ندا : الحمد لله اكتملت فرحتي وسأتزوج في العيد هدي : أدخلتم السعادة الي قلبي وقلب امي آيه: النهارده فرحي ياجدعان مما لاشك فيه ان انكسار القلب يسبب نوعا من المرارة الممزوجة باليأس، خاصة إذا كان قلب فتاة في عمر الزهور، علي وشك الزواج، رحيل الاب يقصم ظهرها، ويفقدها الاحساس بالامان، فلا سند لها في الحياة .. اليتم يحزنها ويؤلم مشاعرها، منذ الصغر، وعندما تكبر يزداد شعورها بالمرارة والاحساس ، وكلما تكبر، تزداد المعاناة، وفي قمة فرحتها عندما يأتي العريس يقف الفقر حائلا دون اتمام الزفاف بسبب الظروف الاقتصادية وضيق ذات اليد، ليلة القدر قررت ادخال الفرحة علي قلوبهن بمساعدة »02 عروسة» في شراء الادوات الكهربائية لاتمام الزفاف، حتي لا يحول الفقر الفرحة الي مأساة.. خطابات عديدة وصلت الي ليلة القدر.. كتبت بمفردات قاسية تدمي القلوب، حاولت كل عروس في خطابها أن تروي قصتها .. كانت معظم الامهات تفكر في شراء تلك الأجهزة بالتقسيط وتكتب علي نفسها كمبيالات وشيكات، الا أن عدم قدرتهن علي الالتزام بالسداد يهدد بدفعهن لقضاء عدة سنوات خلف القضبان، وساعتها لن تعرف العروس اي معني للسعادة. غمرت الفرحة قلوبهن .. وتعالت الزغاريد والضحكات إحتفالا بزفاف العرائس.. فزينت الشوارع بالألوان والأنوار.. ودموع الفرحة تنهال من عيون أمهاتهن لرؤية بناتهن عرائس بالفستان الابيض في ليلة العمر .. 20 عروسا تتوج في ليلة العمر بعد ان تأجلت فرحتهن أكثر من مرة بسبب الفقر وضيق حال الأهل الذين لا حول لهم ولا قوة .. فقامت جمعية مصطفي وعلي امين الخيرية بصرف مبلغ 200 الف جنيه ل 20 عروسة ولكل منهم 10 آلاف جنيه لمساعدتهن في إتمام زفافهن عقب عيد الفطر المبارك وتحقيق احلامهن واحلام امهاتهن برؤية بناتهن عرائس في ليلة العمر .. سعاد.. أول الفرحة توفي والدها منذ عشر سنوات، وترك ثلاث فتيات صغيرات، ومعاشا قدرة 717 جنيها، وتولت الام كل اعباء الحياة، في دنيا شديدة القسوة، سعاد لم تأخذ من اسمها شيئا، ولكنها أخذت الشقاء والبؤس ، وما اقساها أيام اليتم التي عاشتها، رغم محاولات الأم المضنية حتي تدخل الفرحة الي قلوبهن وتلبي احتياجاتهن قدر المستطاع.. عندما كبرت سعاد، وانهت دبلوم التجارة، اعجب بها احد جيران خالتها، وفي سرعة البرق انتهي كل شيء الخطوبة وعقد القران، وتم الاتفاق علي اتمام الزفاف في اقرب وقت، وظنت الام أنها سوف تستطيع أن تفي بالتزاماتها، فهي اول فرحتها،ولكن كل الذي استطاعت القيام به هو شراء الاشياء الصغيرة بالتقسيط عن طريق جارة لها، وجاءت المشكلة الكبري في الاجهزة الكهربائية، مع انتهاء العريس من تجهيز شقته بدأ يلح علي ام العروس بالاسراع في اتمام عملية الزفاف، وكانت الام تعود كل مرة من لقائها بالعريس أو والدته لتغلق الباب علي نفسها وتبكي، ورغم الفرحة المؤقتة الا أن تلك اللحظات سرعان ما تتبدل، عندما تغلق الاسرة الصغيرة عليها بابها، وتتراكم الهموم وتتذكر عدم قدرتها علي شراء ولو جهاز واحد من الاجهزة الكهربائية. كانت الام علي يقين بأن الله كبير، وانه لن ينسي عبده، وان دعواتها بالستر لبناتها سوف تستجاب، أرسلت خطابا الي ليلة القدر وهي علي يقين من اننا سنستجيب لها.. وبالفعل وجدتنا ندق علي بابها لنخبرها بأن كل الادوات الكهربائية التي تحتاج اليها سعاد سيتم شراؤها، لم تصدق نفسها، وجرت علي بيت اختها لكي تخبر اهل العريس بأن الفرج جاء من عند صاحب