أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن التعليم منظومة واحدة متكاملة لا ينفصل بعضها عن بعض، فهو رؤية دولة وليس رؤية أفراد، مشيدا بدور القيادة السياسية عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة: »مجتمع يتعلم ويبتكر»، مؤملا عودة مصر إلي ريادة الحضارة الإنسانية كسالف عهدها. وشدد شوقي علي أهمية العمل علي بناء الشخصية العلمية القادرة علي التفكير والابتكار، ولابد من وضع إستراتيجية جديدة وحلول جذرية لمشكلات التعليم قبل الجامعي في تلك المرحلة الحالية، لافتا الي أن التغيير سيؤلم في البداية مثل العملية الجراحية ولا يمكن أن نستمر علي المسكنات، فنحن نحاول إصلاح ما هو موجود، ولا يوجد ما نفعله في السر، ونبحث إنشاء نظام تعليمي يناسب طموحنا لأحفادنا، فما يحدث الآن هو نزيف للعقول». جاء ذلك خلال كلمته التي القاها بملتقي الفكر الإسلامي بالحسين والذي تنظمه وزارة الأوقاف بساحة المسجد يوميا. وحول مشاكل التعليم الثانوي قال شوقي إنها قائمة علي استنزاف موارد الدولة وجعل جميع مؤسساتها من علمية وأمنية في حالة تعبئة واستنفار، مع استنزاف أولياء الأمور ماديا، ووضع الطالب تحت ضغط نفسي وعصبي من بداية العام الدراسي حتي انتهاء الامتحانات، فالثانوية العامة بها أكثر من 700 ألف طالب، وأكثر من ألف لجنة و100 ألف مراقب، كما تنفق حوالي 30 مليار جنيه علي الدروس الخصوصية أي ما يوازي نصف ميزانية التربية والتعليم، مما يشكل عبئا علي ميزانية الدولة والأفراد، وكان نتيجته إخراج طالب يعتمد علي الحفظ والتلقين دون الاعتماد علي التفكير والابتكار، مما ترتب عليه تخريج دفع من الكليات غير موجهة لسوق العمل. وأشار إلي أن الأهالي قد أصبحوا جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، لأنهم غيروا هدف المدرسة من تجهيز الطالب للتعليم إلي التحضير للحصول علي المجموع وأعلي الدرجات، فأصبحت الشهادة هدفا بغض النظر عن الطالب الحاصل عليها هل أصبح منافسا للعلماء دوليا ومحليا أم لا، مؤكدا أنه لا بد من القضاء علي الدروس الخصوصية مع توجيه قدرات الطالب العقلية والعلمية نحو الإبداع والابتكار وعودة الثقة بين ولي الأمر والوزارة، وإزاحة الهم الثقيل عن كاهل الأهالي والقضاء علي الواسطة والمحسوبية؛ لأن مصر تستحق ما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية. ومن جانبه أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي أهمية التعليم بشقيه في النهوض والرخاء والتنمية، فهناك دول كثيرة اهتمت بقضايا التعليم، وذلك لأن التعليم هو البوابة الوحيدة للخلاص من كل المشاكل التي تواجهها الشعوب، لذلك تقدمت الدول المتقدمة عندما وضعت التعليم في الصفوف الأولية لأولوياتها. وأضاف عبد الغفار أن هناك رؤية واضحة للقيادة السياسية والحكومة في الاهتمام بالتعليم وتوجيه كافة المسئولين بوضع قضايا التعليم محل الاهتمام، ولا بد أن نعترف أن منظومة التعليم مرتكزة للأسف علي الحفظ والتلقين دون الفكر والابتكار، وتلك مشكلة الطالب الجامعي في الحفظ والتلقين، مشيرا إلي ضرورة إعادة النظر في التعليم قبل الجامعي لنخرج طالبا مؤهلا للتعليم الجامعي، فالجامعة ليست للتعليم فقط، حتي نخرج إنسانا فاعلا في المجتمع، مع عمل برامج ودورات تدريبية تؤهل الخريج للتعامل مع التقنيات الحديثة وتوجهه إلي احتياجات سوق العمل. وأوضح الوزير أن المتوقع أن يصل عدد الطلاب مستقبليا في التعليم العالي بالجامعات إلي أربعة ملايين طالب، فلابد من التفكير في إستراتيجية جديدة للتعليم الجامعي بما يحقق استيعاب تلك الكثافة الطلابية، وذلك من خلال إضافة كليات جديدة والتوسع في إنشاء معاهد متخصصة، مع العمل علي إنشاء مجمع كليات تكنولوجية يكون دورها النهوض بمصر في العديد من المجالات، كالطاقة المتجددة، وصناعة النسيج والمواد الإلكترونية والغذائية، مبينا أن هذا جزء من رؤية كبيرة لتطوير التعليم العالي، فالبحث العلمي أساس تقدم الأمم، مشيرا إلي أن مصر لديها بنية علمية كبيرة ينقصها توجيه الطاقات العلمية لما فيه خير مصر ونمائها. • عبد الرحمن عبد الحليم