كل عام وأنتم بخير.. التهنئة أولا للإخوة الأقباط في عيد الميلاد المجيد، ثم التهنئة لكل المصريين وهم يحتفلون بشم النسيم، وأيضاً بعيد تحرير سيناء في يوم نجتمع فيه كلنا لنغني للحياة وللحرية. اليوم نشم نسيم الحرية بعد أن تطهر بالثورة. نعانق النيل والشجر والناس ندوس علي خفافيش الظلام التي تريد أن تمنعنا من الغناء للربيع والتي تطلق في وجوهنا دعاوي التكفير وفتاوي التحريم وهي تسعي لكي تسرق ثورة لم تشارك فيها وتثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وتشوه وجه مصر وهي تحاول إعادتنا جميعاً لحكم الجاهلية. اليوم نحتفل بشم النسيم الذي يجمع المصريين جميعاً منذ آلاف السنين. ونحتفل أيضاً بعيد تحرير سيناء الذي جسد إرادة مصر ووحدة ابنائها وبسالة جيشها. اليوم نترحم علي ارواح الشهداء ونستعيد بطولات شعب رفض الهزيمة واسطورة جيش بهر العالم وهو يعبر من هزيمة لايستحقها إلي النصر الذي كسر إرادة العدو، والذي فتح كل الأبواب لكي تنطلق مصر مرة أخري لتحقيق ما كان أعداؤنا دائما يسعون لمنعنا من تحقيقه: بناء الدولة الحديثة المتقدمة التي تقود أمتها العربية نحو الوحدة والتقدم، وتحقق لأبنائها العدل والحرية. لكن ما حدث بعد ذلك كان مأساة.. فقد سرقوا النصر، وحولوا دماء الشهداء إلي أرصدة في حسابات الفاسدين، وأضاعوا تضحيات شعب بأكمله بالتراجع أمام العدو، وبإهدار ثروات مصر وإفقار شعبها وضياع فرصة بناء الدولة المتقدمة وتعويض سنوات عطلنا فيها العدو عن مسيرة البناء. سرقوا النصر ونهبوا الثروة ونشروا الفساد والاستبداد، حتي كانت الثورة التي انتصر فيها الشعب والجيش معاً مرة أخري للوطن وأسقطوا النظام الذي جثم علي الصدور، وبدد كل فرص النهضة التي تستحقها مصر. واليوم.. نحن نحتفل بالحياة ونغني للحرية وللثورة، ونستعد لبناء مصر التي حلمنا بها طويلا. نعرف أن خفافيش الظلام تتربص بنا ولكننا تعلمنا الدرس ولن نسمح لأحد بأن يسرق الثورة كما سرق النصر بكل ذلك، ولن نسمح للغربان بأن تفرض حكم الجاهلية. وكل عام ومصر هي الاجمل وشعبها يحتفل بالربيع.. ربيع الحياة وربيع الثورة.