أن يستمر فترة طويلة لوجود بعض الشوائب الممثلة في البلطجة والاحتجاجات وغلق وقطع الطرق التي تسبب عدم الاستقرار في الشارع المصري وعدم عودة الأمن بشكله الكامل وبالتالي سينعكس هذا الوضع المتفاقم علي الاستثمار سواء المحلي أو العربي أو العالمي مع انخفاض تحويلات المصريين سنجد أنفسنا بين مطرقة الداخل المضطرب وسندان العالم من حولنا. وحتي لا نكرر تجربتنا السابقة مع مشروع مارشال الأول الذي لم ينفذ يتطلب الأمر تهيئة المناخ اللازم لأي مشروع من أمن واستقرار وتحفيز الناس للعودة إلي دروب العمل حتي نستطيع تخفيض عجز الموازنة الذي من المنتظر وفقا للمعدلات الاقتصادية أن يتجاوز ال 01٪ إذا استمر الوضع علي ما هو عليه. وأيضا حتي لا نضطر كما هو الحال الآن إلي إصدار أذون خزانة بفائدة عالية لفترة قصيرة سواء بالدولار أو الجنيه في محاولة مؤقتة لتوفير سيولة نقدية لتلبية الاحتياجات المطلوبة مما يسبب عبئا اضافيا علي الدولة. هل لنا أن نستعيد الإرادة المصرية والعزيمة القوية للمواطن المصري الذي يعرف معدنه الأصيل وقت الشدة والذي قام بثورته المجيدة لخلع نظام فاسد ظل جاثما علي انفاس الوطن ثلاثين عاما للخروج من هذا المأزق وتقديم صورة تليق بوضعنا العربي والعالمي علي الساحة الاقتصادية. وهنا فقط سيأتي لنا مشروع مارشال وغيره دون أن نطلب ذلك لأن الاستثمار في مصر مثل البحث عن الذهب.