الفرج وان الزفاف يمكن ان يتم علي العيد، وعادت مسرعة الي بيتها، لتأخذ أولادها في حضنها، خاصة ابنتها سعاد، والتي رأت ولاول مرة منذ فترة طويلة ابتسامة علي وجه أمها لم ترها منذ زمن طويل.. حكاية التوأم عندما توفي الاب وكان يعمل في محل عصير وترك وراءه توأما بنتين تشبهان القمر في ليلة تمامه، كان ذلك عام 1993، وعلي امتداد تلك السنوات الطويلة قامت الام الصعيدية بالنزول الي سوق العمل، ومع معاش الضمان الاجتماعي والبالغ قيمته 387 جنيها، ادارت الام حياتها، محاولة ان »تحوط» علي بناتها، وحاولت علي قدر المستطاع أن تلبي طلباتهن. كبرت مروة وتوأمها، ولحبها للزراعة التحقت بمدرسة الزراعة قسم ألبان ، واجادت صناعة الجبن والزبادي، وظنت الام أن الحياة قد ابتسمت لها بعقد قران ابنتيها وفلذة كبدها، وتشاء الاقدار ان تسقط علي الارض في مطبخ العائلة التي كانت تعمل لديها، وتترك العمل لتجري جراحة في قدمها، وينقطع الدخل الذي كانت تضع عليه كل امالها في تجهيز العروستين. كانت مروة قد عقدت قرانها منذ عامين، وفي كل مناسبة يطلب العريس تحديد موعد للزفاف وتطلب الام ان يمنحها مهلة، وتكرر طلب المهلة، حتي قرر اهل العريس ضرورة اتمام الزفاف في عيد الفطر المبارك. لم تعرف ام مروة كيف عادت الي بيتها، وظلت طوال طريقها للعودة وقد هاجمتها الهواجس والافكار السيئة، خاصة انها تدرك أن اهل العريس تحملوا الكثير بسبب التأجيل، ومن حقهم أن يفرحوا بابنهم بعد أن جهز كل شيء، ولم يتبق الا أن تفي الام بما تم الاتفاق عليه، وشراء الاجهزة الكهربائية، كانت في كل مرة تأخذ ابنتيها وتذهب الي السوق لمعرفة الاسعار، ليعدن بخيبة أمل كبيرة، وكثيرا ما كانت تستيقظ من النوم علي بكاء التوأم، وكل الذي كانت تقوله لهن، ربكم كبير، وربكم لا ينسي احد.. كتبت الاخت خطابا الي ليلة القدر، لم تشر فيه الي انها ايضا قد عقد قرانها، ولكنها تحدثت عن توأمها، متمنية ان نستجيب لها، وان ندخل الفرحة الي قلب نصفها الاخر، ولم تصدق الام والابنتان سرعة الاستجابة عندما قمنا بدق باب شقتهن المتواضعة، واخبرناهن بأننا ليلة القدر، وقد جئنا لكي نحقق امنية الاخت لاختها. سقطت مروة مغشيا عليها غير مصدقة بأن حلمها في اتمام الزفاف تم انقاذه، وان الله كبير ولا ينسي عبده كما كانت تقول امها دائما، وان الأجهزة الكهربائية سوف تأتي ومن ثم سوف يتم زفافها، متمنية لتوأمها الخير والسعادة والفرح مثلما فعلت معها. صانعة المخلل لم تر ندا والدها، ومنذ نعومة اظافرها وهي تسمع عباراة اليتيمة، والتي تجعلها كثيرا ما تبكي بينها وبين نفسها، كان والدها يعمل مبيض محارة، وتوفي عقب اجرائة عملية قلب مفتوح وكانت تبلغ من العمر عامين، وهو ما جعلها تتذوق طعم اليتم مبكرا، خاصة في عيون اقرانها في المدرسة، وخلال مراحل تعليمها الثلاث، إلي ان انتهت دراستها وحصلت علي دبلوم تجارة. كانت الاسرة تحصل علي معاش ضمان اجتماعي يبلغ 360 جنيها،وحاولت الام ان تساعد نفسها وبنتيها بعمل »تربيزه» امام البيت الذي تسكن فيه في منطقة بولاق الدكرور، تبيع عليها المخلل والصابون السائل، وحاولت قدر المستطاع تلبية احتياجات ندا وشقيقتها سمر الطالبة بالصف الاول الثانوي، ولكن بعد عقد قران ندا شعرت الام بالضيق لعدم قدرتها علي استكمال جهاز ابنتها، وشراء ما عليها من جهاز وهي الاجهزة الكهربائية. فكرت في أن تقوم بشرائه قطعة تلو الاخري، وقالت المهم البوتجاز