بدأت الخلافات بين عدد كبير من رموز القطاع السياحي ووزير السياحة يحيي راشد اتجاها جديدا للتصعيد .. فبعد الاجتماع العاصف الذي تم عقده قبل يومين بحضور أعضاء بجمعيات الاستثمار وأعضاء سابقين بالاتحاد والغرف السياحية وأصدروا بيانا شديد اللهجة ناشدوا رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذ القطاع من الانهيار الذي يتعرض له .. شهدت الساعات الماضية سلسلة من الاستقالات تلقاها الوزير لعدد من أعضاء اللجان الوزارية المختلفة التي عينهم فيها الوزير نفسه .. تضمنت أسباب الاستقالات اعتراضات علي إدارة راشد للعديد من الملفات .. »الأخبار» قامت برصد أهم تلك الاستقالات وأسبابها واستطلعت رأي بعض خبراء القطاع في الوضع الحالي .. في مقدمة المستقيلين جاء كل من كامل أبو علي رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر وحسام الشاعر عضو الجمعية ورئيس غرفة السياحة السابق قدما استقالتيهما إلي وزير السياحة من عضوية اللجنة الفنية للمجلس الأعلي للسياحة .. وأكد أبو علي والشاعر في استقالتيهما أنها تأتي لغياب العمل المؤسسي باللجنة وعدم وجود أجندة واضحة للاجتماعات وغياب الرؤية الفنية لتحديد المشاكل وآلية حلها .. كما تقدم ناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج والعمرة بوزارة السياحة باستقالته أيضا إلي وزير السياحة .. وأكد تركي في أسباب استقالته أنه لاحظ غياب العمل الجماعي في إدارة هذا الملف .. وأشار إلي انه اكتشف أن اللجنة شكلية لدي الوزير حيث تعقد عدة اجتماعات مناقشة الملفات الشائكة بالحج والعمرة ويصدرون توصيات ومشروعات قرارات لحل المشاكل الا انهم يفاجأون بقرارات أخري مختلفة تماما من الوزير دون حتي استشارة اللجنة في تلك القرارات التي يعلمون بها من الإعلام .. وقال تركي إن هذا الأسلوب في إدارة الملف يمثل خطورة تهدد موسم الحج والعمرة وتسببت بالفعل في عدة مشاكل أهمها موسم العمرة الحالي الذي وصفه تركي في خطاب الاستقالة بالأسوأ علي الإطلاق .. بجانب الارتباك الذي ساد موسم الحج وقد تقدم أيضا أحمد الوصيف باستقالته إلي وزير السياحة من عضوية لجنة تسيير الأعمال بغرفة الفنادق .. وتقدم كذلك إيهاب شكري امن عضوية لجنة تسيير الأعمال بغرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر وبسؤال كريم محسن رئيس لجنة تسيير أعمال اتحاد الغرف السياحية .. قال إن الوضع بالطبع غير مرض للجميع ومن المؤسف أن يصل لهذا الحد .. ويضيف أن الحل الأمثل للوضع الحالي قيام المعترضين بتشكيل مجموعة منهم يمثلون كافة الإتجاهات ويتم عقد مقابلة مع وزير السياحة ليتم فتح حوار جدي هدفه الصالح العام وبنية صادقة لتنفيذ القرارات أو الاتفاقات التي يتم التوصل اليها .. ويري كريم محسن ان قطاع السياحة وصل لمرحلة تتطلب من الجميع أن يحنو عليه .. وبكل تأكيد يسعي الوزير لينجح في مهمته بإنقاذ صناعة السياحة ولن يتحقق ذلك الا بوقوف القطاع معه وبقوة .. أي ان المصلحة متبادلة بين الطرفين تتطلب حورار ناجحا للخروج من الأزمة .. وبسؤال حسام الشاعر أحد المستقيلين والمعترضين حول هذا المقترح أكد الشاعر أنهم لا يرفضون الحوار لكن للأسف فقدوا الأمل أن يكون ذا جدوي .. ويضيف أن حوارات طويلة حدثت بين الوزير وجميع ممثلي القطاع ولم تثمر عن شئ بل يتم الاتفاق علي خطة عمل ولا تنفذ .. ولا يوجد ما يضمن تنفيذ ما يخرج عن تلك الاجتماعات.