بمجرد أن تدخله تستنشق عبق التاريخ وروح الماضي وتبهرك المناظر الجميلة الأثرية بداخله.. إنه مسجد الديري أقدم مساجد بني سويف، فقد تم تشييده عام 1323 ه 1909 م علي يد درويش بيك الديري كما هو مُدَّون أعلي باب الدخول الرئيسي، وهو مبن علي مساحة 541 متراً بوسط مدينة بني سويف، ولم يكتف الوجيه المصري درويش بك ببناء المسجد، ولكنه ترك 3 محلات تجارية وقطعة أرض زراعية مساحتها ثمانية أفدنة وعشرون قيراطًا وعشرون سهمًا، كوقف خيري يُصرف من ريعها علي عمارة ونشاط المسجد وإقامة الشعائر الدينية. وكما يقول مؤمن مخلوف مدير عام منطقة الآثار الإسلامية ببني سويف، فالمسجد عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل مُكوَّنة من أربعة أروقة مقسمة بواسطة ثلاث بكيات، كل بكية تتكوَّن من ثلاثة عقود مُدبَّبة ترتكز علي زوج من الأعمدة، ويتوسط الجدار الجنوبي الشرقي للمسجد كتلة المحراب، وعلي يسارها يقع المنبر الخشبي، كما يتوسط الجدار الشمالي الشرقي للمسجد باب يفضي إلي فضاء داخلي مستخدم كمصلي آخر، ومن خلال هذا الفضاء يمكن الوصول إلي الميضأة ودورة المياه، كما يتخلل كلا من الجدار الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي عدد من النوافذ والقندليات البسيطة التي تعمل علي إضاءة وتهوية المسجد، فضلا عن دورها الجمالي الذي تلعبه القندليات داخل المسجد خاصة وأنها مركبة من الجص المعشق بالزجاج الملون ويشير إلي أنه توجد بالمسجد أعمدة رخامية نادرة ودكة المؤذن التي كان يصعدها المؤذن قبل اختراع مكبرات الصوت ليبلغ تكبيرات الإمام للمأمومين، موضحا أن سقف المسجد خشبي وتتوسطه »شخشيخة» خشبية مربعة، أما مئذنة المسجد فقد تم إنشاؤها من حجر استقدمه البناة من منطقة سقارة عبر المراكب النيلية. ويشير »مخلوف» إلي أن ملك مصر السابق فاروق ملك مصر والسودان وقتئذ هو الذي افتتح المسجد في شهر رمضان، وكان باشاوات الزمن الماضي، يأتون من مختلف المحافظات إلي حارة الديري التي يوجد بها المسجد ليقضوا فيها لياليهم الرمضانية، ويوزعون زكاتهم علي الفقراء، ويشترون من الحارة الفوانيس لأحفادهم حيث كانت المنطقة تتميز بصناعة الفوانيس.