لقي 80 شخصا بينهم العديد من الأطفال مصرعهم وأصيب 350 آخرون صباح أمس في هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة قرب الحي الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابول مما أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة في عدد من السفارات بينها سفارات مصر وألمانيا والإمارات وفرنسا. ويأتي الهجوم الذي يعد أحد أكثر الهجمات دموية في العاصمة تزامنا مع بدايات شهر رمضان. ووقع الانفجار الذي وصفه شهود بأنه »كالزلزال« في ساعة الذروة قرب المدخل الحصين للسفارة الألمانية عند ساحة زنبق ومركز تفتيش يؤدي إلي القصر الرئاسي وإلي عدد من السفارات الأجنبية والإدارات الحكومية. وهز الانفجار بقوته جزءا كبيرا من العاصمة وأدي إلي تحطيم زجاج نوافذ وتطاير أبواب المنازل علي بعد مئات الأمتار وتدمير أكثر من 50 سيارة. وانتشرت قوات الأمن وفرق الإغاثة في موقع الانفجار، في حين حلقت مروحية فوق المكان. وحاول رجال الإطفاء السيطرة علي الحرائق التي اندلعت في عدد من المباني. وكانت الجثث ممددة أرضا في موقع الهجوم، في حين تصاعد عمود كثيف من الدخان فوق العاصمة. وحذر متحدث باسم وزارة الداخلية من أن أعداد القتلي مرشحة للارتفاع مع تواصل انتشال الجثث من تحت الأنقاض، داعيا المواطنين إلي التبرع بالدم. ونفت حركة «طالبان» مسئوليتها عن الهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة تدين مثل هذه الهجمات غير الموجهة التي يسقط فيها ضحايا مدنيون. من جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الانفجار أحدث أضرارا كبيرة بمبني السفارة ومنزل السفير، كما أسفر عن إصابة أحد حراس الأمن. وجاء في بيان الوزارة أن القاهرة تدين بأشد العبارات الانفجار. وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل علي تويتر إن موظفين بالسفارة أصيبوا في الانفجار، مشيرا إلي مقتل أحد حراس الأمن الأفغان. وأضاف أن «مثل هذه الهجمات لا تغير شيئا في تصميمنا علي دعم جهود الحكومة لفرض الاستقرار في البلاد». وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان تضرر مبني سفارتها وأدانت «الانفجار الإرهابي». وأعربت الوزارة عن تضامن بلادها مع أفغانستان والوقوف إلي جانبها للقضاء علي الإرهاب. وأصدرت السفارة الأمريكية في كابول تحذيرا أمنيا ونصحت رعاياها بتفادي السفر إلي هناك. وبدوره، أشار مسئول في السفارة اليابانية إلي إصابة اثنين من العاملين وتحطم زجاج السفارة. وأوضحت بلغاريا أن أضرارا لحقت بسفارتها وتم إجلاء موظفيها. كما تضررت مباني سفارات تركيا والصين.