وكلما وفرت مبلغا من المال وتوجهت للشراء وجدت السعر قد ارتفع، فتعود وهي تجر خلفها ذيول الخيبة، وكانت تحاول الا تظهر لبناتها ما بها من ضيق خاصة ندا، والتي كانت تشعر بها عندما تنظر الي عينها، ولكن لااحد منهما يفاتح الاخر في اسباب الحزن الذي يسكن أعينهما. طلب منها العريس ضرورة الانتهاء من الامور المعلقة والزفاف عقب شهر رمضان المبارك، فلقد انتهي من العفش والشقة، وأنه سوف يقبلها بأي شيء المهم أن يتم الزفاف. وقعت الكلمات بكل قسوة علي الام، فكيف لها أن تكسر قلب ابنتها، ولا تتمكن من تجهيزها، وفكرت في التوجه الي محل الاجهزة الكهربائية الذي يبيع بالقسط، ولابد من أن تكتب شيكات علي نفسها وايصالات امانة، ووقف عدم وجود ضامن حائلا، فالخوف من السجن جعل الضامن يرفض المجازفة، خاصة ان الحارة التي تسكن فيها تم سجن اكثر من سيدة، والضامن ايضا. رفعت الام يدها الي السماء بعد ان ضاقت من العباد، ودعت من كل قلبها بأن يساعدها الله ويرفع عن صدرها هذا العبء الثقيل، ولم تصدق الام بأن ابواب السماء كانت مفتوحة وان ليلة القدر تقف امامها لتسألها اين العروس التي تحتاج الي شراء الادوات الكهربائية، فاقسمت السيدة بأنها تشعر بفرحة تجعلها تطير من فوق الارض. سأكمل تعليمي توقفت هدي طالبة الثانوي الازهري طويلا امام كتبها الدراسية، وجلست لمراجعة احد دروس التفسير والتي كانت تتحدث عن ليلة القدر، وفضلها، وكيف أن الدعاء مستجاب بها، وكانت دائما تدعو الله عز وجل، ان يسهل لها زفافها وتستطيع شراء الادوات الكهربائية. فلقد توفي والدها منذ 15 عاما، ولم يترك الحزن الاسرة فلقد توفي اخوها البالغ من العمر 20 عاما العام الماضي، وكان يعمل في محل تليفونات لمساعدة اسرته، والتي لا تحصل الا علي 360 جنيها معاش ضمان اجتماعي. كان الاخ الراحل يساعد اخته بين الحين والاخر بمبلغ لكي تقوم بشراء بعض الاشياء التي تجهز بها نفسها، فلقد كان يشعر بأنه يقوم محل والدها، ولذا كان حزن الفتاة بوفاة اخيها شديدا، وشعرت انها تعرضت لليتم مرتين الاولي لوفاة والدها، والثانية لوفاة اخيها. وكان والدها يعمل سباكا، ولم يترك للاسرة اي شيء، وشقت الام حياتها وتحملت المسئولية، وكانت تظن بأن نزول ابنها الي سوق العمل سوف ينهي كل مشاكلهم، الا أن الموت كان اسرع منهم، فخطفه، وشعرت الام بأن الحائط الذي كانت تستند عليه قد انهار. . كانت علي يقين من ان الخالق لا يمكن أن ينسي خلقه ابدا تقدم لابنتها شباب وطلب يدها، ووافقت واشترطت العروس بأنها سوف تكمل تعليمها، ووافق الشاب، وتم الاتفاق علي الزفاف عقب نتيجة الثانوي الازهري، وفي غمرة الفرح نسيت الام.. كيف ستدبر ما تم الاتفاق عليه من الاجهزة الكهربائية. عندما ذهبنا الي هدي لنخبرها بأننا ليلة القدر وقد جئنا لكي نلبي لها طلبها بشراء الادوات الكهربائية من أجل اتمام الزفاف، كل الذي قالته »وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»، اللهم لك الحمد والشكر. عريس وبكالوريوس تجارة رغم أن عهود قد توفي والدها منذ 11 عاما كانت لا تزال تخطو أولي خطواتها في الحياة، الا أنها كانت قد عاهدت نفسها ووالدتها بأنها سوف تدرس وتجتهد في دراستها وتدخل كلية وتتخرج وتعمل، وتشيل عنها بعض الهم الذي حملته الام منفردة، فلقد توفي والدها الذي كان يعمل في محل علافة ولم يترك لهم اي شيء، الا »الهم» هي واختها التي ما زالت في الصف الثالث الاعدادي، وقد