• في سطور الأمس عشنا رحلتنا مع المشاهير من نجوم الفن واليوم نعود من رحلتنا الفارهة علي شواطئ الساحل والجونة والغردقة وشرم الشيخ لنخوض رحلة أخري لكن هذه المرة وسط الغلابة من أبناء الوطن لننقل فرحتهم البسيطة.. ونعيش معهم أجواء مختلفة في إجازة العيد.. الرحلة مليئة بالكنوز.. هنا تجد الضحكة دون تكليف.. سعادة بلا قيود.. الكل يتحرك علي طبيعته.. لا أحد يشغل عقله بقواعد ما يعرف ب »الإتيكيت».. ابتسامات تعانق عنان السماء وتتخطي كل الحدود.. فرحة تنتصر علي الهموم والمشاكل والتحديات.. ضحكة تكسر دموع الأيام وتحقق معادلة لن تجدها سوي في وجوه نعرفها جميعا، نعيش معها، نراها في الشارع وفي العمل وفي الحدائق وعلي الشواطئ فهم يمثلون الجزء الأجمل في حياة المصريين لأنهم يقدمون الدعم بلا هدف والمساعدة بلا غرض أو بحث عن منصب أو حجز مكان ضمن مقاعد الكبار.. لا يبحثون عن الشهرة ولا يعرفون طريقا لها. »أخبار الناس» تعيش مع الغلابة لتنقل واقع فرحتهم بالعيد وكيف يقضون ساعاتهم في الاحتفالات بإجازة العيد. الغلابة والبسطاء كالمعتاد اختاروا أن يقضوا فرحتهم بليالي العيد علي شواطئ أقل تكلفة فهم لا يبحثون سوي عن مكان يحتضن فرحتهم فقط.. وهنا كانت شواطئ الإسكندربة هي الحضن الدافئ للغلابة في العيد.. عروس البحر استقبلت فرحتهم، حبات الرمال رسمت الضحكة علي وجوه أطفالهم بتكلفة يقدرون عليها.. الشواطئ كاملة العدد.. أعداد غفيرة ربما ليس هناك مكان لقدم ولكن الكل سعيد والفرحة تغمر الجميع لتؤكد بساطة هؤلاء.. الأطفال يلعبون في المياه وكأنهم ملكوا الدنيا بما فيها فلا أحد يستطيع كسر فرحتهم.. الأسر حضرت بمائدة الأكل الأكثر شعبية في الشارع المصري والتي تحتضن الرنجة الأكلة الرسمية في العيد داخل معظم البيوت المصرية. رحلات اليوم الواحد البعض لا يملك القدرة علي الإنفاق علي رحلة مصيفية فيبحث عن رحلة ليوم واحد فقط يخطف من خلالها ساعات من الفرحة يحاول اختلاسها وسط عائلته البسيطة التي يمثل هذا اليوم بالنسبة لها أسابيع وشهوراً رغم أنه لم يتخط ساعات معدودة.. رحلات اليوم الواحد لا يحتاجون فيها سوي القليل من الطعام والشراب.. شباب يتحدون البطالة علي الشواطئ يحاولون جني قليل من المال في موسم الصيف.. يتغنون وسط الحضور، يهتفون بكلمات قليلة يحاولون من خلالها الترويج لبضاعتهم من الفريسكا التي تعتبر حلوي الغلابة علي البحر. مراجيح بلا تكنولوجيا بعيدا عن الشواطئ داخل الحدائق العامة التي تقدم خدماتها لهم بأسعار رمزية يجتمع البسطاء في أجواء أخري للسعادة والفرحة باستقبال أيام العيد.. لا يعرفها غيرهم، فهم يعتبرون الحدائق ملكا لهم، يسعون لخطف ضحكة من القلب.. ألعاب تقليدية وبسيطة ولكنها بالنسبة لهم تمثل الدنيا بما فيها فهم لا يملكون غيرها ولا ينظرون لأكثر منها لأنهم يحملون بين صدورهم كنز القناعة الذي لا يفني أبدا.. أطفال تعتلي المراجيح والضحكة تعتلي وجوههم وآخرون يساعدونهم، فهنا لا وجود للتكنولوجيا فالأمر ليس كما يتخيل البعض ولكنه يحمل لهم المتعة التي ربما حرم منها أصحاب الأموال والنفوذ. كامل العدد الذهاب إلي الكورنيش هي إحدي الرحلات اليومية التي تحتضنها قائمة الغلابة والبسطاء في العيد.. يذهبون إلي هناك في كل المحافظات ليس في القاهرة فقط، يحاولون استنشاق هواء بطعم مياه النيل العذبة التي تمنحهم الصلابة والعزيمة وراحة البال.. يلقون بكل همومهم.. يشكون له ويتحدثون معه.. يكتبون بدايات لقصص من الحب يكون هو الشاهد عليها يرون منه الصديق الأقرب في احتضان فرحتهم علي مدي أيام العيد فتري الكورنيش في القاهرة والأسكندرية والمنيا ومطروح وأسوان والأقصر كامل العدد علي مدي أيام العيد لأنه كما يقولون "فسحة بالمجان". يا مراكبي غني معانا محطة أخري جديدة في قاموس فرحة البسطاء مع انطلاق أول أيام العيد وهي الرحلات النيلية التي تتأهب لاستقبال الشباب والكبار والصغار الذين يبحثون عن رحلة في النيل بقليل من الجنيهات ورغم قيمة المجازفة والمخاطرة يبحثون عنها فهم لا يملكون غيرها.. ساعات يقضونها في عالم آخر ينتصرون فيه علي أوجاعهم بالغناء والرقص مع المراكبي فهو بالنسبة لهم قبطان الرحلة الذي يحقق كل أحلامهم في العيد.