والطاعة المطلقة للحاكم - أيضا- ليست موجودة في الاسلام..فقد كانت أولي كلمات سيدنا أبو بكر الصديق أول خليفة لسيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم: اني وليت عليكم ولست بخياركم، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيت فلا طاعة لي عليكم. وسار علي نهجه بقية الخلفاء الراشدين وهم من هم في الاسلام،رفضوا أن يستعبدوا الناس باسم الاسلام، وكانوا يستطيعون ذلك، فما بالنا نحن الشعوب العربية والذين يدين معظمنا بالاسلام، رضينا بأن يستعبدنا حكامنا لعشرات السنين.. ألهناهم وعبدناهم حتي صدقوا أنهم آلهة بالفعل..يأمرون فيطاعوا ويستأثرون لأنفسهم بكل شيء.. أما الشعوب فليس لها الا الفتات وعليهم أن يحمدوا الله علي ذلك شاكرين لأسيادهم.. لقد كان الشعب المصري أحد هذه الشعوب المقهورة، عاش في الذل والهوان ما يقرب من الستين عاما..يعيش أيامه ولياليه دون أي أمل في الغد.. ومن أين له هذا الأمل وحكامه يحكمونه بالحديد والنار.. يراقبونه ويعدون عليه أنفاسه ويسلبونه أي رغبة في الحياة، حتي بات الخلاص منهم معجزة لا يقدر عليها الا الله سبحانه وتعالي.. وبالفعل رأف الله بمصر وشعبها.. فحقق لها هذه المعجزة ومكنهم من القيام بالثورة المجيدة وكتب لها النجاح..ليعود الحق السليب الي أهله وليذهب الحكام الي مصيرهم المحتوم غير مأسوف عليهم.. »وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا«، لذلك يجب أن نتعلم من هذا الدرس، يجب ألا نسمح أبدا بتكرار الماضي، يجب أن نستوعب أن العهد الجديد قد بدأ في مصر ولن يزول، شمس الحرية سطعت ولن يستطيع أي حاكم اطلاقا كائنا من كان أن يطمس ضياءها.. ويجب أيضا أن نثبت أننا جديرون بهذه الحرية..والتي من أولي ركائزها الشعور بالمسئولية والكرامة.. فلا يوجد أحرار يمدون أياديهم للغير لطلب الطعام.. ان علي الأحرار أن يأكلوا من كدهم ومن صنع أيديهم، وعليهم أيضا أن يعملوا ليل نهار ليعوضوا السنين السوداء التي ذهبت الي غير رجعة، لا ينبغي اطلاقا أن نضيع الوقت هباء، وكفانا ما ضيعناه منذ قيام الثورة المجيدة وحتي الآن في الاحتجاجات الفئوية والمهاترات بين أصحاب الفكر والمذاهب المختلفة.. مصر لا تتحمل تضييع الوقت لأكثر من هذا، يجب أن ننهض بمصر النهضة التي تليق بها وكما أكرمنا الله بهذه الثورة العظيمة يجب أيضا أن نصونها حق الصيانة حتي لا تتحول الي فوضي عارمة كما يريد لها أعداؤها.. نحن في مفترق طرق وعلينا أن نكون أو لا نكون.. بعد مصرع نجل القذافي وثلاثة من أحفاده هل آن له الاوان ليعي الدرس جيدا، ويفهم أن استخدام لغة الحديد والنار مع الشعب لا تجدي وأن القهر والطغيان مهما طال لن ينقذه من مصيره المحتوم طالما هب الشعب الليبي من غفوته.