اجتهدت عهود وهي الان في السنة النهائية بكلية التجارة قسم محاسبة ومراجعة.. وتم عقد القران في اغسطس 2016 وتم الاتفاق علي اتمام الزفاف بعد التخرج في الجامعة. لم تتمكن الفتاة من الاجابة ونحن ندق باب البيت ونسألها عن عهود طالبة كلية التجارة والتي تستعد للزواج وارسلت برسالة الي ليلة القدر تطلب فيها مساعدتها، وتسمرت في مكانها، ولم تنقذها الا والدتها عندما رحبت بنا وأزاحت ابنتها من الطريق والتي جلست دون ان تقول كلمة واحدة، كادت الام بحركة غير شعورية ان تصرخ من شدة الفرح، وهو ما جعل ابنتها تفيق من صدمتها، وزاد الفرح للام وابنتها بعد أن عرفا بان ليلة القدر سوف تقوم بشراء الاجهزة الكهربائية لتزف عهود في الموعد الذي تم تحديده مع العريس ثالث ايام العيد الصغير. فرحة بائعة الخضار جلست الام امام » مشنات » الخضار بسوق الثلاثاء تمني النفس ببيع كل ما لديها من خضار ، علها تستطيع أن تكمل ثمن البوتجاز كأول شيء في الاجهزة الكهربائية من اجل اتمام زفاف ابنتها خلود والتي تركت المدرسة من اجل مساعدة امها في شئون البيت وتربية اخوتها، فالاسرة التي توفي الاب وترك خلفة ثلاثة ابناء لا تملك الي 450 جنيها معاشا اجتماعيا. كانت سيدات المنطقة يعرفن ام خلود وانها تربي ايتاما فيقومون بالشراء منها،كان الوصول الي خلود في سوق الثلاثاء بمنطقة شبرا الخيمة امرا يسيرا، ذهب الخوف الذي سيطر عليها ظنا منها باننا مباحث التموين وظلت تردد والله يابيه انا وليه غلبانه بجري علي يتما وعندي عروسة بجهزها، فقلنا لها ونحن ليلة القدر جئنا اليك من أجل تلك العروس، كادت المشنة التي تحمل فيها الخضار تسقط علي الارض ويضيع كل الخضار، الا أنها تمالكت نفسها وجلست في محاولة لالتقاط انفاسها، وبعد أن هدأت أخبرناها بأننا جئنا من أجل ان نوفر الأجهزة الكهربائية لخلود وحتي تتمكن من اتمام زفافها علي العيد كما وعدت ام العريس. ليلة القدر تتوج هدير بالزواج »أخيرا.. هلبس الفستان الأبيض زي باقي صديقاتي وجيراني »بهذه الكلمة عبرت هدير عن سعادتها وفرحها بمبادرة جمعية »مصطفي وعلي أمين» الخيرية لتجهيز العرائس والذي أصبح شراء الأجهزة الكهربائية للمنزل حائط صد منيعا بينهن وبين إتمام فرحتهن وأسرهن في الزواج.. فهدير عادت إليها البسمة من جديد وعينها تزداد بريقا ولمعانا إبتهاجا بمستقبلها.. فضحكة هدير الرقيقة عادت مرة أخري ترج أرجاء منزلها مثل العصافير التي تشدو وتزقزق فرحا بقدوم فصل الربيع الذي تنتظره من العام للعام وإختفت عنها ملامح الحزن والقلق التي سيطرت عليها منذ 7أشهر وطبعت علي وجهها الهم والأسي بسبب الحاجة والعوز الذي يرهق أعز النفوس لعدم قدرتها هي وأسرتها علي توفير الأموال المطلوبة لشراء الأجهزة الكهربائية للمنزل.. وتقول» هدير»إنهاسعيدة بتلك المبادرة الباسمة والتي تلقي الأمل والطمأنينة في قلوب رقيقي الحال الذين أرهقتهم الأسعار الجنونية بعد الإضطراب الذي شهده سعر الدولار وأثر بالسلب علي الأسر.. مشيرة إلي أنها ووالدتها ذهبتا لمعرفة الأسعار وفوجئنا بذلك الغلو الفاحش وتوضح »هدير»إن سعرأقل ثلاجة يصل إلي 6آلاف جنيها »فرجعت أنا وأمي والحسرة تملأ عيوننا والقلق يتربع في قلوبنا بعد ما شهدناه في الأسواق فخطبتي مهددة بالفسخ بعد خطوبة دامت لعام كامل ونحن حتي الآن لم نف بالإلتزامات المطلوبة من جهازي رغم إقتراب موعد الزفاف المتفق عليه وهو بعد عيد الفطر المبارك .. »ولكن رحمة الله واسعة»كانت تلك المبادرة بمثابة المنقذ لنا وتقول والدي كان يعمل أرزقي علي باب الله ولما توفي ترك لأمي حملا ثقيلا علي كتفيها أنا وأخوتي الخمسة بدون مصدر دخل ثابت تتعكز عليه وقت العوز والشدة فلم تتقاض سوي معاش التضامن الاجتماعي وقدرة 413جنيها والذي لم يكن يكفي أساسيات الحياة اليومية لأخوتي وهم الآن في مراحل التعليم المختلفة يعملون في المحلات التجارية في الأجازة يدرسون في المدرسة أملا في التخطيط لمستقبل أفضل لهم. هدي.. تبتسم للحياة هدي علي صديق لم تصدق نفسها بأن ذلك الهم الكبير الذي مكث علي صدر والديها أزيل عنهم في تلك الأيام المباركة فعلي حد قولها »أبواب السما كانت مفتوحه»إستكملت هدي كلامها وقالت »الحمد لله.. ربنا يعلم بحال والدي »والدي رجل أرزقي علي باب الله ووالدتي ربة منزل مريضة »تمت خطبة هدي من عامين ونصف وحدث الكثير من التأجيلات للزفاف بسبب ضيق ذات يد والدها فكل ما يتحصل عليه هو 600جنيه لا تكفي لسد إحتياجات الحياة الأساسية اليومية والتي لا غني عنها من مأكل وشراء الدواء للأم المريضة ودفع إيجار المنزل 300جنيها في الشهر.. وتقول هدي »كنت أبكي كل ليلة خوفا من فسخ الخطبة بعد كل هذه الفترة من الخطوبة ووالدي رقيق الحال لا أستطيع أن أطالبه بشئ فوق قدرته وإمكانياته المادية فهو يعمل ليل نهار لرعايتنا ولم يدخر جهده في ذلك أكملت كلامها »الفرحة الآن لم تسعني فسوف يدخل الفرح منزلنا وأمي المسكينة سوف تفرح من جديد فالمرض أنهكها ولذا قرر باب »ليلة القدر »رسم الإبتسامة عليوجوه أسرة هدي ومساعدتها في الإنتقال لمرحلة جديدة في حياتها تشتاق إليها كل فتاة في مثل عمرها لتصبح زوجة وأما ولكن ظروف الحياة الإقتصادية الصعبة تحول دون تحقيق ذلك الحلم الوردي ساعدتني ليلة القدر بمبلغ 10آلاف جنيه. آية.. تحقق حلم العمر قالت اية محمود بعينين يغازلهما الأمل في مستقبل سعيد وبإبتسامة فرح وبحركات جسدية لا إرادية تعبر عن السعادة التي إحتضنتها »هتجوز.. النهاردة فرحي يا جدعان»فأمنيتها تحققت مع باب »ليلة القدر»في نجدة أسرتها رقيقة الحال ومساعدتها في الحصول علي منحة مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية لتجهيز العرائس المقرر زفافهن عقب عيد الفطر المبارك.. آية لديها 5من الأخوة وجميعهم في مراحل التعليم المختلفة يحتاجون للرعاية والإهتمام مصروفات للمأكل والملبس.. فوالدها رقيق الحال أرزقي علي باب الله ليس لديه مصدر رزق ثابت فكل ما يتحصل عليه في الشهر لا يزيد علي 600جنيه والتي لا تسمن ولا تغني من جوع حتي إنه يكمل شهره بمساعدة أهالي الخير من الأقارب والجيران فكل ما يعمله هو شراء بعض الخضراوات وبيعها في السوق أو التجوال في الشوارع لبيع العصائر والمرطبات في فصل الصيف فهو ينبش بكل ما أوتي من قوة علي المال الحلال ليسد به رمق أطفاله الصغار في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة.. آية جاءها النصيب وتمت خطبتها وقع الأب في حيرة شراء الأجهزة الكهربائية للمنزل والتي إزداد سعرها في الآونة الأخيرة بشكل مستفز للغاية فسعر الثلاجة البسيطة تتجاوز تكلفتها 8آلاف جنيه فما بالكم بباقي الأجهزة؟!.. فقررت مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية مساعدة والد آيه بشيك بمبلغ 10آلاف جنيها لإتمام فرحة إبنته وإدخال السرور والبهجة علي تلك الأسرة ولتسعد مثل باقي أقرانها في الحي.