تتصرف إسرائيل مع جيرانها كما كان يتصرف »سبرتو« مع كل سكان البر الشرقي بمدينتي شبين الكوم.. ولكي تدركوا ما أقصد فلابد ان أحكي لكم حكاية »سبرتو« هذا. لم يكن يمر الأسبوع الا ويعلو الصراخ في بيت »سبرتو« الذي كان بلا وظيفة محددة، مرة تراه يسرح بأنابيب بوتاجاز ومرات كنت تجده محشورا في طوابير الجمعيات يشتري الدجاج المجمد، والسكر ويبيعه باضعاف مضاعفة.. وعندما كانت تضيق في وجهه الحياة كنت تجده يفرض »فردة« أو »اتاوة« علي أي بائع خضار أو فاكهة.. »ويا ويله يا ضلام ليله لمن يعترض«. اطلقوا عليه لقب »سبرتو« لأنه كان بلطجيا من النوع »البيئة« بلغة هذه الأيام، فهو عندما كان يريد ان يظبط دماغه يقوم بشرب الكحول أو كما كنا نسميه »سبرتو« وبعد ان يشربه عينك ما تشوف الا النور. الوحيدة التي كانت تعطيه العلقة التمام هي زوجته التي كانت لا تنجو هي الأخري من أذاه.. وحتي يهرب »سبرتو« من تدخل أولاد الحلال في محاولة للاصلاح بينه وبين زوجته أو فضا للاشتباك بينهما كان يخلع ملابسه ويقف كما ولدته أمه فيهرب الجميع وتفشل زوجته في تمزيق ملابسه وهي تدافع عن نفسها.. ومرت الأيام »واتهد« سبرتو ولم تتهد اسرائيل بل انها لا تكف عن العربدة في حارة العرب التي جاءت وسكنت فيها عنوة ورغما عن كل سكان الحارة.. ومن يتجرأ ويعترض فالويل كل الويل له، ولا تريد حتي لأحد ان يتدخل وهي تغتصب الحق الفلسطيني جهارا نهارا الفارق الوحيد بين إسرائيل والبلطجي »سبرتو« ان الأخير كان يفعل ما يفعل وهو تحت تأثير الكحول المغشوش الذي كان يتعاطاه.. أما إسرائيل فهي تدرك تماما ما تفعل.. المشكلة فينا نحن اننا ندرك ولا نفعل شيئا أو اننا لا ندرك شيئا في أي شيء. علاء عبدالهادي [email protected]