الحلويات الشرقية ضيف دائم علي مائدة الأسرة المصرية في رمضان.. تتراوح أنواعها وأشكالها، ليس فقط حسب رغبات تلك الأسر، ولكن أيضا حسب مستواها الاقتصادي، ورغم الارتفاع الملموس في أسعار تلك الحلويات نتيجة زيادة أسعار السكر في الشهور الماضية، إلا أن الإقبال علي الحلويات لم يتأثر، فلا يكاد يخلو بيت في شهر رمضان من »طبق» الحلويات الشرقية عقب الإفطار، خاصة في عزومات الأقارب والأهالي. وتوجد الكثير من الروايات حول أسباب ارتباط الحلويات بشهر رمضان، وبخاصة الكنافة والقطايف؛ فتشير إحدي الروايات إلي أن الكنافة ظهرت لأول مرة في بلاد الشام، حيث قام صانعو الحلويات هناك باختراعها خصيصا من أجل معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، وقدمت له كطعام للسحور، وهناك رواية أخري تقول ان المصريين عرفوها قبل أهل الشام، وكانت بداية ظهورها في العصر الفاطمي، عند دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلي القاهرة، وكان ذلك في شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار مقدمين له الهدايا، وكان من بين الهدايا التي قدموها له الكنافة، باعتبارها مظهر من مظاهر التكريم، ثم انتقلت بعد ذلك إلي بلاد الشام عن طريق التجار، وقد لاقت هذه الرواية انتشارا كبيرا لأن الفاطميين كانوا أول من حول المناسبات الدينية إلي مهرجانات واحتفالات، وارتبطت لديهم بالأطعمة، التي ما تزال موجودة في حياتنا حتي الآن.. وفي البداية كانت الكنافة والقطايف حكرا علي الخلفاء والملوك والأثرياء نظرا لندرتها وغلاء سعرها، ثم أصبحت فيما بعد من العادات المرتبطة بشهر رمضان خلال العصور التاريخية المختلفة، باعتبارها طعاما لكل غني وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي. »رمضان ما ينفعش من غير كنافة والقطايف وبلح الشام» هذا ما تؤكده مروة محمود ربة منزل، وتشير إلي أن الحلويات تعد طبقا أساسيا علي السفرة مع »العزومات»، مضيفة » أنه تقدم أيضا كهدايا في العزومات، وبخاصة أن هناك حلويات موسمها الرئيسي ويكاد يكون الوحيد هو رمضان مثل القطايف.فيما قالت ريهام قطب، إن غلاء أسعار السلع الأساسية قضي علي أي فائض في الميزانية يسمح بشراء الحلويات الشرقية، وحتي الأنواع التي يمكن تحضيرها في المنزل أصبح إعدادها صعبا جدًا لغلاء المكونات من ناحية أخري، يقول سامي طلبة، نائب مدير الجودة بسلسة محلات حلواني شهير، أن زيادة الأسعار كانت طفيفة جدا ولم تؤثر نهائيا علي حركة البيع والشراء،.فيما رأي محمد السقا مدير محل حلواني شهير بمنطقة وسط البلد، أن زيادة الأسعار ألقت بظلال سلبية علي الأسعار من حيث الزيادة وحركة البيع والشراء رغم اعتبار شهر رمضان موسما بالنسبة لنا ولكن طبيعة السوق اختلفت».. وخلال جولة علي محلات الحلويات الشرقية رصدت »الأخبار» أسعار الحلويات الشرقية حيث سجلت أسعار الكنافة السادة 50 جنيهًا للكيلو، والمحشوة 120 جنيها، وتراوح سعر البسبوسة المحشوة بأنوعها من 58 جنيها ل 76، بينما بلغ سعر البسبوسة السادة والزلابية وصوابع زينب ما بين من 30 ل 38 جنيهًا.